03-03-2025 02:24 AM
سرايا - في عالم الطب، توجد حالات غريبة تترك الأطباء في حيرة من أمرهم، ومن أبرز هذه الحالات قصة الرجل البرازيلي جواوا، الذي تحول من شخص عادي إلى شخصية تعاني من “الكرم المرضي” بعد تعرضه لسكتة دماغية غيرت مسار حياته بشكل جذري. جواوا، الذي كان يعيش حياة طبيعية، استيقظ بعد السكتة الدماغية التي أصابته عام 1990 ليجد نفسه مدفوعًا برغبة لا تُقاوم في العطاء، حتى لو كان الثمن هو فقدان كل ما يملك.
بدأ جواوا في توزيع البطاطس المقلية مجانًا على الناس، وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاسه وإصابة عائلته بالفقر المدقع. الأطباء الذين فحصوا حالته أكدوا أن السبب وراء هذا السلوك غير الطبيعي هو تلف في منطقة الدماغ المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، وهو الهرمون الذي يمنح الإنسان شعورًا بالسعادة عند القيام بأفعال مثل العطاء. بعد السكتة الدماغية، أصبح جواوا يشعر بالرضا فقط عندما يعطي، حتى لو كان ذلك على حساب صحته ورفاهية أسرته.
السكتات الدماغية، التي تحدث بسبب انقطاع تدفق الدم إلى المخ، تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية ويمكن أن تسبب تغيرات جذرية في الشخصية. في حالة جواوا، أثرت السكتة على الفص الجبهي من الدماغ، وهي المنطقة التي تتحكم في السلوكيات الاجتماعية والعواطف. هذا التلف جعله يفقد القدرة على التحكم في رغبته في العطاء، مما حول الكرم من فضيلة إلى مرض دمر حياته.
بحسب الأطباء، فإن الضرر الذي لحق بفص جواوا الجبهي جعله يعتمد كليًا على تدفق الدوبامين الناتج عن العطاء، بغض النظر عن العواقب المادية أو الاجتماعية. هذه الحالة النادرة أثارت اهتمام الباحثين، حيث أظهرت كيف يمكن لتلف الدماغ أن يحول السلوكيات الإيجابية إلى أفعال مدمرة.
في نهاية المطاف، عاش جواوا حياة مليئة بالعطاء، لكنها كانت على حساب استقراره المادي والمعنوي. قصة جواوا تظل درسًا صارخًا عن كيف يمكن للكرم، عندما يخرج عن السيطرة، أن يتحول من فضيلة إلى لعنة تدمر حياة الإنسان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-03-2025 02:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |