حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1332

خولة الكردي تكتب: سحر الشوق لغزة

خولة الكردي تكتب: سحر الشوق لغزة

خولة الكردي تكتب: سحر الشوق لغزة

03-03-2025 10:38 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خولة كامل الكردي
كثيرة هي الوفود الإغاثية الطبية والإنسانية التي دخلت غزة وقدمت العديد من الخدمات والمساعدات للمدنيين الأبرياء، الذين تضرروا جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع، وإلى حدٍ ما يستمر دخول تلك الوفود وإن كانت بوتيرة متذبذبة تبعاً لإجراءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المعابر، التي تتحكم في دخولها ودخول شاحنات المساعدات الغذائية والطبية وغيرها إلى سكان القطاع، الذين يفتقدون أساسيات الحياة من طعام وشراب ودواء ومساكن آمنة تؤويهم، وتلكؤ الاحتلال في إدخال تلك المساعدات والمعونات ساهم بشكل أو بآخر في تفاقم معاناة الغزيين.

وعلى ذات السياق، هناك مروحية واسعة من المستلزمات والخدمات الطبية والإنسانية، يتوق المواطن الغزي من المنظمات الدولية توفيرها والتعجيل بإدخالها، لديمومة حياتهم وتدبير أمورهم اليومية وأمور أسرهم، وإلقاء الضوء على الخدمات الصحية جزء جوهري من المنظومة الإغاثية الضرورية والعاجلة للمرضى والمصابين في غزة، وتقديم الوفود الطبية لخدماتها في تلك المشافي، يضيء جانباً خفيا من حياة أولئك الأطباء والممرضين الذين يضعون أيديهم بأيدي الطاقم الطبي الغزي، مندمجين في صيرورة العمل الطبي في المشافي ومتفاعلين مع زملائهم أفراد الطاقم الطبي الغزي، ويتنقل المتطوع منهم بين أكثر من مشفى وفق الأوضاع المحيطة بكل واحد من تلك المشافي، ينسجم معها ليس فقط مع العاملين ومهمته الموكلة له، والتي اختارها طواعية تعاطفاً مع المكلومين في قطاع غزة، بل مع الإنسان الغزي هناك بكل الظروف التي يمر بها، وبالرغم من قساوة المشهد الإنساني ونزيف الدم الذي استمر قرابة العام والنصف، وعلى الرغم من الأحزان والفقد، والصدمة النفسية والعاطفية التي عاشها الغزيون جنبا إلى جنب مع الطواقم الإغاثية الطبية والإنسانية، أصبح هناك نوع من التضامن النفسي والعاطفي بين تلك الوفود الطبية مع المصابين وذويهم وأهل غزة بشكل عام، فترى العناصر المنضوية تحت الوفود الإغاثية من أطباء وغيرهم، تعتريهم حالة من الزعل العميق وقت مغادرتهم القطاع وانتهاء مهمتهم الإنسانية، وشوقهم للدخول مجدداً وتقديم الخدمة العلاجية والجراحية للغزيين.


وعطفا على ما سبق، فإن الاشتياق للعودة إلى غزة ومواصلة إنقاذ المرضى والجرحى، أمسى أمرا ملحا بالنسبة للوفود الطبية، فكم من طبيب وإغاثي تأثر أيما تأثر أثناء عودته من واجبه الإنساني في الوقوف إلى جانب الطواقم الطبية في قطاع غزة، والتي تعاني نقصا حادا في العناصر البشرية، وربما لشدة هول المآسي التي عاشها سكان القطاع، وتساقط الشهداء والجرحى، صار لدى الناس حالة من مقاومة الممارسات الوحشية اللإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بفيض من العاطفة والامتنان للوفود الإغاثية، فتشكل نوع من الترابط الوجداني بينهما، فبرزت العاطفة الإنسانية بأسمى معانيها ومعالمها، طوقت أولئك الذين قدموا لمد يد العون والمساعدة لأهل القطاع بمشاعر مليئة بالعطف والشفقة عليهم، فيلازمهم الحنين للعودة إلى غزة وهم خارجها، فيقررون مرة أخرى تجديد مهمتهم والرجوع إلى غزة رغم المخاطر المحدقة بهم.
لقد شكلت حرب الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، نوعاً من استرجاع العالم الحر لمبادئه الإنسانية الأصيلة، ونفض الغبار عن المعنى الحقيقي للكرامة البشرية، فكانت شهادات الأطباء الأردنيين الذين عادوا من غزة خير دليل على سحر الشوق لغزة.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 1332
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-03-2025 10:38 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم