حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1457

جهاد المنسي يكتب: السياسي "الأمين"

جهاد المنسي يكتب: السياسي "الأمين"

جهاد المنسي يكتب: السياسي "الأمين"

03-03-2025 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جهاد المنسي
أعادني نائب رئيس الوزراء الأسبق، وأمين عمان الأسبق والنائب والنقيب الأسبق الدكتور ممدوح العبادي في مذكراته التي حملت عنوان السياسي “الأمين” لعمان التي تعلقت بها، لتلك المنطقة التي ولدت وترعرعت في زقاقها والحواري القديمة والبيوت، والجيران؛ كما فتح من خلال مذكراته على أوراق خفية في مجلس الوزراء ومساجلات سياسية في التجمع الديمقراطي، ونقاشات ومنافسات حزبية في النقابات المهنية، وقضايا خدمية في أمانة عمان، وحوارات برلمانية في مجلس النواب.

فالدكتور العبادي سرد في بدايات المذكرات تفاصيل دقيقة ووقائع غاية في الاندهاش، حملني للمكان، فأعادني إلى هناك، حيث وسط العاصمة الذي عشقت، وعشقها الدكتور العبادي فنقلها إلينا في مذكراته بكل التفاصيل الواقعية والسرد المكاني الذي حمل تفاصيل دقيقة، وحمل معه أسماء شخصيات لم أعرفها من قبل ولكني سمعت عنها لاحقا.

أبا صالح، شهد بدايات عمان القرية الكبيرة، التي تحولت لمدينة واسعة، وعاصمة مترامية الأطراف، عرف كيف يتنقل بالوصف والسرد عن شخصيات عمّانية عرفها، فأعاد الحنين لنا، أعادنا لذاك المكان الذي عرفته؛ ومن خلال مذكرات طبيب العيون السياسي والنقابي والبرلماني، وعمدة عمان، تعرفت على سر شجرة ما تزال شامخة تربض في رأس العين، وكانت عنوانا يعرفه كل من مر من هناك سواء أولئك الذين جايلوا الدكتور العبادي أو الذين جاءوا فيما بعد، وأنا منهم، فقادني الدكتور العبادي من خلال سرده الواقعي لمعرفة تاريخ كل قطعة من وسط البلد فبت أكثر دراية ومعرفة بكل التفاصيل والزوايا.


الغد

المذكرات بدأت برأس العين ولكنها أخذتنا لمادبا والزرقاء وعيرا ويرقا ومجمع النقابات والدوار الرابع حيث مجلس الوزراء ووزارة الصحة في جبل الحسين قبل انتقالها إلى حيث هي الآن، وإلى أمانة عمان وحكاية التطور والأنفاق والجسور والشوارع والخدمات والقصص والمشاكل التي ظهرت، ومن ثم إلى العبدلي حيث مجلس النواب، وفي كل فصل في تلك المذكرات حكايات ومعلومات وكشف معلومات نحن بحاجتها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
حملت المذكرات بين ثناياها تاريخا لم يقتصر على وسط البلد ورأس العين على وجه التحديد وإنما أخذتنا إلى مطارح أكبر وأوسع وأشمل، وعوالم سياسية وخدمية ونقابية وحكومية، قضايا شارك في صياغتها محافظون ومعارضون، ديمقراطيون وإسلاميون وقوميون، وأبناء عشائر، وحملت بين صفحاتها حوارات فكرية، كان من المفيد التعرف عليها، ومعاينتها، ومواقف سياسية حضرت في وقات مختلفة، وأسست لاحقا لمراحل من العمل النقابي والسياسي والخدمي.
المذكرات التي أطلقها الدكتور العبادي قبل أشهر، كما غيرها من مذكرات أطلقها رؤساء وزراء سابقون، دونت لمفاصل مهمة من تاريخ دولتنا، وأسست لتاريخ المكان؛ والإنسان، حضر بين صفحاتها شخصيات عمانية طالما سمعنا عنها، والمذكرات جعلتنا نعرفها أكثر.
اختار الدكتور العبادي اسم مذكراته بدقة، فاختار لها اسما من كلمتين، الأولى كلمة السياسي، ولم لا فالرجل خالط السياسة وخالطته منذ نعومة أظفاره؛ تعرف على الأحزاب اليسارية والقومية وأحزاب أخرى من خلال شخصيات عايشها، اندمج في أتون السياسة دون أن يعلن أو ينضم لأي حزب سياسي؛ فالرجل يمكن أن يحسب حينا على فريق التيار الديمقراطي الذي اختار الدخول في حكومة دولة طاهر المصري، كما أنه يحسب على قوميين ويساريين أيضا؛ وكان أيضا رجل دولة في مفاصل كثيرة سواء في موقع نائب رئيس الوزراء أو تحت قبة البرلمان.
وحملت المذكرات بعد كلمة السياسي كلمة “الأمين” التي وضعت بين قوسي تنصيص، وهي إشارة لموقعه عمدة وأميناً لعمان التي أحبها، وفي هذا الموقع استطاع الأمين الدكتور أن يثبت أن العمل الخدمي يحتاج لرؤية سياسية وخدمية متكاملة، واستطاع قيادة الدفة وفتح مشاريع ساهمت في توسع العاصمة ومدها لآفاق أوسع.











طباعة
  • المشاهدات: 1457
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-03-2025 10:40 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم