04-03-2025 10:40 PM
بقلم :
ريما الشهوان
أقبل شهر الصيام والقيام، وعادت الكثير من المظاهر المرحَّب بها، ورافقها خطوةً بخطوة مظاهرُ مزعجةٌ جدًا، كالعصبية، وأزمة السير، إلى التهافت غير المدروس على الأسواق.
ناهيك عن تزاحم الأطفال في الصفوف الأولى في المساجد، دون توعية الأهل بآداب دخول المسجد وضرورة الالتزام بها.
فهذا جلال، ذو الخمس سنوات، أصبح الشغل الشاغل للإمام والمصلين في أحد المساجد، إذ تدفع به والدته – سامحها الله – إلى المسجد، وهي تعلم طبيعة طفلها الذي يعاني من فرط الحركة، بحجة أنها ترغب في تربيته تربية إسلامية، من خلال تقوية الوازع الديني لديه منذ الصغر، عبر زيارته للمسجد. وكأنها تتوقع أن المسجد فيه نفخة رسول ستحوّل ابنها، بمجرد دخوله إليه، إلى مَلَكٍ بجناحين يسير على الأرض دون توجيه أو تربية أو مجهود منها! وهذا – واللهِ – ليس بتصرفٍ سليم، ولا يمتّ إلى التربية الإسلامية بصلة، وإنما هو نوعٌ من التواكل، وإلقاء المهمة على عاتق إمام المسجد أو أستاذ المدرسة.
كما فعلت والدة الطالبين اللذين قاما بسكب الكاز على زميلهما اليتيم وأحرقاه بالنار، فهي تظن أنها أخلت مسؤوليتها بمجرد إرسالهما إلى المدرسة، وهي تنادي بأعلى صوتها: التربية قبل التعليم! لكنها تناست دورها في التربية، وأن شخصية الطفل تتكوّن في المراحل العمرية الأولى، ثم يأتي دور المدرسة في ترجمة ما تعلّمه الطفل في بيته عمليًا وسلوكيًا. فأيّ بيتٍ خرج منه هذان الولدان؟ وأيّ نموذجٍ كان قدوتهما؟
#أُسَرُنا بحاجة إلى تأهيل، ابتداءً من الوالدين، ليستطيعا ممارسة دورهما بشكلٍ سليم.
#أولادنا بحاجة إلى قدوةٍ حسنة، بعيدًا عن مؤثري السوشيال ميديا.
#معلّمو أولادنا بحاجة إلى أن يتعدّى دورهم التعليمَ، ليشمل تقويمَ السلوك الخاطئ، وتعزيزَ السلوك الجيد لدى أبنائنا.
#نحن بحاجة إلى أن نتمثل حديثَ رسولنا الكريم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". فالأم، والأب، والمعلّم، كلٌّ منهم يكمل دور الآخر في إيجاد جيلٍ سليمٍ معافى، يستطيع مقاومة مغريات الحياة، التي تدفع بفلذات أكبادنا إلى المهالك دون حول منهم ولا قوة فقط لأننا قصرنا في توجيههم وتربيتهم وتعليمهم....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-03-2025 10:40 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |