05-03-2025 09:49 AM
بقلم : مكرم أحمد الطراونة
في مقابل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، كشف العرب أمس ورقهم في قمة القاهرة، في "خطة مضادة" تهدف إلى تثبيت الفلسطينيين فوق أرضهم، ومنع تصفية قضيتهم.
وتتمحور الخطة العربية التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على تقديم مسار لإعادة إعمار القطاع مع بقاء السكان، وتمتد العملية خمس سنوات، بكلفة نحو 53 مليار دولار، مع التأكيد على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفسطينية.
الخطة تمنح السلطة الفلسطينية الحق في حكم غزة، وبسط سيطرتها على كامل القطاع، مع تدريب لعناصر الأمن الفلسطيني في كل من الأردن ومصر، لكي يستطيعوا القيام بهذه المهمة.
في مجملها، تأتي الخطة العربية ضمن المأمول، وضمن سقف ما تم التصريح به طوال فترة الأزمة، ويبقى أن بنود الخطة التنفيذية، ومعرفة مدى واقعيتها وإمكانيات تنفيذها.
لكن، وكما تابعنا، لا يمكن لنا أن ننسى أن ثمة غيابات كثيرة في صفوف القادة العرب، وهي غيابات ملحوظة بالتأكيد في هذه اللحظة التاريخية الفارقة للمنطقة العربية برمتها، والتي تحتاج إلى رصّ الصف العربي، والتجاوز عن الخلافات البينية، إن وجدت، من أجل إعادة العمل العربي المشترك إلى سابق عهده، والتأكيد على أنه يتوجب التعامل مع البلدان العربية ككتلة واحدة، لا كفرادى.
ومع ذلك، يتوجب طرح سؤال مهم، وهو: هل ترتبط الغيابات بطبيعة الخطة العربية، وهل هناك تحفظات عند بعض الأطراف العربية على بنودها أو جزء منها؟
من الواضح أنه ليس هناك إجماع على بنود الخطة، وهو ما أدى إلى هذه الغيابات، ومن الممكن أن يكون المسكوت عنه هو حجر الأساس في عدم الاتفاق، وحجر الأساس هذا هو سلاح حماس، ومصير قادتها.
بند آخر قد يشكل ما يمنع التوافق، وهو الثقة في السلطة الفلسطينية، والشكوك في إمكانية نجاحها في إدارة قطاع غزة، بسبب الطابع الفصائلي الذي وسمت نفسها به، وأيضا بسبب فشلها الذريع في أن تكون قوة حقيقية على الأرض في الضفة الغربية.
كل هذه التحفظات مفهومة، ومن الممكن التعاطي معها بواقعية، وبنفسٍ نقاشيٍّ طويل، ولكن ينبغي للعرب أن يدركوا أن ثمة خطتين على الطاولة اليوم؛ الخطة العربية، وخطة ترامب، وأن فشل الأولى سيؤدي بالضرورة إلى إشهار الثانية في وجه العرب، وربما تطبيقها قسرا على الأرض.
إذا كان العرب قد نجحوا في ترك لغة الشجب والاستنكار والإدانة، وتقدموا خطوة إلى الأمام باقتراح خريطة طريق لإنقاذ غزة وسكانها، فالأحرى بهم أن يدركوا أن إعلان خطتهم لا يمكن وحده أن يحمي الفسلطينيين، بل يجب أن يمتلكوا الرؤية والرغبة والآليات الكاملة للتطبيق، لكي لا ننجر إلى نكبة أخرى، سوف تعمل على تشتيت الفلسطينيين من جديد، وبالتأكيد ستؤدي إلى تهديد الأمن القومي العربي بأكمله.
شبح التهجير لم يبتعد. ومخططات ترامب لـ"ريفيرا" الشوق ما تزال على الطاولة، ووحده التوافق العربي هو ما يمكن أن يحبط كل تلك المخططات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-03-2025 09:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |