بقلم : علي الدلايكة
حديث جلالته في القمة العربية الطارئة بالقاهرة جاء وافيا كافيا شافيا بما طرحه من محاور اربعة صريحة من حيث تعاطيها مع واقع الحال ومن وجهة نظر سياسية استراتيجية انسانية منصفة ثاقبة وان الاخذ بها كخارطة طريق ستنتهي بالمنطقة إلى حالة من الاستقرار والعيش الكريم المنشود الذي طال انتظاره والانتهاء من حالة الحرب والتوتر والنزيف المستمر والمزيد من الخسائر بكافة انواعها واشكالها وصورها والتي ستشكل بيئة خصبة وجاذبة للارهاب والتطرف يصعب التخلص منها ....
ان انعقاد هذة القمة في هذة الظروف يعيد الأمل في إعادة العمل العربي المشترك والتضامن العربي إلى سابق عهده وهذة رسالة واضحة للقريب والبعيد مفادها أن الهم العربي واحد وان الهدف العربي واحد وان التوافق كبير فيما يجب أن يتم لتحقيق الهدف المنشود ... وقد جذرت هذة القمة استقلالية وسيادة القرار العربي حيث التصدي للتهجير بكل صوره وأشكاله القصري والطوعي وان يكون هناك توافق عام على خطة لاعادة الأعمار في غزة وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وان تضع جميع الاطراف فيه مصلحة الشعب الفلسطيني والمنطقة نصب اعينها وان يكون التفكير والفكر السياسي منسجما مع تطلعات دول المنطقة وما يحقق اهداف القمة العربية وينسجم ايضا مع الواقع الحقيقي للاحداث بعيدا عن المبالغة ليكون اساسا قويا لحل الدولتين والذي اجمع عليه القادة العرب بأنه خيار استراتيجي واحد موحد لإنقاذ المنطقة مما هي عليه من ويلات ....
ان الموقف العربي والذي ظهر في القمة بحاجة الى ان يبنى عليه وتطويره وتعزيزه باحاطته بزخم دولي كبير سيما وان الاجواء السياسية مهيأة لذلك....
ان هذة القمة نقطة فارقة في مستقبل المنطقة وما ستكون عليه وما سيبنى عليه من تحالفات بينية وخارجية تفرضها طبيعة التعاطي مع الاحداث ومصلحة الامة والمنطقة....
هذة القمة وضعت حدا للمرتجفين فكرا ووجدانا والمشككين الذين ما انفكوا يبثون سموم نظرية المؤامرة والاحباط والاستسلام وعدم الثقة والانهزامية فجاءت جميع المواقف ملبية للطموح العربي والإسلامي وجاءت بلغة واحدة واضحة صريحة قوية لا تحتمل التأويل