06-03-2025 10:14 AM
بقلم : نور الدويري
شكل الحضور الإستراتيجي للملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المحافل الدولية نقطة محورية في الشأن الفلسطيني إذ تنبأ الملك بتفجر الأوضاع قبل أحداث طوفان الأقصى وثبت على قرار منح الفلسطنيين حقوقهم على أرضهم وعلى كلاته الثلاث وسط تغير أولويات المجتمع الدولي والمنطقة و ثبوت نظرية الملك، فما هي فلسفة عبدالله الثاني ابن الحسين؟
ثبتت القضية الفلسطنية في مبادئ الدولة الأردنية منذ أكثر من سبعين عاما وثبت معها موقف الهاشميين الممتد وسط فلسفة هاشمية تقوم على نظرية سلوكية إدارية واجتماعية فريدة من نوعها تكاد تكون نظرية جديدة في علم الإدارة والقيادة تقوم بالأساس على وضع أركان اساسية لقيام الدولة الأردنية المستقرة بعقد مبايعة شعبية حافظت على الهوية الأردنية وأسست لتناغم إجتماعي وفقا لعقد إجتماعي لائم الأردنيين بشتى تنوعهم مما حقق منعة للأردن مكنته من تجاوز تداعيات محيطة بدأت من حروب دول المنطقة مرورا بالربيع العربي وتدافع تنافسية خارجية في المنطقة.
ان فلسفة الملك عبدالله الثاني القائمة على نظرية السببية وتكيفها مع فلسفة الهاشميين في تأسيس نظرية إدارية فريدة يمكن الإطلاق عليها " إدارة آل هاشم في العصر الحديث " التي تركز على أربع محاور اساسية
الأولى : تطور الهوية الأردنية القائمة على المزاج القومي العام مع الحفاظ على هوية أردنية متخصصة بالدولة.
الثانية : العلاقة الأمنية المتوازنة القائمة بين مؤسسات الدولة والعرش وبين الشعب وتراتبيه مع هامش ربح عام يطلق عليه " حرية الرقابة الذاتية"
الثالثة : استراتجية الظهر الأردني الوجودي في المنطقة كنقطة خضراء مستمرة في حماية الحدود الاربعة وما بعد البحر الأحمر ليبقى الأردن نقطة فصل رئيسي أمام الكيان للحفاظ على أمن المنطقة من جانب ورافد بالمورد البشري من نقطة ثانية.
رابعا : اعتبار الأردن دولة رعوية جديدة تقوم على مفاهيم الحداثة والعدالة الإجتماعية وسط نظام عشائري محافظ سمح بتطور السردية الأردنية بشكل إيجابي حافظ على مكانة الأردن وتاريخيته.
فماذا قدم دور الملك عبدالله الثاني في القضية الفلسطنية؟
تمكن الملك عبدالله من تأطير نظرية الهاشمين الجديدة
" إدارة آل هاشم في العصر الحديث " لقفزة إدارية جديدة تقوم على كلاته الثلاث التي يستدل منها ثلاثية عبدالله في الحفاظ على الأردن وهي:
أولا : متانة الظهر الاستراتيجي الأردن، ثانيا : تعزيز المواطنة الصالحة، ثالثا : الدفاع عن القضية الفلسطينية وضمها لقضايا الأردن الرئيسية مع الإصرار على الحفاظ على ارث الهاشميين والأردنيين في الحفاظ على حق الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة.
إذ استطاعت أراء الملك الثابته ومواقفه في تغير الرأي الغربي برفع نسبته لصالح حرب غزة الأخيرة بواقع لا يقل عن 25% أي رفع الرأي العام الغربي ليصبح 41% من الرأي الغربي لصالح القضية الفلسطنية واستمرت تردادت الموقف الغربي من حرب غزة وفقا لخطابات الملك التي انتهت بدفع الإدارة الأمريكية لرئيسها ان يقدم واجب الشكر العظيم لملك عظيم بعد زيارته الأخيرة للولايات المتحده التي عاد فيها كعادته منتصرا عزيز قومه.
اليوم نرى الجانب الثاني في فلسفة الهاشمين السلوكية التي طورها الملك عبدالله الثاني من جانب إنساني بالأمر الملكي لترتيب استقبال 2000 من أطفال غزة للعلاج في الأردن في نقطة جوهرية تؤكد على الدور الأمني الفاعل والموقف الاستراتيجي الثابت والتأكيد ان التهجير الفلسطنين خط أحمر لكن إنقاذ أطفاله واجب إنساني ستؤديه المملكة على أكمل وجه.
اليوم نعيش في مرحلة تحديث المنعة والازدهار لأجل اردن البناء والصمود في عهد عبدالله الثاني وفلسفتة في نظرية فريدة يمكن أن يطلق عليها تثبيتا " إدارة ال هاشم" بفصل خاص "فلسفة عبدالله الثاني في تنظيم استراتجية الأردن نحو مئويته الثانية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-03-2025 10:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |