بقلم :
كمواطنٍ أردنيٍّ، يغمرني شعورٌ عميقٌ بالفخرِ والاعتزازِ بالقيادةِ الهاشميةِ التي تثبتُ، في كلِّ موقفٍ، أنَّ الإنسانَ هو الأولويةُ، وأنَّ كرامتَهُ وحياتَهُ محلُّ رعايةٍ واهتمامِ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني بنِ الحسينِ، ووليِّ عهدِهِ الأميرِ الحسينِ بنِ عبدِ اللهِ الثاني، وجلالةِ الملكةِ رانيا العبدِ اللهِ. لم تكنْ حادثةُ الطفلِ محمدٍ الحميديِّ مجردَ خبرٍ عابرٍ، بل كانتْ لحظةً تجسَّدتْ فيها معاني الإنسانيةِ والعدلِ، وأكدتْ أنني، كمواطنٍ، أعيشُ تحتَ قيادةٍ تحملُ همومَ شعبِها بكلِّ صدقٍ وإخلاصٍ.

ما قامَ بهِ جلالةُ الملكِ من متابعةٍ دقيقةٍ للحادثةِ منذَ لحظاتِها الأولى، وحرصِهِ على التأكدِ من تقديمِ الرعايةِ الطبيةِ اللازمةِ للطفلِ، ليسَ أمرًا مفاجئًا، بل هو امتدادٌ لمواقفَ لطالما جعلتْني أشعرُ أنني أنتمي إلى وطنٍ يُقدِّرُ الإنسانَ ويحترمُ حقوقَهُ. رغمَ انشغالِ جلالتِهِ بقضايا كبرى، على رأسِها الدفاعُ عن حقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّ والوقوفُ مع أهلِ غزةَ في محنتِهمْ، لم يترددْ لحظةً في الالتفاتِ إلى هذهِ الحادثةِ المؤلمةِ التي أصابتْ أحدَ أبناءِ هذا الوطنِ، ليؤكدَ مجددًا أنَّ كلَّ فردٍ في الأردنِّ لهُ قيمتُهُ، ولهُ حقُّهُ في العدالةِ والحمايةِ.

وليُّ العهدِ الأميرُ الحسينُ بنُ عبدِ اللهِ الثاني لم يكنْ بعيدًا عن هذا المشهدِ الإنسانيِّ، فقدْ ظهرَ واضحًا حرصُهُ على تطبيقِ أعلى معاييرِ السلامةِ في المدارسِ، والتأكيدِ على ضرورةِ توفيرِ بيئةٍ تعليميةٍ تحترمُ كرامةَ الطلبةِ وتحميهم من أيِّ خطرٍ. هذا الالتزامُ يجعلني أكثرَ ثقةً بأنَّ مستقبلَ هذا الوطنِ في أيدٍ أمينةٍ، قيادةٌ شابةٌ تدركُ مسؤوليتَها وتعملُ بكلِّ طاقتها لضمانِ أنْ يحيا كلُّ طفلٍ أردنيٍّ في بيئةٍ آمنةٍ ومزدهرةٍ.

أما جلالةُ الملكةِ رانيا العبدِ اللهِ، فقد أثبتتْ كعادتِها أنَّها ليستْ فقط ملكةً، بل هي أمٌّ لكلِّ طفلٍ أردنيٍّ، وصوتٌ لكلِّ من يحتاجُ إلى حمايةٍ ورعايةٍ. حزنُها العميقُ وتعاطفُها مع الطفلِ محمدٍ، ومواقفُها الدائمةُ في دعمِ قضايا الأطفالِ، تجعلني أشعرُ بقوةٍ أنَّ هذا الوطنَ لا يتركُ أبناءَهُ لمصيرِهمْ، بل يجدونَ فيه الحضنَ الدافئَ الذي يحتويهم في كلِّ محنةٍ.

ما يجعلني أشعرُ بقيمتي كإنسانٍ في هذا الوطنِ هو أنني أعيشُ في بلدٍ لا تمرُّ فيه الحوادثُ المأساويةُ مرورَ الكرامِ، بل تجدُ استجابةً فوريةً، واهتمامًا حقيقيًّا من القيادةِ. إنَّ ما فعلَهُ جلالةُ الملكِ، ووليُّ عهدِهِ، وجلالةُ الملكةِ، لم يكنْ مجردَ تدخلٍ رسميٍّ، بل كانَ رسالةً قويةً مفادُها أنَّ الإنسانَ في الأردنِّ لهُ مكانتُهُ ولهُ كرامتُهُ، وأنَّ العدلَ ليسَ مجردَ شعارٍ، بل واقعٌ يعيشه كلُّ مواطنٍ.

إنَّ هذا الفخرَ الذي أشعرُ به اليومَ، وأنا أرى هذا التفاعلَ الإنسانيَّ العميقَ من القيادةِ الهاشميةِ، يعززُ في داخلي الإيمانَ بأنني جزءٌ من وطنٍ يحترمُ إنسانيتي، ويجعلني أكثرَ حرصًا على أنْ أكونَ فردًا فاعلًا في بناءِ هذا المجتمعِ، الذي يقودُهُ ملكٌ يحملُ همومَ شعبِهِ بقلبٍ كبيرٍ وعقلٍ حكيمٍ.