حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1758

نور الدويري تكتب: أردنية الحداثة و سردية المرأة الأردنية

نور الدويري تكتب: أردنية الحداثة و سردية المرأة الأردنية

نور الدويري تكتب: أردنية الحداثة و سردية المرأة الأردنية

10-03-2025 09:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نور الدويري
اتسمت حياة المرأة الأردنية بالتحديات الكبيرة التي كادت ان تحصر أدوارها مما دفع بوقوع صراع مرير بين صورة المرأة النسوية وتعريفاتها وبين صورة المرأة المحافظة وتجلياتها وبين التحديات السياسية والإقتصادية التي واجهت الدولة الأردنية وبين تأرجح تيارات النسوية و دفاع المحافظين عن صورتها، صارعت الأردنية مظاهر العولمة ومستحدثات العصر واستطاع وعي الأردنية اليوم ان يصنع عهدا ثالثا للمرأة الأردنية ويمكن ان يطلق عليه " أردنية الحداثة " فمن هي أردنية الحداثة وما هي سردية المرأة الأردنية ؟

يتمتع المجتمع الأردني بنظام قبلي وعشائري متماسك أظهر دور المرأة بفخر بقصص (خوات خضرا ) ولم يمانع ولو بشكل ضعيف ظهور قياديات سياسيات ورياديات اقتصاديات إذ لم تقف العشيرة في وجه المرأة خاصة في الاربعينيات وحتى الخمسينيات لكن سرعان ما أتخذ النظام العشائري موقفا اكثر حزما إتجاه صورة المرأة الأردنية التي ساهمت في تأطيرها مع الوقت نتيجة نشوء النسوية التي بدأت بمطالب حق الإنتخاب والتعليم وثم بدأت تأخذ منحى مفتوح من الحريات المطلقة مما عَقَدَ مفهوم العدالة والحقوق والواجبات ومفاهيم الأسرة ليقع سجال في قضية الحفاظ على الأسرة والأدوار الجنسانية والأنسانية والقانونية للمرأة ولم يكن هذا العائق الوحيد أمام المرأة إذ ان الدولة ايضا اوقفت الانشطة العمومية بهه المنحنيات نهاية الخمسينيات وفرضت قانون الطوارئ بعد تصادم وجودية الدولة الأردنية مع أحزاب ايدلوجية تبنت أجندات خارجية تضاربت مع مصالح الأردن ، ودخلت المرأة منذ الستنييات وحتى نهاية السبعينيات نضالات عديدة بين تغريدات خارج سرب مفهوم المجتمع الأردني وأخرى غردت مع المفهوم والتركيب الإجتماعي ولكنها واجهت القلق الأبوي في بناء الهيكل العام للمجتمع الأردني وللدولة بشكل خاص.

دخلت سردية المرأة الأردنية في صدامات سياسية عديدة منها في التأثير بالحراك النسوي في المنطقة الذي بدأ ظهوره في القاهرة ودمشق منتصف الاربعنيات ولم تمانع وقتها الدولة ولا العشيرة من إنشاء إتحاد المرأة الأردني الذي تزامن مع رغبة الدولة ان يعمل الطلبة في إتحادات جامعية مرخصة بدل اللجوء للاجتماع في جامعات عربية تأثر على الفكر الجمعي الشاب إذ تاثر الأردنييون في تلك الفترة بالفكر القومي رغم غدر الفكر للأردن ومحاولته انتزاع هويته الخاصة وثبوت أنانيته وإنهياره فيما بعد، وكما ان الحراك النسوي الأردني واجه ايضا تحدي تأثير المقاومة الفصائلية النسوية على الأردنيات الأمر الذي دفع الى العشيرة والدولة معا لحماية دور المرأة الأردنية للحفاظ على أمن وأمان المجتمع الأردني ومع ذلك استطاعت المرأة الأردنية ان تستحق العديد من الحقوق في منتصف السبعينات بعد فترة وضوح للتحركات الأمنية والسياسية في الأردن وتمكين الدولة من تضمين الجميع داخل نسيجها بشكل او بأخر مما اتاح لتحرك المرأة الأردنية العودة الى سلم المطالبات الاجتماعية والقانونية التي ايضا قسمت نضال المرأة الأردنية مجددا بين نسويات بانفتاح مفاهيم الحريات المطلقة وبين نسويات محافظات بمفاهيم الحريات المجتمعية والدينية
ومع ذلك تمكنت المراة الأردنية في 1974 الى إعادة العمل الممنهج للمراة من خلال تأسيس الإتحاد النسائي واستطعن بنهاية السبعين اخذ حق الانتخاب والسماح للمرأة اخيرا ان تكون في المجالس التنفيذية وثم في المنتخبة والقضائية رغم التفاوت وضعف المشاركة الكبير.

وبعد التسعينيات بدأت تظهر ثمار الضغط المستمر لنيل الحقوق بارتفاع نسب التعليم للمرأة واشغالها العديد من المناصب الاقتصادية رغم الضعف الحاد في المشاركة السياسية حيث ان المد والجزر الذي وقع بين فكر المرأة الأردنية مع قرينتها نفسها بالإضافة الى خوف العشيرة ساهم في اضعافها سياسيا واقتصاديا مما مهد لمنح المرأة الكوتا في المجالس المنتخبة بعام 1995 التي منحها الملك عبدالله الثاني بنظرته الإدارية البعيدة ضمن فلسفة هاشمية لدفع المرأة للمشاركة في الحياة العامة وتسليط الضوء على أهمية هذا الدور التشاركي بخلق جو تفاعلي صحي ونمو حقيقي في الدولة الأردنية ومع منتصف الالفية بدأ ظهور جديد للمرأة الأردنية نتيجة الوعي الأكاديمي والثقافي والانفتاح على العولمة الى ظهور تحرك ثالث للمرأة استطاع ان يحقق توازن بين الاتجاهين النسويين المتصارعين على صورة المرأة العامة ويصح ان يطلع عليه (أردنية الحداثة) وهو نظام نسوي جديد وائم بين الحقوق والواجبات وبين طموح المرأة القيادية والذي لا يتضارب مع دورها الاسري او على تراتبية الاسرة وشكل المجتمع الاردني المحافظ اذ ساهم نموذج المرأة الأردنية الأخير في تعزيز حقوقها ومكانتها في المجتمع، مع الحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية التي تشكل هويتها الخاصة كونه نادى بالعدالة وتحصيص الأدوار العامة للمرأة بما يكفل صورته الأردنية المحافظة وخلق هويتها القيادية من جانب اخر.

اذ تظهر اليوم تدفق من الفكر النسوي الجمعي الذي يتفق على انقلاب في مفاهيم النسوية القديمة وتجذيب لمفاهيم النظام المحافظ الذي بدأ ينادي بالعدالة اولى من المساواة وبالمشاركة بدل التزاحم وبالتعاضد بدل التناحر .
ومع ذلك لاتزال ترسبات النسوية القديمة تجد طريقا في التعبير عن رأيها ومع وجود الطرف الثاني ايالذي يحملضا قناعات محافظة تشد لضفة الأخرى ، الى ان أردنية الحداثة اليوم استطاعت ان تقنع الدولة بأنها مؤهلة لتكون في المقدمة اكثر لاسيما بعد دعم الملكة رانيا المباشر للمراة الأردنية المنتجة التي ساهمت في خلق نموذج أردنية الحداثة، ودعم قوانين الانتخاب والاحزاب الجديدن رغم دخول القانوينن مرحلة التقييم تمهيدا للمراجعة والتصحيح والحاجة لتعديل على قوانين وتعليمات أخرى من شأنها تكفل العدالة وتحافظ على انسيباب ظهور أردنية الحداثة.

اليوم تعيش أردنية الحداثة صراعا لا يقل هونا عن الصراعات التي واجهتتها اجتماعيا وقانونيا وسياسيا اذ ان اقناع الفكر القيادي في الاحزاب والمجالس المنتخبة والفئات المؤثرة امرا ليس سهلا اذ تواجع أردنية الحداثة ضعف الوضع الاقتصادي وتكبيل تحركاتها بشكل او باخر لضعف الدعم الاقتصادي ومحاصصة العديد من القطاعات بعقد تقليدي رعوي سأفرد لاحقا مقالات توضيحية لهذا الصراع .

اخيرا حققت أردنية الحداثة اليوم صورة مضيئة تمهد الطريق للأجيال القادمة ان يفخروا بصورة الأردنية "بنت الأصول" التي تلاحق احلامها المشروعة ولا تقل من شان صورتها الجمعية في المجتمع الأردني المحافظ.











طباعة
  • المشاهدات: 1758
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-03-2025 09:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم