حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1264

ماهر أبو طير يكتب: لا محرمات في الدبلوماسية السرية

ماهر أبو طير يكتب: لا محرمات في الدبلوماسية السرية

ماهر أبو طير يكتب: لا محرمات في الدبلوماسية السرية

10-03-2025 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
أكثر الأطراف ذعرا من تفاوض واشنطن حاليا مع حركة حماس، بشأن الأسرى الأميركيين الإسرائيليين، واتفاقية وقف النار، ليست إسرائيل، بل سلطة أوسلو لاعتبارات كثيرة.


على الرغم من الضجيج الذي يثيره الرئيس الأميركي ضد حركة حماس، وضد قياداتها، والضغط لتسليم صواريخها واسلحتها الثقيلة، إلا أن واشنطن وراء الضجيح، تدرك أن لا محرمات في الدبلوماسية السرية أو العلنية، وقد سمعنا سابقا الرئيس الأميركي يطالب حماس ببادرة تجاهه شخصيا، من خلال إطلاق سراح الأسرى الأميركيين الإسرائيليين، وما بين التهديدات العلنية، وإشارات الغزل الناعم من جهة ثانية، فإن واشنطن قد تجد نفسها نهاية المطاف أمام خيار وحيد في كل الملف الفلسطيني، أي حركة حماس، كونها تمتلك قوة عسكرية، ولوجود قاعدة شعبية لها، في سياقات استبدال سلطة أوسلو الهشة التي تشارف على انتهاء الصلاحية، والوصول إلى تسوية سياسية ضمن تصور جديد، يقيم دولة فلسطينية، يتجاوز نسخة أوسلو، وتنظيماتها واتفاقياتها وأدبياتها، وهذا أمر قد يكون متوقعا في أي توقيت ما دامت حماس هي القوة الفاعلة على الأرض، وليست سلطة أوسلو.

كتبت هنا في "الغد" يوم الثلاثاء 18 شباط مقالة بعنوان "السيناريو الأخير قد يأتي اضطراريا" وأعيد هنا نشر هذه الفقرة من المقالة التي تقول.." هذه الاستعصاءات حدثت في ملفات شبيهة، وأدت في مرحلة ما إلى تفاوض الأميركيين مع طالبان في أفغانستان، ضمن تسوية معينة، وقبول العرب والغزيين لنسخة معدلة من الإسلام السياسي تتمثل في النظام الحالي من دمشق، برغم معرفتهم أن جذر هذه النسخة يمتد إلى النصرة والقاعدة، بل أدت الاستعصاءات إلى تفاوض إسرائيل مع منظمة التحرير، والوصول إلى صيغة أوسلو، وكل هذه النماذج مع اختلاف تفاصيلها قد تؤدي إلى نسخ ذات الكيمياء، أي اضطرار واشنطن ومن معها للتفاوض مع حماس نفسها، ما دامت أمرا واقعا يسبب كل هذه الارتدادات، ولعل السؤال المتزامن يقول لماذا ستتفاوض واشنطن وتل أبيب مع سلطة أوسلو، وهي الطرف الأضعف، قيد التفكيك، والذي لا يسبب إزعاجا لأحد، خصوصا، أن الواقع هو الذي يفرض نفسه، وليس مجرد الدور الوظيفي للسلطة".
والكلام وإن يبدو خياليا إلا أن علينا أن نتذكر أن حماس أعلنت مرارا قبولها بدولة فلسطينية في حدود 1967، وهي تبنت المقاومة، وقدمت الشهداء والتضحيات، واثبتت قوتها على الأرض، مثلما أن حماس ذاتها تلقت عدة عروض في تواقيت معينة من بينها إقامة دولة فلسطينية في غزة، مقابل عشرة مليارات دولار كدعم أولي، ورفضت قيادات حماس هذا الفخ الذي يهدف إلى إنهاء كل المشروع الفلسطيني، من خلال الفصل بين الضفة والقطاع.
في السياسة لا يوجد مستحيلات ولا ممنوعات، ومن المؤكد أن واشنطن وتل أبيب أمام كل هذه التعقيدات والفشل في إنهاء المقاومة، من جهة، وفشل الحلول البديلة مثل التهجير، أو استدراج الأردن ومصر لإدارة فطاع غزة والضفة الغربية، واستحالة استمرار الاحتلال في حالة حرب أيضا، قد تجدا نفسيهما نهاية المطاف أمام حل سياسي يمتد من القطاع إلى الضفة، من خلال ترتيبات جديدة مع حماس، التي يدرك كثيرون أن شعبيتها في الضفة الغربية مرتفعة أيضا، وهي المؤثرة والنافذة مقارنة بسلطة أوسلو الضعيفة والمتهالكة، التي تواجه خطر الانهيار، في ظل عدم شعبيتها أيضا لاعتبارات مختلفة، تراكمت على مدى عقدين.
قد نصحو ذات فترة وقد تطورات الاتصالات الأميركية مع حماس، نحو ترتيبات جديدة، واستدارة كاملة، بحيث نكون أمام مشروع سياسي مختلف تماما عن كل صياغات أوسلو، تكون فيه حركة حماس الأساس، وتشكل حكومتها في رام الله وغزة وتعيد إنتاج مشهدها العسكري، في سياق سياسي يقبله الفلسطينيون.
سلطة أوسلو مذعورة من الاتصالات الأميركية مع حماس، ومتوترة أكثر من تل أبيب، لانها تدرك أن كل مشروع أوسلو قد يتم استبداله، بمشروع جديد، والطرف الذي تسميه واشنطن إرهابيا اليوم، سبق أن سمته إرهابيا في دول ثانية، ثم عادت لتعترف به.
هذه هي طريقة الأميركيين فعلوها في ظروف متشابهة، وإذا كان الواقع الحالي يبدو مستحيلا، لهكذا تصور جديد، إلا أن واشنطن اثبتت مرارا انها تحترف الصفقات، وتتفنن في الاستدرات، هي ومن معها، عربيا ودوليا، والأدلة على ذلك كثيرة.
تفاوض واشنطن حاليا مع حركة حماس، يؤسس لمرحلة مختلفة.











طباعة
  • المشاهدات: 1264
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-03-2025 09:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم