10-03-2025 09:49 AM
بقلم : نضال منصور
نجح مؤتمر القمة العربية في تبني الخطة المصرية لإعمار غزة، ورفض التهجير بعد أن اخذت دعما مسبقا في اجتماع قمة زعماء مجلس التعاون الخليجي مع الأردن ومصر الذي عقد في الرياض.
توجهات القمة العربية تعتبر توافقات الحد الأدنى لمواجهة خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورغم أن الخطة المصرية لم تحظ بدعم ترامب، واعتبرها غير ممكنة، فإن وفدا عربيا رفيعا سيحملها رسميا الى واشنطن لكسب تأييد الإدارة الأميركية لها، ومن غير المعروف ما هي أوراق القوة التي يمتلكها الوفد العربي لمواجهة جموح الرئيس الأميركي ؟
الأوضاع في المنطقة على صفيح ساخن، فالهدنة بين حماس وإسرائيل معلقة بعد انتهاء المرحلة الأولى، ونقض دولة الاحتلال لالتزاماتها في البدء في المرحلة الثانية، والنجاح الذي حققه النظام السوري الجديد بعد إسقاط نظام الأسد يتعرض لتحديات لم يشهدها منذ استلامه الحكم في نهاية العام الماضي، والعديد من التقارير الصحفية تتحدث عن عودة ما يسمى «فلول نظام الأسد» في مناطق الساحل للاشتباك مع قوى الأمن، وتتسرب معلومات عن أن الاشتباكات جاءت بتخطيط ودعم إيراني روسي، وبتنسيق مع حزب الله، واتصالات مكثفة مع عائلة الأسد (بشار وماهر)، وفي المقابل يتحدث شهود عيان في الداخل السوري عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات النظام الجديد بحق المدنيين، وعمليات انتقام تمارس، ولا يمكن السكوت عنها، وتجاهلها، وأنه لا يجوز أن يعطى النظام السوري شيكا على بياض ليفعل ما يريد؟!
من الواضح أن ما يحدث في سورية يحمل مؤشرات خطيرة من الضروري تطويقها بسرعة حتى لا تكون مقدمة للفوضى، واستنساخ تجارب مريرة مثل ليبيا، ولهذا تعقد في عمان اجتماعات دول « جوار سورية» تضم الأردن والعراق وسورية ولبنان وتركيا، ويحضرها وزراء الخارجية، وقادة الجيش والمخابرات، ويحظى هذا الاجتماع بدعم خليجي، ويتوقع أن تقدم هذه القمة تصورات سياسية، وأمنية، واقتصادية لمساعدة دمشق، وربطها بخطة عربية بموافقة، واسناد تركي لتوفير مسارات لدمشق للاستقرار، ومواجهة حالة الانفلات، والفوضى.
حالة الترقب لا تنظر فقط في الحالتين الفلسطينية والسورية، بل تمضي للتدقيق فيما تنتظره إيران، والعراق، واليمن، وسط حديث متزايد أن أميركا لا تعارض ضربات لطهران، ولقوى تعتبر مؤيدة لإيران في العراق، وينسحب الأمر على الحوثيين في صنعاء.
من سينفذ هذه الهجمات العسكرية ان اتخذت، هل تنفذها القيادة الأميركية مباشرة، أم تعطي الضوء الأخضر إلى تل أبيب لان تقوم بها؟
الإرباك العالمي سيد الموقف، فحروب إدارة الرئيس ترامب السياسية، والاقتصادية في كل مكان، تشتعل مع كندا قليلا، وقبلها مع أوكرانيا، ومستمرة مع الصين، وفي هذه الاثناء تقف كل دول أوروبا متأهبة من تهديد فادح للنظام العالمي من التضعضع، والانهيار، وكل هذه المعارك لا يعرف مداها، وإلى أين ستقود؟
إلى أن يلتقي الرئيس ترامب مع الرئيس الروسي بوتين - والكلام أن الرياض ستستضيف اللقاء - ستسود حالة التوتر، وتظل كل السيناريوهات متوقعة، وحين يلتقيان ستتكشف ملامح مرحلة جديدة تكون البصمة فيها لسيد البيت الأبيض، والسؤال الأهم بعدها :- من هم الرابحون، ومن هم الخاسرون.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-03-2025 09:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |