حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1405

جهاد المنسي يكتب: الدراما الأردنية تحتضر

جهاد المنسي يكتب: الدراما الأردنية تحتضر

جهاد المنسي يكتب: الدراما الأردنية تحتضر

10-03-2025 09:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جهاد المنسي
رحل عن عالمنا الفنان الأردني المبدع إبراهيم أبو الخير؛ تاركا إرثا فنيا كبيرا أبرزه دوره بشخصية صبري في مسلسل أم الكروم الشهير؛ فضلا عن عشرات الأعمال الفنية المتميزة.


الدراما الأردنية باتت تفقد سنويا مبدعيها؛ لهم جميعا خالص الرحمة ولذويهم الصبر والسلون؛ بيد أن المؤسف أننا بتنا بشكل مستمر نسمع عن شكاوى من قبل الفنانين قبل وفاتهم أو من قبل ذويهم بعد الوفاة تتحدث عن الإهمال الرسمي الذي يعاني منه الفنان الأردني.

هذا الإهمال ليس مرتبطا بالفنان الأردني وحده وانما إهمال بالدراما بشكل عام، ولذلك تغيب عنا السرديات الواقعية، ويغيب عن شاشتنا مسلسلات نوعية تلامس الواقع وتتحدث عن مشاكل المجتمع وهي كثيرة.
مؤخرا فقدنا الكثير من جيل الرواد، فغاب فنانون كان لهم فضل في انتشار الفن الأردني في الوطن العربي، وأطال الله في عمر البقية الذين ما زالوا يحملون الرسالة ويأملون بإعادة الاعتبار للدراما الأردنية والمسلسل الأردني الذي بات يعاني أشد المعاناة، وباتت تحتضر.
غلق الآذان عما يجري يجعلنا خارج نطاق المنطق، والسكوت المستمر عن هذا التدهور الحاد سيؤدي بالفنانين والمبدعين لمواصلة النزف بصمت، وعدم الاعتراف بالمشكلة والمسارعة لحلها سيجعلنا نفقد الكثير من السرديات التي تعالج واقعنا.
الحقيقة الثابتة أن الحكومات المتعاقبة قصرت وما تزال في خلق بيئة حاضنة للدراما وتركت الفنانين يموتون بصمت، ويعانون، ويكافحون، منهم من شق طريقه نحو آفاق خارج حدود الوطن، ومنهم طوته قسوة الحياة، فوقف في انتظار فرصة للعودة للشاشة، وما بين هذا وذاك غابت الحلول عن الحكومات فبات الفنان يقع في أسفل سلم الاهتمام الرسمي ولم نسمع حتى اليوم عن خطط حكومية لمعالجة التدهور الحاد الذي تعاني منها الدراما.
مؤلم اننا بعد ان كنا نفتخر بمبدعنا الأردني، الذي كان يظهر على الشاشة العربية من محيطها لخليجها تطويه السنين، ومؤلم أن نراه بهذا الشكل، وان لا نشهد أعمالا أردنية منافسة، وان رأينا بعضها فإنها تكون أقل بكثير من المتوقع والمؤمل، لا تتضمن قضايا نوعية ولا تصل لحد التشويق.
لو أردنا الحديث عن أسباب تراجع الدراما فهي متعددة أبرزها نقص الدعم المالي، حيث أن الإنتاج التلفزيوني يحتاج لميزانيات كبيرة، ولكن الحكومة لا تقدم دعما كافيا لهذا الغرض، ونقص التطوير الفني، حيث أن هناك نقصا في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الإنتاج التلفزيوني، ونقص الكتابة الدرامية، حيث أن هناك نقصا في الكتاب الدراميين الذين يمكنهم كتابة سيناريوهات جيدة منافسة.
لا تقف العقبات عند ذاك فقط وانما علينا ملاحظة أن القنوات الفضائية العربية اثرت سلبا على الدراما الأردنية، حيث أن هذه القنوات تعرض دراما عربية أخرى منافسة، فضلا عن نقص الدعم الشعبي، إذ أن هناك نقصا في الاهتمام بالدراما الأردنية عند المجتمع، كما أن الإنترنت أثر سلبا على الدراما، وأمام كل تلك المعيقات يقف نقص التخطيط الإستراتيجي، إذ أن هناك نقصا في التخطيط والتنظيم للدراما الأردنية، وأيضا التأثير السلبي للتوترات السياسية في المنطقة.
بالمجمل، فإنه إذا شاءت الحكومة النهوض بالدراما، وإنعاشها فإنه يتوجب قبل ذلك وبعده الإيمان أن الدراما بشكل عام تعكس حياة المجتمع وتاريخه وتطوره، وهي من أهم وسائل التعبير في المجتمع، ولذلك يتوجب الاقتناع بأهمية اطلاق طاقاتها وعدم وضعها في قوالب محدودة، ودوائر مغلقة بين الممنوع والمسموح، والسماح للكتاب والمبدعين إطلاق طاقاتهم ومنحهم حرية النقد والتأشير للمظاهر السلبية في المجتمع دون ممنوعات وعقبات ومسموح وممنوع، مع احترام العادات الأردنية وتقاليدنا، وهذا يتطلب وضع سياسة واضحة للدعم والنهوض، وقتها سنجد الفنان الأردني يخرج كل طاقاته الإبداعية وسنجد كتابنا لديهم الكثير من الإبداع الذي يمكن الاستفادة منه.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 1405
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-03-2025 09:52 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم