10-03-2025 02:26 PM
بقلم : عمر عبنده
سألني أحد المعتمرين من جنسيّة عربيّة مغاربيّة قبل أيام في المسجد جوار الكعبة المشرّفة من أين الأخ الكريم ؟ قلت من الأردن ؟ رد قائلًا : يعني انت من بلد النشامى !
وسألني آخر يوم أمس تبدو عليه ملامح خليجيّة جمعني فيه مصعد الفندق ، الأخ شامي ؟ فأجبته لأ أنا أردني قال أنتم النشامى ! لذا أنا فخور بوطن سكن في وجدان أبناء الأمة .
.. نعم أنا من بلد النشامى من الوطن الذي فتح ويفتح ذراعيه لمن يحج اليه ويختاره ملاذًا آمنا، أنا من الوطن الذي فاح عبيره في الآفاق و ذاع صيته حتى طرق مسامع " الصُم " أنا من وطن ٍ أبوابه مشرّعة لم يوصدها بوجه أحد ، من وطن صار هواؤه منذ منتصف القرن الماضي وحتى عهد قريب متنفسًا لإخوة جار عليهم الزمان والحكّام .
نعم أنا ابن النشامى، ابن وطن بفصوله الأربعة بخيراته التي لا تُحصى، وطن عزّ وكرامة ونشوة حضور ، وطن أطعم وسقى وقاسم الحياة مع مَن لم يكن لهم مأوى ولا كسوة ولا لقمة عيش، أنا ابن وطن هيأ ويهيء فرص العمل لأبناء العروبة في المهن والأشغال والوظائف دون أن يتذمر أو يحتج أهله رغم أن الألوف من أبنائه بلا عمل !
نعم انا ابن النشامى الذين ترتسم على جباههم عزة النفس وتطوّق أعناقهم أكاليل الفخر وتجري على ألسنتهم بصدق وانتماء أناشيد " بلاد العرب أوطاني "" وموطني " و نشيد الثورة الجزائرية " قسمًا بالنازلات الماحقات " ويا علم العُرب اخفقي في الافق الأزرقي يا علمي !
.. فيا بعض المستهينين بالاردن الوطن وبالهويّة والتراب ويا كلّ المشككين بمواقفه الحاسمة من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضيّة الشعب الشقيق الذي لم نخذله يومًا ولن نخذله والشواهد على ذلك ماثلة أمام " عُمي القلوب " قبل عُمي البصيرة، شعب تربطنا به أواصر وعلاقات دم ومصاهرة وتاريخ ومصير مشترك محتوم، فيا هؤلاء النواقص اعلموا بأنكم في مرمى الهدف ما دمتم تنكرون تضحياتنا وتشككون بمواقفنا وتأتمرون بما يُمليه عليكم أسيادكم ومشتري ذممكم .. فيا هؤلاء اعلموا أنه محرّم عليكم التغريد خارج السرب وتجاوز إطار الهويّة الاردنيّة .
ولن ننسى هنا ما قاله الملك من مدة للذين يأتمرون مع الخارج " عيب عليكم " .
نحن لا يهمنا ما يحققه أو يذيعه أو يتباهى به غيرنا عبر الفضاء الالكتروني والعالم الافتراضي فقد أثبتت الأيام سوء التقديرات وبخس النتائج وفُحش الخسائر التي ادمت القلوب وأطفأت بصيص أمل ٍكنا نحلم بأن تتوهج شعلته ذات يوم ! لكننا مع الأسف الممزوج بأسى مُر أصبحنا في مهب ريحٍ عاتية من المحيط الى الخليج .
ولا يهمنا أيضًا من باع وفرّط وتآمر ولا مَن رهن ارادته بعدوه وإنما يهمنا استقرار وطن كان نشيد طلبة مدارسه " بلاد العرب أوطاني " وموطني ويا علمي ونشيد ثورة الجزائر " قسمًا بالنازلات الماحقات "
إن ما يهمّنا هو أمن وطننا ومستقبل أبنائه وتعظيم صموده في وجه خصومه وحسّاده والمرجفين المتربصين بكيانه من بعض أبناء جلدتنا وعدونا ومن يناصر عدونا الطامع بتوسيع رقعة ما سلب من أراضي الأوطان .
أخيرًا هذه نصيحة تنقصها النيّة الحسنة أهمسها في آذان كل كارهينا الذين نبادلهم أضعاف أضعاف مشاعرهم تجاهنا أقول هاهي منافذ الوطن برًا وبحرًا وجوًا جاهزة لمروركم ورحيلكم دون قيّد أو شرط ، أمّا اذا لم ترضوا بها و آثرتم البقاء على هذه الأرض الطيّبة والعيش على خيراتها " كلوا هوا وتأدبوا " وإلّا !
عمر عبنده
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-03-2025 02:26 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |