بقلم : نيفين عبدالهادي
عندما يأتي الإنجاز بتفكير خارج الصندوق بحرفيّة الفكرة والتنفيذ، ففي الحديث عن تحقيق الأمن الغذائي، وتنفيذ توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ورؤية جلالته العبقرية بأن يكون الأردن مركزا إقليميا لذلك، وكذلك بالحديث عن مواجهة آثار تحديات التغير المناخي وشح المياه وارتفاع أعداد السكان، تأتي الفكرة حقيقة من خارج الصندوق بإنجاز أردني هام جدا، واستثنائي زراعيا وحتى مناخيا وتكنولوجيا، لتجعل من الفكرة واقعا ملموسا بنتائج عملية ملموسة، يأتي الإنجاز بإنشاء بنك البذور الوطني.

بالأمس، افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء، بنك البذور الوطني التابع للمركز الوطني للبحوث الزراعية، هذا البنك الذي يهدف إلى الحفاظ على السلالات الوراثية النباتية وتعزيز الأمن الغذائي، بات اليوم واقعا ملموسا يجعل من رؤى وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة آثار التغير المناخي بإنجاز يجسد قفزة نوعية في قطاع الزراعة والأمن الغذائي، والمنافسة الزراعية والغذائية تكنولوجيا ومهنيا، إنجاز مهم يسجّل لقطاع الزراعة الذي شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات ضخمة.

يحظى قطاع الزراعة باهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة جلالته الشخصية لهذا القطاع الهام، وتوجيهات ملكية من جلالته بضرورة إيلائه اهتماما كبيرا، وإدخال التكنولوجيا بآلية عمله، وتحديثه باستمرار، وتطويره، ما يؤكد أهمية القطاع الزراعي التعامل معه بالكثير من الاهتمام والمتابعة والتحديث، ليصبح اليوم قطاعا متطوّرا ورافدا هاما للاقتصاد الوطني، وأصبح المنتج الزراعي الأردني حاضرا على خارطة الزراعة العربية والعالمية بقوة، وبات الأردن يتمتع باكتفاء ذاتي لمئات المنتجات الزراعية ومصدّرا لها، وتزداد إنجازات القطاع يوما بعد يوم بمتابعة من جلالة الملك.
وبنك البذور الوطني يأتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بالاهتمام بقطاع الزراعة، ويسعى لتحسين جودة البذور بما يسهم في تطوير قطاع الزراعة وإنتاج أصناف جديدة، علاوة على أنه يضم مختبرات مصممة وفق أعلى المعايير العالمية، وعينات قديمة لبذور لخدمة الباحثين والأكاديميين في الجامعات ومراكز البحوث العلمية المتخصصة في البحث والتطوير الزراعي، وبطبيعة الحال لهذا البنك أهمية كبرى في مواجهة آثار تحديات التغير المناخي وشح المياه وارتفاع أعداد السكان واختلالات الأنظمة الغذائية وسلاسل الإمداد الغذائي العالمية، وبطبيعة الحال ينسجم إنشاء البنك مع البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي لقطاع الزراعة، والخطة الوطنية للزراعة المستدامة والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.
بنك البذور هام وخطوة عملية للتنوّع الزراعي والأمن الغذائي وتوفير مرجعية علمية زراعية، والتأسيس لمنهجية حديثة من الإنتاج الزراعي، والسير نحو آفاق أوسع وأحدث بهذا القطاع الهام، يكتمل به مشهد زراعي شهد وما يزال الكثير من الإنجازات الواضحة خلال السنوات الأخيرة، التي بات الجميع يلمس نتائجها على أرض الواقع، وكذلك باتت تصل نتائجها للمواطنين وانعكست على طبيعة المنتج الزراعي المحلي وسعة انتشاره وجودته العالية المختلفة.
قطاع الزراعة وكما يوجّه جلالة الملك عبد الله الثاني دوما يجب أن يكون من أهم الأولويات الوطنية، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وفي وجود بنك للبذور اليوم، إضافة للتطور الزراعي، وكذلك داعم للقطاع لجهة مواجهة التحديات ولجهة التنوّع الزراعي وتحقيق للأمن الغذائي.


الدستور