12-03-2025 12:27 PM
بقلم : رنا سليم
مع تزايد حوادث العنف المدرسي وانتشار حالات التنمر التي تترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة على الضحايا، تبرز الحاجة إلى دور إعلامي أكثر فاعلية في رصد هذه الظاهرة وتسليط الضوء على تداعياتها. ومن هنا، تأتي الدعوات إلى توجيه الصحفيين نحو أقسام الطوارئ والجراحة في المستشفيات، لرصد الإصابات الناجمة عن الاعتداءات داخل المدارس، كخطوة استباقية لكشف حجم المشكلة بعيدًا عن الأرقام الرسمية التي قد لا تعكس الواقع بدقة.
الإعلام كأداة كشف وتحفيز للتغيير
لا يقتصر دور الصحافة على نقل الأخبار، بل يمتد إلى كشف الحقائق التي قد تُغيّبها المؤسسات الرسمية. فمن خلال توثيق الحالات التي تصل إلى المستشفيات، يمكن للصحفيين تقديم صورة أوضح لحجم العنف المدرسي، وإبراز الأثر النفسي والجسدي على الضحايا. كما أن هذا النوع من التغطية قد يُجبر الجهات المعنية على التحرك الفعلي، بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات العامة التي غالبًا ما تفتقر إلى إجراءات ملموسة.
استراتيجيات لتعزيز الدور الإعلامي في مواجهة العنف المدرسي
1. بناء تحالفات إعلامية - مجتمعية
• التعاون بين وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان والمستشفيات لإنشاء منصة توثّق وتتابع حالات العنف المدرسي إعلاميًا.
• إطلاق تحقيقات استقصائية تتبع رحلة الضحايا من المدرسة إلى المستشفى، وتكشف أي تهاون في حماية الطلاب.
2. تدريب الصحفيين على تغطية العنف بعمق ومسؤولية
• تنظيم ورش عمل مع أطباء وأخصائيين نفسيين لتدريب الصحفيين على توثيق الإصابات الجسدية والنفسية دون انتهاك خصوصية الضحايا.
• تبني لغة إعلامية مسؤولة تركز على دعم الضحايا بدلًا من التهويل أو الإثارة الإعلامية.
3. إشراك الضحايا في الحوار الإعلامي
• منح الناجين وأسرهم مساحة للتعبير عن تجاربهم، مع ضمان حمايتهم النفسية وحفظ هوياتهم إذا لزم الأمر.
• تسليط الضوء على قصص الضحايا الذين تجاوزوا محنتهم وأصبحوا ناشطين ضد العنف، لكسر الصورة النمطية عن “الضعف”.
4. الضغط الإعلامي لتفعيل السياسات الوقائية
• مطالبة وزارات التربية والتعليم والصحة بتوفير بيانات شفافة حول العنف المدرسي والإصابات الناجمة عنه.
• مقارنة هذه البيانات مع الإحصائيات الرسمية للمدارس وكشف أي تناقضات.
5. تعزيز المساءلة المجتمعية
• نشر تقارير تفصيلية حول تأثير العنف المدرسي على النظام الصحي، بما في ذلك تكاليف العمليات الجراحية والعلاج النفسي.
• إطلاق حملات توعوية مثل: “كل سرير في جراحة الأطفال يمثل فشلنا في حماية طالب”، لحث المجتمع على التحرك.
التحرك الإعلامي ضرورة وليست رفاهية
إن دور الصحافة اليوم يتجاوز التغطية السطحية، ليصبح أداة لمحاسبة المسؤولين وتحفيز المجتمع على رفض العنف المدرسي بكل أشكاله. تجاهل هذه الظاهرة يعني إنتاج أجيال تعاني من اضطرابات نفسية واجتماعية، وهو أمر لا يمكن التهاون معه. الصحفيون مطالبون بأن يكونوا صوت الضحايا، وأن يسلطوا الضوء على الحقائق المخفية، لأن الصمت أمام هذه الجرائم ليس خيارًا، بل تواطؤ غير معلن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-03-2025 12:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |