حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,12 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1734

د. علي فواز العدوان يكتب: العلاقات المتشابكة وحدود الدولة

د. علي فواز العدوان يكتب: العلاقات المتشابكة وحدود الدولة

د. علي فواز العدوان يكتب: العلاقات المتشابكة وحدود الدولة

12-03-2025 02:55 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
العلاقات المدنية العسكرية المتشابكة هي موضوع يتجسد في مناطق النزاع حيث تتداخل أدوار القوات المسلحة مع المجتمعات المحلية والمدنيين بطرق معقدة وغالبًا ما تكون مرتبطة بالأهداف السياسية والاستراتيجية لدول الصراع. لفهم هذا التداخل في سياق تصريحات إسرائيل حول جبل العرب وعلاقته بالأفكار التي طرحتها INGA BRANDELL في كتابها عن الحدود يمكن تحليلها من خلال عدة جوانب
إحدى الأفكار التي تناولتها براندل في كتابها هي كيفية استخدام الحدود للتحكم في المجتمعات المحيطة بها. في المناطق الحدودية مثل جبل العرب يمكن أن تكون العلاقة بين القوات المسلحة والدروز علاقة معقدة حيث يتم استغلال دور العشائر أو المجموعات المحلية للتعاون أو التحكم في المنطقة. إسرائيل قد تسعى إلى استغلال هذا التداخل المدني-العسكري بتجنيد دعم محلي من الدروز مما يساعد على تحقيق نفوذ سياسي وعسكري في جنوب سوريا.
العلاقات المدنية-العسكرية في هذه الحالة تتشابك عندما تستخدم القوات المسلحة القوة لتحقيق أهداف سياسية بينما تعتمد في الوقت نفسه على المجتمعات المحلية للشرعية والدعم. على سبيل المثال إسرائيل قد تقدم الدعم العسكري لحماية الدروز أو تسهيل تحالفات محلية مقابل التعاون معهم مما يشكل شبكة متشابكة من العلاقات التي تخدم مصالح كل طرف.
وفي كتاب "حدود الدولة" لبراندل المنشور عام 2006 عن دار "بلومزبري" تُطرح فكرة أن الحدود ليست فقط نقاط فصل بين الدول بل هي أيضًا مناطق عسكرة. هذه العسكرة قد تشمل تنظيم وتسليح الجماعات المحلية لتحكم في المناطق الحدودية بالنسبة لجبل العرب قد تسعى إسرائيل إلى تعزيز نفوذها العسكري من خلال تنظيم أو دعم ميليشيات محلية ما يُعزز العلاقة المتشابكة بين المدنيين والقوات العسكرية.
هذا النوع من العلاقات يظهر بوضوح في العديد من النزاعات حيث يتم تجنيد المدنيين في ميليشيات محلية أو وحدات مسلحة تديرها أو تدعمها قوى خارجيةو في هذه الحالة قد تقدم إسرائيل نفسها كحامية للمصالح المحلية في مقابل تجنيد الدعم المحلي مما يعزز دورها العسكري والسياسي في المنطقة.
وتتشابك العلاقات المدنية العسكريه بشكل معقد عندما يتداخل دور النخب المحلية سواء كانت زعماء عشائر أو شخصيات دينية مع القيادات العسكرية ففي جبل العرب حيث يتمتع الدروز بنفوذ عشائري قوي قد تسعى إسرائيل إلى استغلال هذه النخب لبناء علاقات تخدم أهدافها لدعم مثل هذه النخب بالسلاح أو المال أو التأييد السياسي قد يُعمق الروابط بين المدنيين والقوات العسكرية.
النخب المحلية قد تجد في هذا التعاون وسيلة للحفاظ على مكانتها أو لتعزيز سلطتها في مواجهة الدولة المركزية السورية أو قوى إقليمية أخرى مما يعزز شبكة العلاقات المعقدة بين المدنيين والعسكريين.
وفي المناطق الحدودية مثل جبل العرب قد تتشكل علاقات تعاون عسكري-مدني لحماية المصالح المشتركة بين المجتمع المحلي والقوات المسلحة الخارجية و دولة الاحتلال الاسرائيلي قد تستغل عدم الاستقرار في جنوب سوريا لتقديم نفسها كحليف يوفر حماية ضد التهديدات المشتركة سواء كانت من النظام السوري أو من الميليشيات الأخرى مثل حزب الله هذا التعاون العسكري مع المجتمعات المحلية يعكس كيفية تداخل العلاقات المدنية-العسكرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
براندل تشير في كتابها إلى أن الحدود ليست فقط جغرافية بل هي أيضًا سياسية وثقافية واجتماعية هذا يعني أن التعاون العسكري مع المجتمعات الحدودية يمكن أن يتجاوز البعد العسكري البحت ليشمل جوانب أخرى من العلاقات الاجتماعية والثقافية.

وتؤثر العلاقات المدنية-العسكرية في مناطق النزاع مثل جبل العرب بشكل كبير على هوية المجتمعات المحلية والسياسة الإقليمية فعندما تتداخل المصالح العسكرية مع المجتمعات المحلية يحدث تغير في الهوية والانتماءات السياسية لذا فتعاون مع إسرائيل لأسباب أمنية أو اقتصادية قد يغيرون العديد من المواقف التقليدية أو حتى من قوى إقليمية أخرى.
براندل توضح في كتابها كيف يمكن للحدود أن تعيد تشكيل الهويات والعلاقات الاجتماعية في هذا السياق فإن العلاقات المدنية-العسكرية المتشابكة تعيد رسم الانتماءات المحلية والعلاقات السياسية في المنطقة مما يؤدي إلى تحولات كبيرة في طبيعة الولاءات والتحالفات.
وتعكس العلاقات المدنية-العسكرية المتشابكة في منطقة مثل جبل العرب ديناميكيات معقدة حيث تتداخل المصالح الأمنية والعسكرية مع الهياكل المجتمعية المحلية إسرائيل من خلال تصريحاتها وسياستها في المنطقة قد تسعى إلى استغلال هذا التداخل لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي الكتابات النظرية لإنجا براندل حول الحدود تقدم إطارًا لفهم كيفية تطور هذه العلاقات المتشابكة وكيف يمكن للحدود أن تصبح نقاط تفاعل بين القوى العسكرية والمجتمعات المحلية مما يؤدي إلى تشكيل تحالفات جديدة وتغيرات في الهويات والانتماءات السياسية.











طباعة
  • المشاهدات: 1734
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-03-2025 02:55 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم