13-03-2025 09:27 PM
سرايا - يُعد شهر فرصة للتأمل الروحي وتعزيز الترابط الاجتماعي، لكنه أيضا يُسلط الضوء على الجوانب الصحية للصيام. وفي هذا العام، تتجه الأبحاث نحو دور في تعزيز جهاز المناعة، تحديدا في مواجهة السرطان.
جهاز المناعة.. خط الدفاع الأول
يعمل جهاز المناعة كجيش متكامل يحمي الجسم من التهديدات، ويضم ضمن قواته "الخلايا القاتلة الطبيعية" (NK cells)، وهي وحدات متخصصة قادرة على القضاء على الخلايا السرطانية أو المصابة بالفيروسات دون الحاجة إلى تعرّض سابق لها. هذه الخلايا تُعتبر خط الدفاع الأول للجسم، حيث تعمل بسرعة وفعالية عند الحاجة.
الصيام ودوره في محاربة السرطان
كشفت أبحاث أجراها "مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان" (MSK) عن اكتشاف مهم، حيث تبيّن أن الصيام يُعيد برمجة الخلايا القاتلة الطبيعية، ما يزيد من قدرتها على مكافحة السرطان. وتُظهر الدراسة كيف يُمكن للصيام أن يُعزز بيئة الجسم المناعية بطريقة تساعد في التصدي للخلايا السرطانية.
بيئة السرطان والصيام
تشتهر الخلايا السرطانية بشراستها، إذ تستنزف العناصر الغذائية الحيوية؛ ما يخلق بيئة معادية تجعل من الصعب على جهاز المناعة مواجهتها. لكن الباحثين وجدوا أن فترات الصيام تُعزز قدرة الخلايا القاتلة الطبيعية على التكيّف مع هذه البيئة القاسية، بل والتفوّق عليها.
الصيام المتقطع ورمضان
يتشابه الصيام المتقطع، الذي يخضع للدراسة في الأبحاث العلمية، مع صيام رمضان، حيث يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب. هذا التشابه يفتح باب التساؤل حول الفوائد الصحية المحتملة لهذه العادة الروحية.
كيف يُمكن للصيام أن يساعد؟
تشير الأدلة الناشئة إلى أن الصيام المتقطع قد يلعب دورا في الوقاية من السرطان وعلاجه بعدة طرق:
تعزيز فعالية العلاج الكيميائي
أظهرت دراسة على مرضى السرطان النسائي أن الصيام أدى إلى ارتفاع مستويات "الكيتونات"، وانخفاض مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، ما ساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي مثل التهاب الفم والصداع والضعف العام، إضافةً إلى تقليل معدلات تأجيل الجرعات العلاجية.
مع ملاحظة ما تشير إليه الدراسات من أن الصيام في أثناء العلاج الكيميائي قد يكون آمنا، لكنه يجب أن يكون تحت إشراف اختصاصيي الأورام.
تحسين جودة الحياة
قد يُساعد الصيام في تحسين حياة مرضى السرطان عبر آليات بيولوجية متعدّدة وقابلة للتكيّف.
طاقة بديلة لمحاربة السرطان
عند الصيام، يخضع الجسم لتحولاتٍ أيضيةٍ كبيرةٍ، حيث تنخفض مستويات الجلوكوز، في حين ترتفع مستويات الأحماض الدهنية الحرة، والتي تُصبح مصدر طاقة بديلا للخلايا القاتلة الطبيعية. هذه الطاقة الخاصة تُساعدها على التنقل داخل البيئة السرطانية القاسية والتغلب عليها.
ويشير الخبراء إلى الفوائد الصحية التي خرجت بها هذه الأبحاث الواعدة. لكن ورغم النتائج المشجعة، فإن الصيام لم يُعتمد بعد كإجراء علاجي قياسي لمرضى السرطان. ولا تزال التجارب السريرية تُقيّم مدى أمانه وفوائده على المدى الطويل.
لذا، يجب على المرضى دائماً استشارة مقدّمي الرعاية الصحية قبل إدخال تغييرات غذائية في أثناء العلاج.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-03-2025 09:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |