15-03-2025 10:25 AM
بقلم : معتصم حسين حوراني
تتعرض في حياتك اليومية لمواقف كثيرة وتشاهد أفعال البشر و ردود أفعالهم وتتعامل معهم معاملات إما عادية لا يتخللها أمورًا مادية أو معاملات مالية بمختلف أنواعها (دَيْن ، أُجرة ، قرض ، ميراث....) ومع أنّ أغلب من تتعامل معهم يصلّون ويصومون ويعتمرون ، ولكن عندما يتعلق الموضوع بالتعاملات المادية تجدهم لا يبالون وليس لديهم أي ضابط يميّزون به بين الحلال والحرام !!
فلو قرأ أحدهم قول الله تعالى متدبرًا:
(يحسب أنّ مالَه أخلده ، كلا لينبذن في الحُطمة ، وما أدراك ما الحُطمة ، نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، إنها عليهم مؤصدة في عمدٍ مُمددة ) ووعى معنى أن الذي جمع المال وأحصاه ،وبخل بإنفاقه وإيتاء زكاته سيكون مصيره نارًا مُطبقة (مُغلقة) عليه ، لما تجرّأ أن يقوم بما قام به ولا حتى أن يُفكر في ذلك !!
ولو قرأ قول الله تعالى الذي لا يحتاج لتفسير: ((يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) وتيقن أنّه من أحب شيئا وقدّمه على طاعة الله ، عُذّب به .
وأنه لما كان جمع هذه الأموال آثرُ عنده من رضا الله عنه ، عُذب بها ، لما تجرّأ أن يسلُك طريق الهلاك الذي سلكهُ !!
والأمثلة التي أنذر الله عباده بها في كتابه العزيز لا تعد ولا تحصى .
وهذه فُرصتنا في رمضان أن يتحول القرآن الذي نتلوه ونسمعه في الصلوات ومنها صلاة القيام أن يتحول لمنهج وسلوك وأن تقع الآيات في قلوبنا قبل آذاننا وتنعكس على جوارحنا وأفعالنا ، فهذا كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، دستورٌ ورحمةٌ وشفاءٌ لما في الصدور ، لا بقول شاعر ولا بقول كاهن قولٌ فصل يتحدد مصير العالمين بمقدار تطبيقهم لأحكامه واجتنابهم لنواهيه .
تدبروا القرآن وتشرّبوا معانيه واجعلوه يجري في أجسادكم مجرى الدم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) وقوله عليه السلام حقيقة لا ريب فيها تجلّت في أحداث التاريخ الذي قرأناه ونراها واقعًا ملموسًا في ميادين الحياة.
المهندس معتصم الحوراني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-03-2025 10:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |