17-03-2025 09:39 AM
بقلم : خولة كامل الكردي
لا يمكن تخيل الغاية التي يرمي إليها أولئك الحاقدون الذين ما انفكوا يحاولون ضرب إسفين في اللحمة الأردنية - الفلسطينية والتي تجلت في مواقف عدة، فالأردن سيبقى على الدوام سنداً منيعاً ضد من تسول له نفسه النيل من العلاقة العريقة وثيقة الصلة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والأردني، فتصاعد موجة مريبة لتخريب تلك العلاقة لا تتوقف، تسكن فترة ومن ثم ما تلبث أن تعود وتطل برأسها، لتفكيك عرى أواصر الأخوة الأردنية - الفلسطينية، وللأسف قد تتماهى قلة قليلة مغيبة مع تلك المحاولات المشبوهة والتهجم على أحد الطرفين، ظنا منهم أنهم سينفذون مآربهم غير البريئة في تدمير العلاقة المتينة بين الشعبين الشقيقين.
على مدى عقود طويلة مرت العلاقة الأردنية - الفلسطينية بمخاضات عسيرة ومنعطفات هددت بقاءها، واستطاع الشعبان بكل حكمة ووعي تجاوز التحديات التي تحول دون بناء علاقة أخوية صحية قائمة على التكامل والتعاون الراسخ لا على الاستئثار والهيمنة على الآخر، فخرجت العلاقة بينهما أقوى وأمتن عما كانت عليه من ذي قبل فأغاظ المتربصين. فإذا ما ذكر الأردن تبادر إلى العقول والقلوب أصالته ونخوته المعهودة مع فلسطين وأهلها، ولا نستطيع أن نغفل أن الشعب الفلسطيني يرى في الأردن امتداداً اجتماعيا واقتصاديا وثقافياً مهما له، وملاذا آمنا ودافئاً لا شك في ذلك، فالمصاهرة بين أفراد المجتمعين ساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بينهما، وصار الحصن الحصين لرابطة الأخوة، وازدهرت وغذاها التشابه الثقافي الكبير في العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، فنرى ذلك التمازج الفريد من نوعه بين الثقافة الأردنية ورديفتها الثقافة الفلسطينية، وربما على مدى تلك العقود تجذر التقارب الاجتماعي والفكري بينهما، وأمسى من الصعوبة بمكان الحديث عن الأردن دون التطرق لفلسطين كعمق إستراتيجي له، فالتاريخ الأردني القديم جمعه مع التاريخ الفلسطيني علاقات طبيعية ناضجة، اتسمت بالاستقرار والتفاهم المشترك المبني على التبادل التجاري والتلاقح الثقافي والاجتماعي.
إن التصدي لمحاولات زعزعة العلاقة الأزلية الوثيقة بين البلدين، من أهم العوامل التي ستساعد على استمرارية العلاقة المميزة والتي تجمع الشعبين الشقيقين قائمة وباقية، والعجب كل العجب من عقلية أولئك الذين ينفثون سمومهم للنيل من الأخوة الأردنية - الفلسطينية، ويوظفون طاقاتهم وألسنتهم لإثارة الفتنة والتشكيك بنوايا ومواقف كل من البلدين، والأخطر مجاراة بعض النفوس الضعيفة للأهداف المبطنة لجماعة قليلة لا تمثل أيا من الشعبين ومن البديهي أن تكون في الواقع موجودة في أي مجتمع، وذلك لا ينفي أن تحاول جاهدة للاصطياد بالمياه العكرة، لأنها خارجة عن مبدأ توحيد المجتمع وحمايته من الفتن والتي هي العدو الأول لوحدة أي مجتمع.
ختاماً، نعول على وعي المجتمعين في عدم السماح لأي محاولة تهدف إلى زرع بذور الفتنة بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، ونبذ من يروج لها ويتسق معها وكشفه، فمهما حاول أصحاب الفتن والقلاقل إضعاف الأخوة الأردنية والفلسطينية لن يستطيعوا بفضل وعي وفهم الشعبين الأردني والفلسطيني، وقد لمسناه في مسارعة العديد من صناع المحتوى والكتاب والمثقفين الحريصين على الروابط الأخوية الأردنية - الفلسطينية في تفنيد محاولات البعض لدس السم في العسل وتحقيق غاياتهم المريبة.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-03-2025 09:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |