حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,17 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1913

ماهر أبو طير يكتب: الأقصى في السرديات المدنسة

ماهر أبو طير يكتب: الأقصى في السرديات المدنسة

ماهر أبو طير يكتب: الأقصى في السرديات المدنسة

17-03-2025 09:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
تنهمر عشرات الفيديوهات والأبحاث عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعرب من السنة والشيعة، يشككون في قدسية الأقصى، ويقولون علنا إن القدس يهودية.
عشنا حتى رأينا هذه المهزلة من أبناء أمة مطلوب منها تحرير الأقصى، ولولا إشهار هؤلاء النكرات، لذكرتهم بالاسم، واحدا تلو الآخر، أحدهم يقول إن الأقصى في السماء أصلا، وليس في القدس، وهو الذي أسرى إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يردد روايات دينية إيرانية تتبناها مذاهب شيعية، وتقول أيضا إن الأقصى ليس في الأرض، نافية قدسية المسجد الحالي، وتيار ثالث يقول إن الأقصى المذكور في القرآن هو مسمى لكل مسجد بعيد عن الحرم المكي، والمقصود مسجد في منطقة الجعرانة شمال الجزيرة العربية، وأن الإسراء تم إلى هذا المسجد، ثم يأتيك تيار ويفسر آيات القرآن كما يريد ويقول إن الله منح أرض فلسطين لليهود بنص محدد، وآخر يقول إن الأقصى ليس مقدسا وليس مطلوبا حمايته من أمة بأكملها إلا ممن يعيشون حوله وحواليه، فهو مسجد أموي أثري عادي.


مع هؤلاء يخرج من ينفي كل روايات الإسراء والمعراج، وينفي صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء في القدس، وينفي أيضا، الحديث عن أجر الصلاة في الأقصى، ويقول إن كل قصة الأقصى اخترعها الأمويون في سياق صراع سياسي مع الحرم المكي، والقوى المناوئة للأمويين، وفي سياقات استقطاب الحج والصلاة إلى القدس، بدلا من مكة المكرمة، والبعض يضيف ويقول لا داعي لأي حرب من أجل الأقصى، لأن الحديث النبوي أشار إلى أن هدم الكعبة ألف مرة أهون عند الله من موت نفس مؤمنة، فلماذا يموت الناس إذن من أجل الأقصى، في هذه الحالة منذ عقود.
احتلال إسرائيل للأقصى، وسردية الاحتلال حول هيكل سليمان وغير ذلك، معروفة لكن بين صفوفنا من يعين الاحتلال بذريعة الاجتهاد، وقراءة التأريخ، والبحث في الوثائق، والكل يعرف أن التزوير في الوثائق قديم جديد، لكننا للأسف الشديد نقف أمام معركة وعي اليوم، يراد عبرها إقناع العربي والمسلم، بقدسية المسجد الأقصى، في ظل هجوم إسرائيلي متواصل عليه، من أجل هدمه وتدميره وتقاسم الموقع، أو إقامة منشآت دينية إسرائيلية داخل الحرم القدسي في مدينة القدس.
لا أعرف كيف يمكن أن نسمي هؤلاء باحثين، أو مفكرين، أو مؤرخين، وهم أيضا يفصلون مسار الاحتلال، عن مبرراته الدينية، ويقدمون سردية مجانية تساهم في تعزيز سردية الاحتلال، حتى وصل الأمر ذات مرة بمن يسمى يوسف زيدان في مصر، أن يتطاول على صلاح الدين الأيوبي، ويحاول هدم كل قدسية الأقصى.
نحن نخوض معركة مع تيارات داخل العرب للأسف الشديد، قبل المعركة مع الاحتلال، وهم الذين يقدمون خدمة مجانية للاحتلال، للقول لهم إن الله أعطاكم فلسطين، وأن لا مسجد أقصى في الإسلام، وإن كل الدم الذي تم دفعه، ذهب مجانا دون جدوى، وليت هؤلاء يمتلكون ذات القوة في عرض وجهات نظرهم، عندما يناقشون سردية الاحتلال، أو حق إسرائيل في فلسطين، لأن الجرأة تتبدى فقط في قصة الأقصى، فيما تنخفض نبرة أصواتهم عند الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي.
هذه موجة ليست جديدة، وهي موجة بحاجة إلى محاربة من كل الجهات، وكل من عليه مسؤولية، وهي موجة قد تتعاظم في ظل سكوت دول كثيرة على ما يقال من جانب من ينتسبون إليها، وفي ظل غياب الدور التوجيهي المطلوب، من رجال الدين والإعلام وبقية الجهات التي علبها أن تنبه إلى ما يجري من محاولات لغسل عقول الناس، وهدم كل أسس موقفهم المساند لفلسطين، والمدافع عن المسجد الأقصى.
هذه معركة دينية سياسية تتعلق بشعب وأمة، ومقدسات، ولا يمكن قبول كل محاولات تفكيك النص الوطني في هكذا مشهد خطير تحت مبررات مختلفة.











طباعة
  • المشاهدات: 1913
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-03-2025 09:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم