17-03-2025 10:30 PM
بقلم :
سرايا - رحاب القضاة - في مرحلة سياسية دقيقة تتطلب الحكمة والتعاطي الجاد مع الملفات الوطنية الحساسة، يأتي تصريح رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، ليشكل نقطة تحوّل في العلاقة بين السلطة التشريعية والإعلام في المملكة.
عبر تأكيده على أن أبواب المجلس ستبقى مفتوحة أمام جميع وسائل الإعلام، يضع الصفدي حجر الأساس لمنهج جديد يتسم بالشفافية، الشجاعة، والاحترام المتبادل بين الإعلام وصانعي القرار في الأردن.
هذا التصريح ليس مجرد بيان سياسي عابر، بل هو انعكاس لرؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تعزيز دور الإعلام في تعزيز الديمقراطية وتطوير البيئة التشريعية بما يخدم مصالح الوطن والمواطن.
إن إشادة الصفدي بالأسرة الصحفية والإعلامية في المملكة لم تأتِ من باب المجاملة، بل هي تأكيد على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه الإعلام في الدفاع عن الوطن وتعزيز رسالته في الداخل والخارج.
ما قاله الصفدي يلتقي تمامًا مع أسس الحكم الرشيد، حيث لا يمكن لأي حكومة أو سلطة تشريعية أن تضمن النجاح في مهامها دون أن تتبنى الإعلام كعنصر أساسي في عملية اتخاذ القرار، الرقابة، والتوجيه العام.
فالصحافة والإعلام، بمختلف وسائطها، تمثل أداة حيوية لإيصال الصوت الوطني وتحقيق التوازن بين المصالح المختلفة في المجتمع.
وعليه، فإن تكريس العمل المشترك بين البرلمان والإعلام سيخلق بيئة تشريعية أكثر انفتاحًا، وأكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة.. وفي الوقت الذي تتزايد فيه التحديات الإقليمية والمحلية، ومن بينها الأزمة الاقتصادية والضغوط السياسية المتزايدة، يقدم رئيس مجلس النواب نموذجًا نادرًا في فن السياسة والإدارة الحكيمة.
من خلال تصريحات الصفدي، يتضح جليًا أنه لا ينظر إلى الإعلام باعتباره مجرد سلطة رابعة، بل كحليف استراتيجي مهم في معركة الإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن.
فالصفدي، الذي شارف على إتمام عقدين من الخدمة تحت قبة البرلمان، ليس فقط ملمًا بتفاصيل العمل السياسي، بل هو يدرك جيدًا أهمية الإعلام في تشكيل السياسات العامة، وصياغة الرأي العام الذي يشكل أساس أي تغييرات حقيقية على الأرض.
ما قاله الصفدي في مجلس النواب ليس مجرد خطاب روتيني، بل هو إعلان عن التزام حقيقي بتفعيل دور الإعلام وتوجيهه في الاتجاه الصحيح.
ويظهر بذلك أنه يدير اللعبة السياسية بحنكة، مدركًا أن تفعيل الإعلام كأداة محورية لا يعني فقط تعزيز الشفافية بل هو مدخل رئيسي لبناء الثقة بين الحكومة والشعب.
وفي خطوة جريئة تجسد شجاعة القيادة، قدم الصفدي اعتذاره لموقع “سرايا” على الموقف الذي حدث مع أحد الزملاء النواب.
لم يكن هذا الاعتذار مجرد رد فعل عاطفي، بل هو تجسيد حقيقي لشيم الرجال الذين تربوا على أيدي القادة الحقيقيين الذين يعرفون كيف يديرون الأزمات وكيف يعيدون بناء الجسور عندما تهتز.
إن الاعتذار السياسي بهذا الشكل من أعلى سلطة تشريعية يرسل رسالة واضحة: “المسؤولية والشجاعة ليست في أن تكون على صواب دائمًا، بل في أن تتحمل المسؤولية عن الأخطاء وتصلحها”.
إن هذا التصرف هو بمثابة نموذج للقادة الذين لا يكتفون بالحفاظ على الواجهة السياسية، بل يسعون جاهدين لبناء علاقات طيبة مع جميع الأطراف حتى في أوقات التوتر، وهو ما يعكس الحكمة السياسية البالغة التي يتسم بها الصفدي. الاعتذار الذي قدمه لم يكن مجرد خطوة دبلوماسية، بل كان فعلًا من أفعال النضج السياسي، الذي يتطلب شجاعة لا يمتلكها سوى القادة الذين يتحلون بالحكمة والمرونة.
إن رؤية الصفدي التي قدمها خلال جلسة مجلس النواب هي خطوة سياسية استثنائية في مسار تحسين العلاقة بين البرلمان والإعلام. من خلال التأكيد على الشفافية، الاعتذار النبيل، والتفاعل البناء مع وسائل الإعلام، يؤكد الصفدي أنه لا يكتفي بمواكبة الأحداث السياسية، بل يتطلع إلى تشكيل مستقبل سياسي مغاير، يسوده الانفتاح، التفاهم، والمصالحة.
إن هذه الروح السياسية الحكيمة تؤكد أن الأردن يسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق الديمقراطية الحقيقية التي تضمن حقوق المواطن وتبني جسور الثقة بين مؤسسات الدولة والشعب
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-03-2025 10:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |