19-03-2025 09:45 AM
بقلم : محمد خروب
لم تعد ثمة شكوك بأن مجرم الحرب نتنياهو وزمرته الفاشية، وعلى رأسهم رئيس أركان جيش النازية الصهيونية الجديد/إيال زمير، ما كان لهما أن يُقدما على ارتكاب مجازر أمس الثلاثاء، التي ما تزال مُتواصلة، مُستهدفة المدنيين وما تبقى من أسباب الحياة في قطاع غزة المُحاصر، والممنوعة عليه المساعدات الإنسانية بما في ذلك قطع التيار الكهربائي «وضخّ المياه بالتالي»، لولا الضوء الأخضر الأميركي، الذي تفاخر ترامب بمنحه لنتنياهو، تماماً كما كان يفعل سلفه شريك حرب الإبادة الصهيوني جو بايدن، في ترجمة ميدانية لشعار ترامب المزيّف..."السلام من خلال القوة».
هُما ترمب ونتنياهو لا يريدان السلام ولا يسعيان إليه، بل يعتقدان أن الفرصة سانحة لاستكمال عملية استيلاد شرق أوسط جديد، على ما دأب نتنياهو التأشير عليه والزعم أنه بات في متناول اليد، تحت طائلة استخدام «ذراع إسرائيل الطويلة» في أي مكان في الشرق الأوسط. من هنا تكمن أهمية ما كشفه موقع «أكسيوس» الأميركي، وثيق الصلة بالدوائر الصهيو أميركية وبخاصة الاستخبارية وصانعة القرار فيها، إذ نقلَ «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن الجيش أبقى الخطة العملياتية لضرب غزّة «سرية للغاية»، وضمن «دائرة ضيقة نسبياً لمفاجأة حماس». ليؤكد من بين أمور أخرى، أن الحملة الدعائية المُغرضة التي قادها مبعوث ترامب/ستيف ويتكوف، بتحميله حركة حماس مسؤولية «المُماطلة»، مثابة تغطية على ما كان نتنياهو وزمرته الفاشية يُخططون له، وهو العودة للحرب وإعادة التفاوض تحت إطلاق النار.
دعونا الآن نعيد التذكير بمناورات التضليل الإعلامية، التي لجأ إليها/نتنياهو للهروب من الأزمة المُتدحرجة الجديدة، التي كادت تتحوّل إلى عاصفة سياسية، كان يمكن ان تُطيحه «لو استمرّت»، ولم يُحبطها نتنياهو ("مؤقتاً» في ما نحسب)، على خلفية الإعلان بأنه سيقيل جنرال الشاباك/رونين بار «اليوم الأربعاء» خلال جلسة لحكومته. إذ فجأة أُعلنَ مساء الإثنين أن جلسة الحكومة ستكون «يوم الثلاثاء» لإقالة رئيس الشاباك, (بدلاً من الأربعاء كما كان مُقرراً) ثم تم تسريب خبر آخر مفاده أن نتنياهو أوعزَ للوفد المفوض الذي غادر إلى القاهرة بمواصلة التفاوض مع الوسطاء للانتقال إلى المرحلة «الثانية»، فضلاً عن الهجمات الإعلامية المُضادة على المُعارضة الصهيونية والمستشارة القانونية للحكومة، التي قالت في رسالة رسمية لنتنياهو: انه «ليس من صلاحياته إقالة رئيس الشاباك قبل التشاور معها». زد على ذلك ان الأنظار صهيونياً بل خصوصاً فلسطينياً وتحديداً حركة حماس، كانت متُجهة كلها نحو ما يجري في الكيان العنصري، ومنشغِلة بالتوقعات والاحتمالات الماثلة لسقوط أو تفكّك حكومة اليمين الفاشي الحريدي بقيادة نتنياهو، بل ربما توقع الذهاب إلى إنتخابات مبكرة، كون الرئيس الأميركي ترامب سيُهاتف نظيره الروسي/بوتين يوم الثلاثاء، وربما يُمهد لتهدئة «ما» على الجبهة الأوكرانية.
نام الجميع «في العسل» ونجحت «المُفاجأة»، التي دبّرها ثلاثي الإجرام الصهيوني... نتنياهو، رونين بار (الذي رفضَ قرار نتنياهو إقالته، قائلاً: إنه سيواصل عمله إلى حين عودة الأسرى الصهاينة) وثالثهم إيال زمير/ رئيس الأركان الجديد، الذي يريد «تعميد» نفسه وتتويج مسيرته الوظيفته الجديدة، بسفك دماء أطفال ونساء وشيوخ القطاع الفلسطيني المنكوب، على غرار مَن سبقوه من مجرمي الحرب, جنرالات القتل والإبادة: غانتس وهاليفي وآيزنكوت ويعالون وكوخافي وحالوتس وخصوصاً النازي/ ارئيل شارون.
ماذا بعد؟
لم تتأخر وسائل الإعلام الأميركية في كشف حقيقة موقف إدارة ترامب، مما جرى وما يزال يجري من مجازر صهيونية بأسلحة أميركية في قطاع غزة، مستهدفة المدنيين العزل والمشافي والمساجد. إذ قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية: إن ترامب أعطى الضوء الأخضر لاستئناف الحرب. ونقلت عن مكتب الرئيس قوله: إن ترامب «دعمَ عودة نتنياهو للحرب، وأرسلَ قاذفات وحاملات طائرات للدفاع عن إسرائيل». في حين زعمَ براين هيوز/ مُتحدث مجلس الأمن القومي: أنه «كان بإمكان حماس إطلاق سراح الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب». أما متحدثة البيت الأبيض/كارولاين ليفيت فقالت لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: إن الإسرائيليين «استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض»، بشأن هجماتهم على غزة الليلة»، مُشدّدة على أنه (كما أوضحَ الرئيس ترامب، فإن «حماس والحوثيين وإيران» وكل مَن يسعى لـ"ترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً». سيدفع ثمناً باهظاً، مُهددة بأن «أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها"). ختمت كارولين ليفيت لا فُض فوها.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-03-2025 09:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |