حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,22 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5782

يوسف رجا الرفاعي يكتب: " الإصبع المجروح " رسالة الرئيس إلى المليارين ونصف بكل وضوح

يوسف رجا الرفاعي يكتب: " الإصبع المجروح " رسالة الرئيس إلى المليارين ونصف بكل وضوح

يوسف رجا الرفاعي يكتب: " الإصبع المجروح " رسالة الرئيس إلى المليارين ونصف بكل وضوح

20-03-2025 12:36 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي

أن يكون الرئيس الامريكي الذي يُتابع البوارج وحاملات الطائرات والغواصات النووية وهي تَمخُرُ عباب البحار والمحيطات والذي يَرقُب الاقمار الاصطناعية وهي ترتفع في السماء ويُدير شؤون ما يقرب من ثمانمائة قاعدةٍ عسكريةٍ منتشرة في أنحاء الارض متأثراً وحزينا ومهموما ومشغولاً باصبع يد فتاةٍ مجروح رآه عندما تم الإفراج عنها في عملية تبادل الاسرى وأقضَّ ذلك الجرح مضجعه وجعله حزينا وجعله يتألم ويتأثر الى درجة انه اخذ عهداً على نفسه ان يثأر لها ،
فيا لعدل هذا الرئيس ويا لإنسانية هذا الرئيس ويا لشجاعة هذا الرئيس ويا لقلبه العطوف ،
لم تُشغِله مصلحة الشعب الامريكي ولم يُشغله الوضع الامريكي باكمله الذي يواجه اليوم موقفاً عالمياً غير مسبوق سواء المعلن منه والخفي ، لم يشغله شيء سوى ذلك الإصبع المجروح ! امرٌ عجيبٌ غريب.

رسالة علنية غير مُشفَّرة ولا سِرِّيَّة فيها بل هي رسالة شديدة الوضوح موجَّهةً حصراً إلى الأمتين العربية والاسلامية التي زاد تعدادها اليوم على مليارين وخمسمائة مليون نسمة ،
رسالة لم تكن بحاجة إلى شرح او توضيح ولم تكن بحاجة إلى مُبرِّري المواقف وحرفها عن مضمونها وموضوعها الواضح وضوح الشمس وهي موجهة الى الجميع بلا استثناء ،
الغريب في تلك الرسالة الاستفزازية انها جاءت بلا داعي لها ، فلم يعتلي المنبر احد من هذا العدد المهول للامتين العربية والاسلامية ويدلي ببيان او يُصرِّح كما فعل رئيس وزراء كندا على سبيل المثال عندما وجَّه خطابا مباشرا شديد اللهجة والوضوح الى الرئيس الأمريكي بخطاب الند للند والرد بالمثل على التهديد الذي تعرضت له بلاده من ترامب ،
هل بدر من هذه المليارات العربية والاسلامية اي كلام غير المديح ورفع الاكف بالدعاء لامريكا عرفانا لها بما تهبه لها من نعيم وأمن وسلام بل اعترافاً لها برعايتها لها وإلا ربما كان مصيرها الاندثار والفناء ،
هذه المليارات من البشر رسالتها أيضاً شديدة الوضوح ولا تحتاج الى ترجمان ، بلسان واحد عرباً ومسلمين خيارنا الاستراتيجي الاوحد والوحيد هو السلام ولا شيء غيره حتى ولو جُلِدنا على ظهورنا وبطوننا وعلى جنوبنا فلا خيار لنا سوى السلام،،
عجيب ! لماذا ارسل الرئيس تلك الرسالة !!

ربما يخطر على بال احدهم سؤالًا قد يكون فيه من المنطق والعقلانية ما يشفع بطرحه وهو ؛
لماذا لم "واقصد ب لم هنا حالتيها النافية والجازمة"
لماذا لم يذكر الرئيس وكل الرؤساء الذين يدورون في فلكه كلمة واحدة عن ما يزيد عن ستين الف " قتيل "
بِلُغَتِهم ، شهيد بِلُغَةِ كل عاقل ؟ معظمهم من الاطفال والنساء ؟
لماذا لم يذكر الرئيس وكل من يدور في فلكه كلمةً واحدةً عن ما يزيد عن مائة وعشرين ألف جريح أخفَّهم جراحاً مَن بُتِرَت أطرافه وجميع اصابعه ؟
لماذا لم يذكر الرئيس ومن يدور في فلكه اكثر من عشرة الاف أسير يعيشون أشد العذاب في سجنهم!
هل السبب كما قالت الخنساء :
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ ؟؟
وانا ساجتهد في الاجابة عن كل ذلك متطوعاً واقول
" إن جرح ذلك الإصبع قد تقدَّم على المصلحة الامريكية بذاتها، فهل تريد ان يذكر مائة وثمانين الف قتيل وجريح !! هل الجواب شافي ؟ لا اعلم ،
ام انه اراد ان يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان هذه المليارات من البشر ليست سوى ارقام لا ترتقي الى ذكر احيائها او أمواتها ، بل لا تكاد تُرى ، بل لا وزن لها ؟

قد تكون محاكاةً او محاولةً من الرئيس لتجربةِ بطولةٍ خالدةٍ جذورها ضاربةً في الارض وباقيةً ودائمةً ما دامتِ السماواتِ والارض ، صاحبها شَهِدَ ويشهدُ له الناس والتاريخ معاً انه ما فعل فعلته البطولية الخالدة إلا إحقاقاً للحق وإنصافاً للمظلوم وردعاً وقصماً للظالم ،
فرقٌ كبير وبعيد بُعدَ المشرقين والمغربين ما بين شجاعةٍ ساميةٍ لم يستطع أحد في العالم كله منذ ما يزيد عن الف ومائة عام أن يخدش تلك البطولة التي تُمثّل الذروة الاعلى للعدالة النقية التي لم تكن الغاية منها سمعةً ولا استعراضاً لقوة القهر والبطش والعدوان بل هي انعكاساً لقيمٍ انسانيةٍ تستأنس لها النفوس على اختلاف مشاربها ومذاهبها،
هذا ما فعله ذلك القائد الامام الهُمام عندما بَلَغَته استغاثة تلك المرأة بتلك الكلمة الخالدة عندما نادت باعلى صوتها وامعتصماه،،،
فاصبحت هذه الاستغاثة عنوانا لرد الهيبة والكرامة وعنواناً لردّ الاعتبار اذا تجرأت على الامة الاعداء ،
فرق كبير بين نُصرَةِ المعتصم للحقّ وبين مَن يقف مع الباطل وينصره ويريد ان يُحاكم القضاء الذي يحكم ولو جزئياً بالعدل ويريد ان يكسر كل قانون يحمي الضعيف وينصفه كما يفعل الامريكان الان .

فتح عمورية محفور في الذاكرة العربية الاسلامية ولا يتسع المقال لذكر تفاصيلها فأكتفي بما قيل فيها على السنة نوابغ الشعر العربي الذين يُمَثِّلون أدبنا العربي بأبهى صوره وابلغ فهم وأرقى بيان وأي توثيق أوفى مما فاضت وجادت به عبقرية ابو تمام فتَوَّجَ النصر بتاج الفخر والاعتزاز بالقوة التي يمثلها السيف والرمح اللذان يتربعان على عرش العزة والمهابة والشجاعة التي ترجمها امير المؤمنين القائد القدوة بحملهما ؛
‎السَّيفُ أصدقُ أنباءً من الكُتبِ .. في حَدِّه الحدُّ بين الجِدِّ واللَّعِبِ
‎بِيضُ الصفائحِ لا سُودُ الصحائفِ في .. مُتونِهنَّ جلاءُ الشكِّ والرِّيَبِ
‎أين الروايةُ، بل أين النجومُ وما .. صاغُوه مِن زُخرفٍ فيها ومِن كَذِبِ؟
‎إنْ كانَ بينَ صُروفِ الدَّهرِ مِن رَحِمٍ .. مَوصولةٍ أو ذِمامٍ غيرِ مُنْقَضِبِ
‎فبَيْنَ أيَّامِك اللاتي نُصِرْتَ بِهَا .. وبَيْنَ أيَّامِ بدرٍ أقرَبُ النَّسَبِ

لا يلومنا احد اذا ما اتخذنا من تلك الايام التي كانت تسطع فيها شمس العدالة والبطولة والعزة والكرامة ليس على أُمَّةِ الاسلام فحسب بل على مجتمعات تلك الحقب الزاهية جذوة ونبراسا نستلهم منها عزماً وارادةً فنجعلها على ألسنتنا كعَزاءٍ لِذُلِّ وهوانِ هذه الأيام التي تعصف بالامة التي لا تملك من امرها شيئا والتي هان امرها على نفسها فهانت على الناس وتكالبت عليها الامم تنهشها من كل اتجاه ،
ويبقى السؤال؛ لماذا ارسل الرئيس تلك الرسالة !!
يوسف رجا الرفاعي











طباعة
  • المشاهدات: 5782
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2025 12:36 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل توسع واشنطن نطاق ضرباتها على الحوثيين لتشمل استهداف مواقع إيرانية بشكل مباشر؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم