حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,22 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6705

د. ربيع العمور يكتب: غزة بين نار الإبادة وصمت العالم: حين يصبح الصمود جريمة والمقاومة معجزة

د. ربيع العمور يكتب: غزة بين نار الإبادة وصمت العالم: حين يصبح الصمود جريمة والمقاومة معجزة

د. ربيع العمور يكتب: غزة بين نار الإبادة وصمت العالم: حين يصبح الصمود جريمة والمقاومة معجزة

20-03-2025 01:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور المحامي ربيع العمور
لم تكن غزة يومًا مجرد مدينة فلسطينية، بل كانت ولا تزال رمزًا للصمود في وجه آلة القتل الإسرائيلية، ومع كل عدوان جديد تتجدد المأساة ذاتها: قصف وحشي، مئات الشهداء، آلاف الجرحى، وتدمير ممنهج للبيوت والأحلام. لكن هذه المرة، يبدو أن الاحتلال يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وليس فقط مجرد "معاقبة" المقاومة.

في غضون ساعات قليلة من استئناف العدوان، سقط أكثر من 100 شهيد، وتحوّلت غزة إلى مسرحٍ لمجزرة مفتوحة، فيما يقف العالم متفرجًا، والعرب في صمتٍ مريب. فأين تتجه الأمور؟ وهل نحن أمام مرحلة جديدة من تهجير الفلسطينيين قسرًا؟ أم أن المقاومة ستعيد قلب الطاولة رغم كل الجراح؟

إسرائيل: منطق المنتصر أم مسرحية الخداع؟

تتعامل إسرائيل وكأنها انتصرت، لا لأنها قضت على حماس، بل لأنها تعتقد أنها فرضت معادلة جديدة على الأرض، قائمة على إنهاك المقاومة وتركيع غزة بالكامل.

ما الذي تريده إسرائيل حقًا؟

1. إنهاء المقاومة المسلحة: عبر تصفية قادة المقاومة وتدمير بنيتها التحتية بالكامل.

2. توسيع نفوذها الجغرافي: الحديث عن تهجير سكان غزة ليس مجرد شائعة، بل خطوة مدروسة ضمن المخطط الصهيوني.

3. إعادة رسم المشهد الفلسطيني: عبر إضعاف حماس وإدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة كبديل عنها، مما يعني انتهاء أي مقاومة مستقبلية.
لكن، ورغم كل هذا القتل، تدرك إسرائيل أنها لم تحسم المعركة، فحماس لا تزال موجودة، والمقاومة لم تُجتث، والسؤال الأهم: هل يدرك الاحتلال أن النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد الغارات، بل بمدى قدرته على فرض استسلامٍ حقيقي؟
حماس والمقاومة: معادلة الصمود رغم الجراح

حماس، من جهتها، تدرك أنها لم تُهزم رغم الفارق العسكري الهائل، وهي تواصل معركتها بشروط المنتصر، لا بشروط المهزوم.

ما الذي تريده حماس؟

1. إثبات فشل إسرائيل في اجتثاثها: وإظهار أنها لا تزال تملك أوراق القوة، ولو بأثمانٍ باهظة.

2. كسر الحصار السياسي والعسكري: عبر فرض شروطها في أي اتفاق قادم.

3. تحويل المعركة إلى حرب استنزاف طويلة: لأن إسرائيل تخشى الحروب الطويلة، والمجتمع الدولي يضيق ذرعًا باستمرارها.
لكن يبقى التحدي الأكبر: إلى متى يمكن لحماس الصمود في ظل استمرار العدوان؟

نتنياهو: الحرب كوسيلة للهروب من السجن
وسط هذا الدمار، يقف نتنياهو كزعيمٍ يُقاتل ليس من أجل أمن إسرائيل، بل من أجل مستقبله السياسي. فقبل أيام من استئناف العدوان، كان يواجه خطر المحاكمة، لكنه اختار الهروب إلى الأمام عبر إشعال حرب جديدة.

لماذا يحتاج نتنياهو إلى الحرب؟

لإنقاذ شعبيته داخليًا: حيث تواجه حكومته ضغوطًا داخلية ضخمة.

لتأجيل محاكمته بتهم الفساد: فكلما كانت إسرائيل في حالة حرب، تراجعت الأولويات السياسية الداخلية.

لتعزيز قبضته على الحكم: عبر فرض حالة الطوارئ وإضعاف معارضيه السياسيين.

لكن هل سيستطيع الاستمرار في هذه اللعبة إلى الأبد؟ أم أن المقاومة ستُسقطه كما أسقطت رؤساء حكوماتٍ من قبله؟

العالم المتخاذل: عندما يصبح الصمت مشاركة في الجريمة

بينما تُباد غزة، يتواصل الصمت الدولي والعجز العربي في مشهد يُعيد تكرار خيانة التاريخ لفلسطين.

أين يقف المجتمع الدولي؟

الإدارة الأمريكية: تستمر في دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، وتُلقي باللوم على حماس في استمرار الحرب.

الاتحاد الأوروبي: يندد بحذر، لكنه يرفض فرض أي عقوبات على الاحتلال.

الدول العربية: معظمها يلتزم الصمت، والبعض يبرر جرائم الاحتلال بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
إن هذا التخاذل هو ما يجعل إسرائيل تُمعن في عدوانها دون خشية أي عقوبة أو محاسبة.

السيناريوهات القادمة: إلى أين تتجه الأمور؟

مع استمرار القصف، تتعدد السيناريوهات المحتملة:

1. تصعيد عسكري أكبر: قد تواصل إسرائيل استهداف قادة المقاومة بغارات أكثر شراسة.

2. هدنة مؤقتة ثم استئناف الحرب: وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا، حيث يتم الاتفاق على تهدئةٍ هشة، سرعان ما تنهار بمجرد أن تجد إسرائيل الفرصة المناسبة.
3. تحولات داخل إسرائيل: إذا استمر الفشل العسكري، فقد يشهد الداخل الإسرائيلي اضطرابات سياسية تُطيح بنتنياهو.
4. انتفاضة جديدة في الضفة والقدس: إذا استمر العدوان، فقد يمتد الغضب الفلسطيني إلى مناطق أخرى، مما سيخلق معركة مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها.
غزة ليست وحدها!

رغم القصف، رغم الحصار، رغم الخذلان، تبقى غزة صامدة. فرغم أن الاحتلال يمتلك أعتى الأسلحة، إلا أن الفلسطينيين يمتلكون ما هو أعظم: الإيمان بعدالة قضيتهم، والإصرار على المقاومة.

وفي النهاية، إذا كان العالم قد اختار أن يغض الطرف عن المجازر، فإن الشعوب الحية لا تزال تدرك أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل قضية إنسانية وأخلاقية، واختبار حقيقي للعدالة في هذا العالم.

"نحن هنا.. لن نرحل.. ولن نموت بصمت!"
المحامي الدكتور ربيع العمور











طباعة
  • المشاهدات: 6705
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2025 01:30 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل توسع واشنطن نطاق ضرباتها على الحوثيين لتشمل استهداف مواقع إيرانية بشكل مباشر؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم