21-03-2025 06:50 PM
بقلم :
سرايا - النائب اروى الزبون الحجايا - يتجدّد شموخي مع كل ذكرى لمعركة الكرامة، ومع ما ورد في تغريدة جلالة الملك عن قدامى المحاربين وبصماتهم الراسخة في تاريخ هذا الوطن، ومع ذكريات ما كان يرويه والدي من تاريخ مضرّج بدماء الكرامة وبتراب أضرحة الشهداء الأوفياء.
والدي الذي لم تمُر عليه ذكرى معركة من المعارك التي شارك بها خلال خدمته في الجيش العربي منذ شبابه ، إلا وتأجّجت مشاعر الفخر والإباء في قلبه ، وقد كانت أمانته لنا بأن يُدفن معه حفنة من تراب أرض الأقصى، حيث حقق له أخي المرحوم الدكتور أحمد الحجايا هذه الأمنية ، حيث أحضر له حفنة من تراب أرض القدس ، واحتفظ بها والدي إلى أن دُفنت معه ،وقد كانت ذاكرته دائماً معلقة برائحة دماء اخوانه الشهداء من رفاق السلاح .
ولا انسى فخر والدي رحمه الله وهو يروي لنا حادثة تكسّر أسنانه كاملة بكل فخر وانتشاء ،عندما ارتدَّ المدفع عليه حين نفّذ هو وزميلة ورفيق السلاح معه المرحوم
(علي خميس الحويطات) عملية تدمير لكمين للعدو في معركة باب العامود في القدس ، حيث كان باب العامود هو المدخل الرئيسي للمسجد الأقصى وقد كان دائماً يذكر هذه الحادثة كغيرها من الأحداث في معارك اللطرون والشيخ جراح وباب الواد واللد والجولان والكرامة والواجبات الوطنية الداخلية والخارجية التي يفتخر بها وينتشي بسرد أحداثها.
رحمة الله على روحه ،، عاش حراً أبياً كبيراً بتاريخه وأفعاله التي كانت خالصة لله تعالى وللوطن والأرض والعروبة والجيش، والتي أكثر ما يفتخر به منها هو مشاركته في معارك الجيش العربي على أرض فلسطين ولا سيّما معركة الكرامة التي تذرف دموعه كلما جاءت ذكراها واتذكر أحداثها حيث اذكر بأنه اتصل بي هاتفيا وانا في دوامي الرسمي ودموعه تتحشرج في حلقه مشاركاً لي ذكرياته وقال لي حرفياً:
(يا الله يا هالزمن،، كنا على رأس جبهه نقاتل العدو بكل بساله واليوم لا قدرة ولا قوة ولا نملك الا الذكريات،، كيف بعد القتال نكون مسنين عاجزين).
كان يتمنى لو انه استشهد وهو حاملاً سلاحه دفاعاً عن القدس العربية في أرض القدس ،
لكنه اخذ معه من تراب القدس ودُفن معه كما أحب
وأراد.
ولم ينفك يردد دائما بعضاً من احب ابياته اليه و التي ينتشي بها وهو يستذكر عندما كان يرددها في اوج وحماس المعركة حيث كان يردد:
"القدس هذي قدسنا
ومقدساتٍ عندنا
لعيون دمعة بنتنا
تبكي بنات أعداءنا"
علي حمد الزبون الحجايا
(١٩٢٩م -٢٠٢٢م)
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-03-2025 06:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |