سرايا - تحلّ علينا اليوم ذكرى معركة الكرامة الخالدة، الذكرى التي تجسّد في وجداننا معنى العزة والكرامة، يومٌ انتفض فيه الأردني والفلسطيني جنبًا إلى جنب، ليكسروا أسطورة العدو الذي ظنّ أنه لا يُهزم. في هذا اليوم، ارتفع صوت الحق، وسُطّرت بدماء الشهداء ملحمةٌ ستبقى نبراسًا لكل من يؤمن بأن الأرض تُحمى بالتضحيات، وأن الإرادة الصلبة أقوى من أي قوة غاشمة.

هذه الذكرى تأتي متزامنة مع يوم الأم، وكأن القدر شاء أن يجتمع الانتصار مع رمز العطاء والتضحية. الأم التي ودّعت أبناءها على طريق الحرية، الأم التي علّمت أبناءها أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأوطان لا تُحفظ إلا بالثبات والإيمان. في هذا اليوم، نوجّه تحية إجلال لكل أم فلسطينية حملت همّ الوطن قبل أن تحمل أطفالها، لكل أم أردنية صابرة، ولكل امرأة عربية تناضل وتربي وتصنع أجيالًا تحمل راية النصر.

نقف اليوم في حضرة الشهداء الذين خطّوا بدمائهم طريق التحرير، في حضرة الأبطال الذين واجهوا المحتل بقلوب لا تعرف الخوف، في حضرة المقاومة التي لا تزال تقاوم رغم الحصار والمجازر. نقولها بكل يقين: معركة الكرامة لم تكن يومًا حدثًا عابرًا، بل كانت رسالة واضحة بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن إرادة الشعوب قادرة على كسر أعتى الجيوش.

تحية لكل من حمل السلاح دفاعًا عن الأرض، لكل من رفع صوته في وجه الظلم، لكل أمٍ صبرت على فراق فلذة كبدها، ولكل امرأةٍ زرعت في أطفالها حب الوطن. المجد والخلود للشهداء، والحرية للأسرى، والنصر لقضيتنا العادلة.

النائب معتز أبو رمان
رئيس لجنة العمل النيابية
21 آذار 2025