حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4956

فيصل تايه يكتب: "عيد الام" .. عيد بطعم الفقد والألم

فيصل تايه يكتب: "عيد الام" .. عيد بطعم الفقد والألم

 فيصل تايه يكتب: "عيد الام"  ..  عيد بطعم الفقد والألم

22-03-2025 10:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
يحتفل العالم اليوم الجمعة ٢١ مارس "آذار" بعيد الأم ، الذي ياتي كل عام في مثل هذا الوقت من السنة مع بدء موسم الربيع ، وذلك تكريما لدور الأمهات في تربية الأبناء وتأثيرهن في مجتمعاتهن ، لكن عيد الام هذه السنة يختلف لشدة مرارته وعمق المآساة الذي ولَّدَتْه تلك المرارة ، ففي كل بيت وخيمة وشارع بقطاع غزة حزن مقيم في قلوب أمهات فقدن أبناءهن بأبشع الطرق ، اذ يحل عليهن عيد الأم بمشاعر الفقد القاسية، والخوف على ما تبقى من أبنائهن ، ومنهن من أقصى ما تتمناه أن تعرف مكان دفن أبنائها لتزورهم في يوم الأم كما كانوا يزورونها.

ياتي عيد الام هذا العام مُحمّلا بدموع الأمهات الغزّيات ، يأتى مثخناً بجراح عدوان إسرائيلي يخلف الأم بلا ولد، والولد بلا أمه ، فهذا العام تقضي نساء فلسطين عيد الأم بين امهات فقدن أبناءهن ، وأمهات قُتلن دون إعطاء الحب لأطفالهن ، فالأم في غزة ليست ككل الأمهات، بسبب الآلام والأوجاع التي تتحملها، حيث تُختبر بكل أنواع القهر والفقدان لأبنائها وأحبائها، ترى أمام أعينها استشهاد أطفالها وتلملم أشلائهم.

يأتي عيد الام هذا العام مثقلاً بأوزار احتلال لم تبق في قلب اليتيم متسعا ًلعيد ولم تدعْ للثكلى غير الحزن والهمّ ، اذ يعلو صوت القصف الوحشي العنيف في غزة وأنين معاناة سكانها ، وتبقى صور الموت المصدرّة الأكثر دويًا في الضمائر والوجدان ، فالأحبة قد تفرّق جمعهم وغيّب الثرى من ارتقى منهم شهداء ، ومن هم على قيد الحياة يتصدوا لطوفان عناء الفقر والتشرد وإفرازات الحصار ومآسي العدوان والنزوح ويعيشوا حياة اللاحياة ، اذ يواجهوا تحديات لا تصدق في الحصول على الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية الأساسية، وذلك في ظل القصف العشوائي الوحشي والخوف على قطاع غزة ، فالأمهات الفلسطينيات يعشن حالة من الألم والصمود تجاه الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي ، فعيد الأم هذا العام تمتزج فيه آهات الأمهات وحزن الفقد والمعاناة ، ناهيك من تعرضهن للقمع والعنف والاعتقالات، ويقدمن بذلك أروع الأمثلة في التضحية والصمود تحت شعار الحياة والحرية .

وتبقى الأم في فلسطين تختلف عن بقية الأمهات في العالم كونها شهيدة وأم شهيد وام شهيده وزوجة شهيد وابنة وشقيقة شهيد وابنة وشقيقة شهيده ، وهي أيضًا أسيرة في سجون الاحتلال تتعرض للتعذيب ويحرمها سجّانها من ممارسة أمومتها ويمنعها عن أبنائها ، فما بين شهيدة أو أم شهيد أو أسيرة، تمضي الأمّهات في فلسطين ، بقلب مُنفطر ونفس شقّه الأنين من وجع الحرب المُدوّية التي يستمر الاحتلال الإسرائيلي، في شنّها على كامل القطاع .

في غزة، تصارع الأمهات من أجل بقاء أطفالها أحياء، وأخرى تحارب للحصول على قوت يومهم، وثالثة تعاني لتدفئتهم في برودة الشتاء ، كل أم في فلسطين الآن ، إما تحارب أو تصارع أو تعاني ، إذ يجسدن وحدهن مفهوم آخر عن الأمومة.

بقي ان اقول ان عيد الأم ياتي هذا العام على أمهات غزة وهن يعانين أوضاعًا إنسانية صعبة، وسط حرمان وقهر وقتل يومي تمارسها ضدهن قوات الاحتلال الاسرائيلي ،
وسط ‬السقوط‭ ‬الغربي‭ ‬المدوّي‭ ‬في‭ ‬حضيض‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬‮الإسرائيلية‮ فاين هم قادة العالم الحر ومبادئهم الإنسانية المزعومة في النظام العالمي الجديد المأمول ؟
والله هو ولي الصابرين











طباعة
  • المشاهدات: 4956
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-03-2025 10:05 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل توسع واشنطن نطاق ضرباتها على الحوثيين لتشمل استهداف مواقع إيرانية بشكل مباشر؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم