22-03-2025 02:19 PM
بقلم : غيث القرالة
يحل يوم 21 من آذار كل عام حاملاً معه ذكريات البطولة والفداء حيث يستذكر الأردنيون والعرب معركة الكرامة التي خاضها الجيش العربي الأردني عام 1968 ضد العدوان الإسرائيلي فكان ذلك اليوم شاهداًعلى الصمود والانتصار وفي اليوم ذاته يحتفل العالم بـعيد الأم تكريماً للمرأة التي تجسد أسمى معاني التضحية والعطاء وبين معركة الدفاع عن الأرض ورسالة الأمومة نجد قاسماً مشتركاً عظيماً الكرامة التي لا تباع والتضحية التي لا حدود لها.
تعتبر معركة الكرامة ملحمة البطولة والفخر ففي صباح يوم 21 آذار 1968 شنت القوات الإسرائيلية هجوماً واسعاً على منطقة الكرامة في الأغوار الأردنية بهدف تحقيق مكاسب عسكرية وإضعاف الروح المعنوية لكن الجيش العربي الأردني تصدى للهجوم بشجاعة منقطعة النظير وأثبت للعالم أن الإرادة القوية قادرة على صنع المستحيل استمرت المعركة لساعات طويلة وانتهت بانسحاب الجيش الإسرائيلي تحت وطأة الخسائر الفادحة لتكون أول انتصار عربي على الجيش الإسرائيلي في مواجهة مباشرة ولم تكن الكرامة مجرد معركة عسكرية بل كانت رمزاً للعزة الوطنية والإصرار على الدفاع عن السيادة وأكدت أن الكرامة لا يمكن أن تنتزع بالقوة بل تصان بالإرادة والتضحيات.
وفي اليوم ذاته يحتفل العالم بعيد الأم ذلك اليوم الذي يذكرنا بنبع الحنان والقوة بالمرأة التي كرست حياتها من أجل الاسرة والتي وقفت دوماً صامدة في وجه الصعاب الأم ليست فقط راعية للأبناء بل هي المدرسة الأولى التي تزرع فيهم معاني الشجاعة والكرامة لتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات في الحياة فالأمهات الأردنيات مثالاً للصلابة والقوة ووقفن خلف أبطال الجيش العربي يربين أجيالاً تدرك قيمة الوطن وتفهم أن التضحية ليست خيار بل واجب مقدس فكما قدم الجنود أرواحهم دفاعاً عن الأرض قدمت الأمهات عمرهن في سبيل تنشئة الأجيال وبناء المجتمع.
عندما ننظر إلى معركة الكرامة ونقارنها برسالة الأمومة نجد أن كلاهما يقومان على ذات الأساس الإيثار والتضحية ففي حين ضحى الجنود بأرواحهم لحماية وطنهم ضحت الأمهات بسهرهن وجهدهن من أجل مستقبل أبنائهن وكلاهما يثبت لنا أن العزة لا تهدى بل تنتزع بالعمل والإصرار.
مجمل القول ،،،في هذا اليوم ونحن نحتفي ببطولات الكرامة ونكرم الأمهات لا يسعنا إلا أن نرفع تحية إجلال لكل جندي دافع عن أرضه ونترحم على كل جندي استشهد فداء للوطن ولكل أم وهبت حياتها لتربية أجيال تحمل الكرامة والعزة لأن الأوطان لا تبنى إلا بالسواعد القوية والقلوب العامرة بالحب والعطاء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-03-2025 02:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |