23-03-2025 01:35 AM
سرايا - قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير نشر قبل أيام، بشأن الأوضاع في سورية، إن أحداث العنف التي وقعت في المناطق الساحلية السورية مؤخرا، أجلت خطط الكثير من اللاجئين السوريين في الأردن للعودة لبلادهم.
وذكر التقرير، أن المفوضية لاحظت، وعبر محادثات مع اللاجئين، تزايد المخاوف الأمنية في الأسابيع الأخيرة، مقارنة بالسابق، مشيرة إلى أنّ اللاجئين عبّروا عن خوفهم من تصاعد العنف الطائفي والاعتقالات التعسفية والمضايقات في بلادهم.
حرية التنقل في الأردن
وبينما كان لاجئون يفكرون سابقا بالعودة لسورية، بخاصة بعد شهر رمضان، تسببت حوادث العنف في المناطق الساحلية بتأجيل كثيرين لخططهم، حتى لو لم تكن هذه المناطق وجهتهم المقصودة للعودة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حظر التجول المُبلّغ عنه في بعض المناطق (مثل حمص) يزيد من ترددهم، إذ اعتادوا على حرية التنقل في الأردن.
وبحسب التقرير، فبرغم تأثير التحديات الاقتصاديّة التي يعيشها السوريون في المملكة، والتي كانت تدفع باتجاه قرار العودة لسورية، خصوصا مع تقييد تصاريح العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة، والتأخير في إجراءات إعادة التوطين، إلّا أنّ نقص سبل العيش والخدمات الأساسية في سورية، إلى جانب المخاطر الأمنية، يجعل قرار العودة بالغ الصعوبة.
المفوضية تسجل عودة 49 ألف لاجئ
وذكر التقرير أنه وحتى 15 آذار (مارس)، عاد 49 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية من الأردن لسورية منذ 8 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وخلال الأسبوع الماضي: من 9 إلى 15 آذار (مارس)، بلغ متوسط عدد اللاجئين العائدين 135 فردا يوميا.
يأتي هذا في وقت كان فيه الأردن، أكد في 18 الشهر الحالي على لسان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي في مؤتمر بروكسل الـ9، أهمية دعم الشعب السوري بإعادة بناء بلده. مشددا على أن حل قضية اللاجئين، يكمن بعودتهم الطوعية لوطنهم، "ولكن إلى أن تتهيأ الظروف لعودتهم، يجب تلبية احتياجاتهم، ولا يمكن للدول المضيفة تحمل العبء بمفردها".
انخفاض تمويل الاستجابة للاجئين
وأشار لانخفاض تمويل الاستجابة للاجئين، بما في ذلك تمويل الوكالات التي ترعاهم، بأنه "أمرٌ مثير للقلق"، مذكّرا بأنه لولا دعم الجهات المانحة، لما استطاع الأردن دعم اللاجئين بالطريقة التي يدعمهم بها، مستشهدا على ذلك بحقيقة أن 11 % من طلبة المدارس، لاجئون سوريون.
التفكير بالعودة في السنوات الخمس المقبلة
وكانت المفوضية كشفت في استطلاع "تصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة لسورية"، عن أنّه وبعد سقوط حكومة الأسد، فإنّ أكثر من نصف اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة: الأردن ومصر والعراق ولبنان، لا يفكرون بالعودة لبلادهم قريبا.
وذكرت أن 40 % من اللاجئين السوريين بالمملكة ينوون العودة خلال عام، بينما 56 % ممن لا ينوون العودة أو لم يتخذوا قرارهم بالعودة، بل ينوون العودة خلال السنوات الخمس المقبلة، وكان 85 % من اللاجئين في المملكة، أجابوا بأنّهم "يأملون بالعودة لسورية يوما ما".
فيما يعتزم أكثر من ربعهم العودة لإعادة بناء حياتهم في غضون 12 شهرا مقبلة.
اقتصاد مدمر وفقر مستشر
وأكد التقرير، الذي حمل عنوان " تأثير الصراع في سورية - اقتصاد مدمر وفقر مستشر وطريق صعب نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي، " أنّ احتمال عودة اللاجئين لسورية، يظل غير مؤكد لحد كبير وصعب للغاية، نظرا للدمار الواسع النطاق، ونقص البنية التحتية، والفرص الاقتصادية المحدودة، والمخاوف الأمنية المستمرة.
من جهة أخرى قالت المفوضية، إن حركة المسافرين عبر معبر جابر كانت خفيفة خلال الأسبوع الماضي، بينما استمرت حركة النقل التجاري كثيفة، مشيرة إلى أنّه عبرت عبره منذ بداية العام 49,679 شاحنة، مقارنة بـ12,689 شاحنة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشارت إلى انّه واعتبارا من 23 آذار (مارس)، سيكون مركز جابر الحدودي مفتوحا على مدار الساعة.
وبحسب المفوضيّة، فالتركيبة السكانية للعائدين ظلت دون تغيير يُذكر بشأن الأسابيع السابقة، إذ شكلت النساء والفتيات 45 % من إجمالي اللاجئين العائدين، وبلغت نسبة الأطفال 42 %، بينما شكل الرجال في سن التجنيد (18 إلى 40 عاما) 23 % من إجمالي العائدين.
دعم 1370 لاجئا
للعودة لسورية
وأكدت المفوضية والتي حللت بيانات 20 ألف لاجئ تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما ممن عادوا إلى سورية خلال الشهرين الماضيين، أن هناك 3 آلاف شخص ممن تلقوا تعليما ثانويا، بينما حصل حوالي 800 منهم على تعليم عال. وأكمل 3 آلاف عائد تعليمهم العالي في الأردن. وأفاد 4800 عائد بامتلاكهم مهارات باللغة الإنجليزية، وانخرط 3600 عائد بأنشطة مدرة للدخل في الأردن، مكتسبين خبرة تمكنهم من المساهمة بها عند عودتهم في عدة قطاعات، بما في ذلك البناء والنقل والضيافة وتجارة الجملة والزراعة والتصنيع والخدمات المجتمعية.
وقالت إنّه ومنذ انطلاق المشروع التجريبي للنقل في 20 كانون الثاني (يناير) العام الحالي، دعمت المفوضية السامية أكثر من 1370 لاجئا للعودة لسورية، مع الإشارة إلى أنه وقبل المغادرة، تُجري المفوضية مقابلات شخصية لضمان أن تكون العودة طوعية ومستنيرة، مع تقديم مشورة ومعلومات حول الخدمات المتاحة في سورية، ويتم تنسيق العودة بشكل وثيق مع مكتب المفوضية في سورية لدعم اللاجئين عند وصولهم إلى وجهتهم النهائية.
وفي 18 و20 آذار (مارس) الماضيين، نظمت المفوضية نقلا من مخيم الأزرق وعمان لحوالي 50 لاجئا يرغبون في العودة إلى سورية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-03-2025 01:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |