23-03-2025 09:33 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
هناك مشروع كبير رسمت خطوطه الاساسية في تل ابيب وتقوم الولايات المتحدة بعملية التطبيق والتنفيذ الفعلي على الأرض في منطقة الشرق الأوسط، عنوانه الرئيس تغيير شكل وجه الشرق الاوسط، ويستند الى انهاء كل اشكال المقاومة والممانعة ولدور فاعل ومتميز لدولة الكيان الصهيوني وعلى الجميع ان يقبل بل يرضخ لهذا الدور بكل مفاعيله.
أن الواقع يشي إلى الانتهاء من القضية الفلسطينية والسيطرة على الأرض من النهر الى البحر والانطلاق لمرحلة جديدة لكي يكتمل المشروع الصهيوني بكل اعمدته واهدافه الطويلة المدى التي سوف تتوج بقيام اسرائيل الكبرى.
ان المشروع الصهيوني بالمنطقة بدأ مع مؤتمر بازل العام ١٨٩٧ ومع بداية الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ بدأ التنفيذ واخذت المرحلة الاولى حتى العام ١٩٤٧ لاعلان قيام دولة اسرائيل خمسين عاماً على المرحلة الاولى وبعدها بعشرين عاماً تم احتلال كامل فلسطين وسيناء والجولان وكانت حرب التحرير والتحريك للقضية العام ١٩٧٢ أدت الى كامب ديفيد وتحييد مصر عن الصراع وتدريجياً، وعشرون عاماً اخرى تم عقد اوسلو العام ١٩٩٢ التي أدت الى انهاء منظمة التحرير الفلسطينية وانهاء الكفاح المُسلح وخلال هذه الفترة تراجعت جذوة التحرير والاكتفاء أري?ا–غزة اولاً، وبعد مرور ٥٠ عاماً من اخر حرب عربية–اسرائيلية جاءت احداث غزة العام 2023 ولو لم تكن هناك ٧ اكتوبر لقامت بها اسرائيل لانهاء المقاومة نهائياً وكسر ارادة الشعب الفلسطيني. فالمشروع الصهيوني قائم ويعمل على تنفيذه مرحلة–مرحلة، فبعد ان سيطرت على الجمهورية في الولايات المتحدة وتجذرت في مفاصل النظام السياسي شخوصاً ومنظمات ومؤسسات فهي تسعى لتحقيق ما يُسمى بالامبرطورية الجديدة المُسيطرة على العالم اجمع، وكل من يحاول الخروج عن هذا الخط يتم فصله او محاكمته او التخلص منه، فنحن في الوطن العربي ضمن اطار هذا ال?شروع الصهيوني الكبير فمن يسيطر على الشرق الاوسط قلب العالم يستطيع السيطرة على العالم. وزير الدفاع الامريكي الجديد يرى ان الصهيونية والأمركة هما الجبهة الأمامية للحضارة الغربية، ومن يعتقد بالولاء المزدوج (الاسرائيلي–الامريكي) هو مخطئ وانها رابطة ابدية لا تنفصم، أن هذه الرابطة تمثل الايمان، الحرية والتقاليد الدينية المشتركة وان حضارتنا التي نقودها اليوم هي عكس او ضد العلمانية والاسلاموية ومُعاداة السامية وان الرئيس ترامب هو الصديق الحقيقي لاسرائيل، وعليه يفهم من هنا أن هناك ارتباطا لا ينفصم بين اسرائيل وامري?يا وكما قلنا في البداية ان نتنياهو وفريقه اليميني المُتطرف هم من رسموا وخططوا للمشروع ويتم تنفيذه–تدريجياً في غزة، اليمن، سوريا وبعدها العراق وإيران. تقود الحكومة الاسرائيلية اليوم تحولاً في مفهوم الدولة من الدولة العلمانية–الديمقراطية الى الدولة الدينية. المتطرفة وهي حرب حقيقية تدور رحاها داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي وستقود إلى الهيمنة التوراتية على المؤسسة العسكرية بعدما تمت السيطرة على المؤسسة السياسية، بشكل ٦٤٪ من الشعب الإسرائيلي الاتجاه الديني المُسيطر على الحُكم اليوم وسينتصر الاتجاه الديني في ال?هاية، أن المعركة القادمة في فرض السيادة الاسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية فلا دولة فلسطينية مستقلة المشروع المدفون اسرائيلياً هناك شرق اوسط جديد بدل سايكس- بيكو سيكون مشروع ترامب–نتنياهو الذي يتم تغييرا في الخرائط على اساس الجغرافيا الامنية لحماية دولة اسرائيل، لبنان ستكون الهدف القادم وما لم تقبل بسلام القوة سيكون هناك اجتياح بري للجنوب وارضاخ الطائفة الشيعية، وبكل الأحوال فالجميع مُستهدف ولا احد خارج اهداف هذا المشروع الكبير سمّي هذا المشروع بـ «التغيير النظيف» او ما ينادي به ترامب–نتنياهو «سلام القو?»، وعليه فإننا امام مرحلة من مراحل تطور الحركة الصهيونية للسيطرة على المنطقة ارضاً وشعوباً وبعد ثلاثة عقود من الزمن انتظروا المرحلة الأخيرة وقيام اسرائيل الكبرى.
الجامعة الأردنية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-03-2025 09:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |