حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,26 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2587

أنوار رعد مبيضين تكتب: غزة تحت النار ، بين الحسابات الاستراتيجية والمجازر الإسرائيلية

أنوار رعد مبيضين تكتب: غزة تحت النار ، بين الحسابات الاستراتيجية والمجازر الإسرائيلية

 أنوار رعد مبيضين تكتب: غزة تحت النار ، بين الحسابات الاستراتيجية والمجازر الإسرائيلية

24-03-2025 11:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أنوار رعد مبيضين
تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الشمال والوسط والجنوب، تزامنًا مع عملية برية وصفها بالمحدودة، تمكن خلالها من السيطرة على محور نتساريم، في حين تمركزت قواته على الشريط الحدودي في محور فيلادلفيا برفح ، وسط هذا العدوان، خرج وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتصريح يحمل تهديدًا واضحًا للفلسطينيين في القطاع، مؤكدًا أن "القادم سيكون أشد قسوة"، في تصعيد لفظي يعكس نوايا الاحتلال لمواصلة الإبادة الجماعية ، في حين أسفرت المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذ فجر الثلاثاء 18 مارس/آذار، عن استشهاد 710 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 900 آخرين، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفق ما صرّح به المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران ، معظم الإصابات وُصفت بالخطيرة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية نتيجة القصف العنيف، وانقطاع الوقود عن المستشفيات بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر، مما يهدد حياة الجرحى ويزيد من حجم الكارثة الإنسانية ، فالهجوم الإسرائيلي الأخير يُعد خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في 19 يناير/كانون الثاني الماضي ، ورغم ذلك، التزمت المقاومة بضبط النفس في الأيام الأولى، محملةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد، ومؤكدةً أن مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أصبح على المحك ، كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى عقد جلسة عاجلة لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها الوحشي ، ومع دخول العدوان يومه الثالث، جاء رد المقاومة الفلسطينية مزلزلًا، إذ أعلنت كتائب القسام عن قصف تل أبيب ظهر الخميس 20 مارس/آذار، في أول استهداف للداخل الإسرائيلي منذ أشهر، ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين ، لكن السؤال الذي شغل الكثيرين: لماذا تأخر الرد حتى اليوم الثالث من العدوان؟ والإجابة هنا تكمن في تصريحات المقاومة التي ترى أن قرار العودة إلى الحرب هو مسألة إرادة وقرار استراتيجي، وليس مجرد رد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية ، وبحسب القيادي في حركة حماس، سهيل الهندي، فإن توقيت الرد يظل رهينًا بحسابات المعركة والميدان، وليس مرتبطًا بقدرة المقاومة العسكرية، التي لا تزال قوية رغم الحرب الطويلة ، ويشير المحلل العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إلى أن المقاومة اتبعت نهجًا تكتيكيًا في تعاملها مع العدوان، إذ فضّلت عدم الكشف المبكر عن إمكانياتها الدفاعية والهجومية، خصوصًا في ظل انتشار طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، التي تراقب أي تحركات في غزة ، كما أن الحصار المشدد يفرض عليها إدارة مواردها العسكرية بحذر، لضمان استمرارية المعركة إذا تطلب الأمر ، وتعلم المقاومة أن الاحتلال يسعى لاستفزازها بهدف إفشال المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، ومنح حكومة نتنياهو ذريعة لمواصلة التصعيد ، لذلك، لجأت حماس إلى استخدام كافة القنوات الدبلوماسية لإبقاء التهدئة "على أجهزة التنفس"، وفق تعبير بعض المحللين، خاصة في ظل الجهود المكثفة التي تبذلها القاهرة والدوحة للتوصل إلى اتفاق جديد ، ورغم الدمار الهائل، تؤكد تقارير عديدة أن الفصائل الفلسطينية لا تزال تحتفظ بقدراتها القتالية ، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن حماس والجهاد الإسلامي أعادتا هيكلة صفوفهما، واستقطبتا مقاتلين جددًا، بالإضافة إلى إعادة تدوير الذخائر غير المنفجرة لاستخدامها في المعركة ، كما أن استعراض القوة الذي قدمته المقاومة في ملف الأسرى الإسرائيليين أثبت أن الحديث عن "تفكيك قدراتها العسكرية" مجرد وهم ، وتدرك حماس أن أي تصعيد واسع النطاق من جانبها قد يُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، وهم الورقة الأهم لديها في هذه المرحلة ، بالتالي، تحاول المقاومة أن توظف هذا الملف للضغط على الاحتلال وإجباره على وقف الحرب، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة التي تمارسها عائلات الأسرى الإسرائيليين على حكومة نتنياهو ، وفي ظل استمرار العدوان الوحشي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة الاحتلال على تحقيق أي إنجاز عسكري حقيقي ، فمعركة غزة لم تعد مجرد مواجهة بين جيش متفوق تقنيًا ومقاومة محدودة الإمكانيات، بل أصبحت اختبارًا لقدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه وسط مقاومة شرسة ترفض الاستسلام، وجبهة داخلية إسرائيلية مضطربة بسبب الانقسامات السياسية والضغوط المتزايدة لإنهاء الحرب ، والواضح أن غزة لا تزال صامدة، والمقاومة لم تُهزم، رغم مرور 472 يومًا من العدوان ، والاحتلال يواصل قصفه العشوائي وجرائمه الوحشية، لكن دون أن يحقق أي نصر حقيقي ، وفي المقابل، تدير المقاومة معركتها بحنكة، وتفرض قواعد جديدة على الأرض، مما يضع الاحتلال أمام خيارات محدودة، بين استمرار الحرب بكل تكلفتها، أو القبول بتسوية لا تلبي أطماعه التوسعية ، وفي النهاية، تبقى غزة عنوانًا للصمود، بينما يبقى الاحتلال متورطًا في معركة استنزاف لن تنتهي إلا بخسارته السياسية والعسكرية، عاجلًا أم آجلًا . ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .











طباعة
  • المشاهدات: 2587
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-03-2025 11:12 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل توسع واشنطن نطاق ضرباتها على الحوثيين لتشمل استهداف مواقع إيرانية بشكل مباشر؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم