25-03-2025 09:36 AM
بقلم : يحيى الحموري
ها هي الأرضُ تئنُّ تحت وطأة الظلم، وتصرخُ السماءُ من فُحشِ الجريمة، وتبكي الشوارعُ أطفالاً حُفاةً يُطاردهم الموتُ من زاويةٍ إلى زاوية، ومن رُكنٍ إلى رُكن… لكن العالمَ لا يسمع، لا يرى، لا يهتزُّ له جفنٌ، ولا يرفُّ له قلبٌ، كأنَّ في صدره صخراً لا يخترقه نداءُ المستغيثين، ولا تلينه دموعُ الثكالى والمكلومين!
ويحكم أيها المتخاذلون!
أيُّ بشرٍ أنتم؟ أيُّ إنسانيةٍ تدَّعون؟ كيف تنامون على فراش الراحةِ وهناك من يبيتُ تحتَ الأنقاضِ بلا غطاء؟ كيف تأكلون من موائدكم الفاخرةِ وهناك من يموتُ من الجوع؟ كيف تبتسمون وأمامكم أنهارٌ من الدموع؟
يا من تجلسون على عروشكم المذهَّبة، فوقَ جثث الأبرياء، وتتباهون بشعاراتٍ جوفاءَ خاويةٍ كضمائركم، أما آنَ لأيديكم أن ترتعش؟ أما آنَ لأعينكم أن تدمع؟ أما آنَ لقلوبكم أن تفقهَ حجمَ الخيانة؟
أنتمُ القتلةُ وإنْ لم تحملوا السلاح، أنتم المجرمونَ وإنْ لم تَخضبوا أيديكم بالدماء، أنتم العارُ الذي سيلعنُهُ التاريخُ ما دامت الأرضُ تدور!
أما أنتم يا من تُسفك دماؤكم ظلماً، يا من تُحرقُ أحلامكم قهراً، يا من تُسلبُ أرواحكم غدراً، فأنتمُ الطُّهرُ في زمنِ الدنس، أنتمُ الحقُّ في عالمِ الباطل، أنتمُ الضوءُ في عصرِ العتمة… لا تظنوا أنَّ الدمَ يُراقُ عبثاً، فكلُّ قطرةٍ تنبتُ ثورة، وكلُّ صرخةٍ تهزُّ عروش الطغاة، وكلُّ شهيدٍ يوقظُ ماردَ الغضبِ النائم!
اصبروا… فما طغى ظالمٌ إلا أزاحه التاريخُ إلى مزابله، وما استكبرَ جبَّارٌ إلا قصمته عدالةُ السماء، فاللهُ حيٌّ لا ينام، والليلُ وإن طال فلا بدَّ للفجر أن يولد، ولا بدَّ للحقِّ أن ينتصر، ولو بعد حين!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-03-2025 09:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |