سرايا - لم تعد المواعدة في التطبيقات الوسيلة المثيرة والأكثر جاذبية للباحثين عن قصة حب مثالية في المغرب، بل صار البث المباشر على "تيك توك" رحلة البحث عن الحب أمام ملايين المتابعين من العالم وجها لوجه.

وأثار تفاعل ملايين المغاربة والعرب مع "التيك توكر" المغربي "فقيه"، جدلا كبيرا، بسبب استهدافه للشباب والمراهقين الذين يبحثون عن فرص مواعدة مقابل هدايا يتلقونها على المباشر.

"الخطاب الافتراضي".. قناص الهدايا
ويحاول "الفقيه" عبر بثه المباشر، على صناعة الفرح بين زوجين محتملين، كوسيط بينهما يقنعهما ببعضهما بعضا، في أسلوب تقليدي محافظ، مقابل نيل هدايا على بثه.

ونال محتواه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من شريحة كبيرة من المجتمع، حيث نبه الكثيرون من خطر الاحتيال العاطفي والابتزاز الإلكتروني والنصب.

زواج الفاتحة على "تيك توك".. جريمة أم تفاهة؟
وبعد نجاحه في إقناع شركاء محتملين، لا يتردد "الوسيط الافتراضي"، بعد ضغط المتابعين في تقمص دور "العدول" ويقرأ الفاتحة على المباشر، ويبارك ارتباطهما.

وحول الظاهرة، تقول بشرى المرابطي، باحثة في علم النفس الاجتماعي، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن المواعدة شهدت تحولات كثيرة في مجتمعنا، وعلى المنصات الرقمية وخاصة "تيك توك"، عبر الصوت والصورة، وبشكل سريع، يعني الحسم في اختيار الشريك في ثوان وأمام آلاف المتابعين.


وترى الباحثة المغربية أن صناعة هذا النوع من المحتويات قد يكون له تأثير خطير على المجتمع، خاصة أن الكثيرين يرونه أمرا إيجابيا في الوقت الذي يعرف فيه العزوف عن الزواج ارتفاعا كبيرا، غير أن الحذر من اتخاد القرارات المصيرية دون تعارف بين طرفين على أرض الواقع يبقى محفوفا بالمخاطر.

وأضافت المرابطي قائلة: "على أن الزواج لابد فيه من تحقق بعض الشروط بين الطرفين المقبلين على الزواج بما فيها من أوجه الاختلاف والالتقاء والتوافق النفسي والذهني والاجتماعي والمادي".

وأشارت الباحثة في علم النفس الاجتماعي إلى المشاكل التي قد تضع الشباب بدائرة الانتقاد والرفض والاصطدام مع عائلاتهم ومحيطهم الذي غالبا ما يرفض هذا النوع من الزيجات.

وأكدت الأخصائية الاجتماعية أن احتمالية تعرض النساء والرجال الذين يقدمون أنفسهم كباحثين على شريك الحياة إلى النصب والاحتيال، كما أن صناع هذا النوع من المحتويات الذين يقدمون أنفسهم كوسطاء يبحثون عن الشهرة والاغتناء بتقديم أوهام مثالية لفرص زائفة.

ونبهت بشرى المرابطي إلى ضرورة تفاعل السلطات مع هذا النوع من المحتويات وتجريمها، خاصة التي يقوم فيها الوسيط بدور المؤسسات والدولة في تزويج الشباب، وتجاوز القانون والقيم المجتمعية.

• إقرأ أيضاً : الولايات المتحدة .. حذف أسماء 7 ملايين شخص تزيد أعمارهم عن 120 عاما من سجلات الضمان الاجتماعي
• إقرأ أيضاً : مسجد الكريستال .. أعجوبة من البلور فائقة الجمال
• إقرأ أيضاً : رمضان في روسيا .. كيف يصوم 26 مليون مسلم؟