26-03-2025 01:06 PM
بقلم : نضال انور المجالي
في مدينة أردنية صغيرة، أصبح مقهى "شكوك" رمزًا لعلاقة متوترة بين الحكومة والشعب. كل مشروع حكومي، مهما كان حسن النية، يتحول إلى مادة دسمة للتحليل والتخمين، حيث تتناثر الشائعات والاتهامات. حتى مشروع تطوير منطقة سياحية، كان يهدف لتوفير فرص عمل للشباب، لم يسلم من سهام الشكوك.
لكن هذه المرة، قررت الحكومة أن تكسر حاجز الصمت، وأن تخرج من مكاتبها المكيفة لتتواصل مباشرة مع الناس. دعت زبائن مقهى "شكوك" إلى جولة في موقع المشروع، وشرحت لهم أهدافه وفوائده. كانت هذه الخطوة بمثابة شرارة أمل، حيث أدرك الناس أن الحكومة ليست بعيدة عنهم، وأنها تسعى جاهدة لتحسين حياتهم.
لكن مجرد جولة واحدة لا تكفي. أدركت الحكومة أن التواصل الفعال هو نهج مستمر، وليس مجرد حدث عابر. بدأت بتنظيم لقاءات دورية في المناطق الأكثر تضررًا، واستمعت إلى قصص الناس ومعاناتهم، وناقشت معهم الحلول الممكنة. كما أطلقت برامج تدريبية وتأهيلية للشباب، وفتحت قنوات للتواصل مع أصحاب الأعمال، بهدف توفير فرص عمل مناسبة.
لكن رغم هذه الجهود، ما زال المواطن الأردني يشعر أنه محاصر في "زجاجة" ضيقة، يرى النور من بعيد، لكنه لا يستطيع الوصول إليه. الفقر والبطالة ينهشان في جسد المجتمع، واليأس يتسلل إلى القلوب.
لذلك، نرفع صوتنا عاليًا، ونطالب الحكومة بالخروج من "عمق الزجاجة". نريد أفعالًا ملموسة، لا وعودًا جوفاء. نريد حلولًا جذرية، لا مسكنات مؤقتة. نريد أن نشعر بأننا جزء من هذا الوطن، وأن مستقبلنا يهم الحكومة.
إن التواصل الفعال هو مفتاح الخروج من هذه الأزمة. يجب على الحكومة أن تنزل إلى الشارع، وأن تستمع إلى صرخات الناس، وأن تفهم معاناتهم. يجب أن تكون هناك قنوات تواصل مفتوحة، حيث يستطيع المواطن أن يعبر عن رأيه بحرية، وأن يقترح حلولًا لمشاكله.
الشفافية والمحاسبة هما أساس بناء الثقة. يجب أن تكون هناك معلومات واضحة ومتاحة للجميع حول المشاريع الحكومية، وحول كيفية إنفاق المال العام. يجب أن يكون هناك نظام محاسبة فعال، حيث يتم محاسبة المسؤولين عن أي تقصير أو فساد.
الشباب هم طاقة الأمل، وهم القوة الدافعة للتغيير. يجب على الحكومة أن تستثمر فيهم، وأن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والعمل. يجب أن تفتح لهم الأبواب للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ترجمة رؤى القيادة إلى واقع ملموس
إن رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، التي تركز على تمكين الشباب، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الشفافية، يجب أن تترجم إلى واقع ملموس على أرض الواقع. يجب على الحكومة أن تعمل بجد وإخلاص لتحقيق هذه الرؤى، وأن تبني جسورًا من الثقة مع المواطنين.
إن الخروج من "الزجاجة" ليس مهمة مستحيلة، ولكنه يتطلب إرادة قوية، وتصميمًا على التغيير. يجب على الحكومة أن تستمع إلى صوت الشعب، وأن تعمل بجد وإخلاص لتحقيق تطلعاته. حان الوقت لأن نخرج من هذه "الزجاجة"، وأن نبني مستقبلًا أفضل للأردن.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-03-2025 01:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |