26-03-2025 01:15 PM
بقلم : ماجد الفاعوري
في الأشهر الأخيرة تصاعد الجدل على منصات التواصل الاجتماعي الأردنية، خصوصًا على إكس (تويتر سابقًاوتيك توك وفيسبوك حول الموقف من القضية الفلسطينية وطبيعة العلاقة بين الأردن وإسرائيل برز ما يُعرف بـ"التايم الأردني" كميدان رئيسي لهذه النقاشات حيث تحوّل إلى مساحة للتعبير عن المواقف السياسية لكنه في الوقت ذاته شهد موجات متتالية من المناكفات، الاتهامات، والمهاترات بين الأطراف المختلفة في خضم هذه الأجواء المشحونة طُرحت قضايا معقدة تتعلق بالهوية الوطنية، الولاء والانتماء، ودور الدولة الأردنية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
أولًا: التايم الأردني.. ساحة حرب إلكترونية أم نقاش وطني؟
ما هو "التايم الأردني"؟
"التايم الأردني" هو المصطلح الذي يستخدمه المغردون الأردنيون لوصف المساحة الخاصة بهم على منصة إكس حيث يجتمع الأردنيون بمختلف خلفياتهم لتبادل الآراء حول القضايا المحلية والعالمية في الأسابيع الأخيرة أصبح هذا الفضاء الإلكتروني ساحة مفتوحة للنقاش السياسي الحاد خاصة حول القضية الفلسطينية مما أدى إلى انقسام واضح بين المستخدمين
الانقسام في الرأي: تأييد ومناهضة
بشكل عام تنقسم النقاشات على التايم الأردني إلى تيارين رئيسيين
التيار المؤيد لدعم المقاومة الفلسطينية: يرى أن دعم حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية هو واجب قومي وديني وينتقد أي مواقف رسمية أو شعبية قد تُفسَّر على أنها تهادن إسرائيل
التيار المنتقد للمقاومة أو المحايد يعبّر بعض المستخدمين عن مواقف أكثر تحفظًا مشيرين إلى الضرورات السياسية والمصالح الوطنية الأردنية ويرفضون توريط الأردن في الصراعو يُتهم هذا التيار أحيانًا بالتطبيع أو الخضوع لضغوط خارجية
تصاعد الاتهامات والمهاترات
مع تصاعد الأحداث في غزة والضفة الغربية اشتدت حدة النقاشات على مواقع التواصل وبدأت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين
اتهام الدولة الأردنية بالتعاون الأمني مع إسرائيل والسماح باستخدام أجوائها لاعتراض الهجمات على تل أبيب
اتهام المعارضين لسياسة الأردن بأنهم ينفذون أجندات خارجية أو يسعون لإثارة الفوضى تبادل الاتهامات بين الأردنيين من أصول فلسطينية وبين الأردنيين من أصول شرق أردنية حول الولاء والانتماء
ثانيًا: الأردنيون من أصول فلسطينية.. عزوف سياسي أم إقصاء ممنهج؟
دورهم في الحياة السياسية الأردنية
يُقدَّر أن ما بين 25-35% من سكان الأردن هم من أصول فلسطينية لكن هذه الفئة لا تتمتع بتمثيل سياسي يتناسب مع حجمها و يلاحظ البعض أن نسبة مشاركتهم في الانتخابات النيابية والبلدية منخفضة مما يثير التساؤلات حول أسباب العزوف والتي تشمل الشعور بالإقصاء السياسي ويعتقد بعض الأردنيين من أصول فلسطينية أن النظام السياسي الأردني يضع عراقيل أمام وصولهم إلى مراكز صنع القرار
وتشمل ايضا الأولويات الاقتصادية ويفضل كثيرون التركيز على فرص العمل والاقتصاد بدلاً من الانخراط في الحياة السياسية
وهنا يأتي الارتباط العاطفي بالقضية الفلسطينية مما يرى بعضهم أن الأردن مجرد محطة مؤقتة وأن التركيز يجب أن يكون على تحرير فلسطين
الاتهامات المتبادلة: تجنيس أم استيعاب؟
بعض الأردنيين من أصول شرق أردنية يخشون أن يؤدي الاندماج الكامل للفلسطينيين في النظام السياسي إلى "تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها" معتبرين أن منحهم حقوقًا سياسية كاملة قد يخدم مخططات التوطين
في المقابل يرى الفلسطينيون في الأردن أن هذه المخاوف مبالغ فيها ويطالبون بتمثيل عادل دون المساس بالحق الفلسطيني في العودة
ثالثًا: الحسابات الوهمية.. سلاح رقمي لإثارة الفتنة
كيف تؤثر الحسابات المجهولة على الجدل؟
وفقًا لتقارير محلية ودولية فإن بعض الحسابات المجهولة أو المدارة من جهات خارجية تسعى إلى تضخيم الخلافات الداخلية بين الأردنيين سواء بين الأردنيين من أصول فلسطينية والشرق أردنيين أو بين مؤيدي ومعارضي المقاومة
نشر معلومات مضللة عن سياسات الأردن تجاه إسرائيل وفلسطين مثل الادعاء بأن الحكومة الأردنية تدعم إسرائيل عسكريًا
خلق موجات من الهجوم الإلكتروني على شخصيات سياسية وصحفيين يعبرون عن آراء مخالفة
الحسابات ذات الطابع الإسرائيلي
أشار صحفيون أردنيون إلى أن هناك حسابات إسرائيلية تحاول توجيه الرأي العام الأردني ضد المقاومة الفلسطينية من خلال
نشر تغريدات تنتقد فصائل المقاومة وتصفها بالإرهاب
التركيز على الترويج لفكرة أن دعم الأردن للفلسطينيين يأتي على حساب المصالح الوطنية
إثارة الانقسامات داخل المجتمع الأردني عبر تعليقات مستفزة وموجهة
وعلينا انو نوضح موقف الدولة الأردنية من الجدل الدائر وكيفية التعامل مع هذا الفضاء الالكتروني
تعاملت الدولة الاردنية مع هذا الملف الحساس من خلال خلق حالة من التوازن بين الموقف الرسمي والشعبي من خلال الخطابات المباشرة وغي المباشرو واللقاءات المتواصلة لجلالة الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الاردنية وحالة ضبط النفس لدى الاجهزة الامنية
وايضا تحاول الحكومة الأردنية الموازنة بين الضغط الشعبي المناصر للقضية الفلسطينية وبين التزاماتها الدولية والإقليمية وقد ظهر ذلك في
في دعم الجهود الدبلوماسية لحل الصراع مع التأكيد على أن الأردن لن يكون جزءًا من أي مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية
التصدي لحملات التشكيك والتضليل
أكد وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني أن هناك جهات تحاول إضعاف الموقف الأردني من خلال بث أخبار مضلل وأشار إلى أن الأردن سيظل داعمًا للحقوق الفلسطينية لكنه لن يسمح باستخدام أراضيه للانخراط في صراع مباشر مع إسرائيل
الأردن بين نار الداخل وضغوط الخارج
تُظهر النقاشات الحادة على وسائل التواصل الاجتماعي حول القضية الفلسطينية أن المجتمع الأردني يعاني من حالة استقطاب متزايدة والتي يتم تغذيتها من خلال بث رسائل تحاول استغلال مواقف تاريخية مثل :
1. الانقسامات التاريخية بين الأردنيين من أصول مختلفة واستغلا احداث مر عليها اكثر من خمسون عاما لاستقطاب خطاب الكراهية
2. التأثير الإعلامي والحسابات المشبوهة التي تثير التوترات
3. الضغوط السياسية التي تواجهها الحكومة في التعامل مع الملف الفلسطيني
في ظل هذه التحديات يبقى السؤال المطروح والأخطر هنا نتساءل
هل سيتمكن الأردنيون من تجاوز خلافاتهم والتوحد خلف موقف وطني مشترك أم أن "التايم الأردني" سيظل ساحةً لصراعات داخلية تخدم أجندات خارجية؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-03-2025 01:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |