08-02-2020 11:50 AM
سرايا -
موسى العجارمة - قيمة إنسانية ثقافية عرفها المشاهد بالبساطة والعفوية والجدية والتألق، قدمت العديد من الأعمال الفنية التي تركت أثراً كبيراً في ذاكرة وقلب المشاهد دون أية مقدمات.
إنه فنان ذو قيمة إبداعية لا يمكن الوقوف عنده إلا بالاستعانة لقاموس ومعجم الإبداع اللغوي؛ لإنصاف صدقه وتفانيه تجاه مهنته التي أحبها وأحبته بكلِّ التِّرحاب والارتياح، قدم العديد من الأعمال الفنية والمسرحية والدرامية والسينمائية خلال مسيرة امتدت لقرابة الـ(30) عاماً.
الفنان أندريه سكاف يتحدث لـ"سرايا" عن رحلته في عالم الفن، وأقرب الشخصيات الدرامية التي قدمها خلال مسيرته الفنية، وأبرز الذكريات التي رافقته خلال وجوده في الأردن عبر المقابلة التالية:
- اتممت الـ(30) عاماً في مهنة التمثيل، وقدمت العديد من الأعمال الفنية، بماذا تخبرنا عن هذه الرحلة من مواقف إيجابية وسلبية ؟
ضحك...وقال: أنا نشيط فنياً، لدي مسرحيات كثيرة ومئات المسلسلات وعملت في الإذاعة والسينما، وحتى في مجال الإعلانات، أتذكر من هذه الرحلة الكثير من الأمور الإيجابية التي شكلت لي علامة فخر وسعادة، أما السلبيات كانت قليلة نوعاً ما.
والإنسان بطبعه هو من يرسم طريقة عمله، وبفضل الله أنا مازالت أكن كامل المحبة للجميع، ولغاية اليوم أذهب إلى موقع التصوير وأنا بكامل حماسي وسعادتي مما يعكس ذلك على الأداء العام بصورة إيجابية بحته.
* "بهلول" أقرب الشخصيات على قلبي
- من بين الأعمال التي قدمتها على الشاشة، ما هو العمل الأقرب على قلبك؟
أقرب الأعمال على قلبي الذي لغاية اليوم أجد الناس تتحدث عنه بكل محبة وشغف : مسلسل (أعقل المجانين) الذي قدمت به شخصية (بهلول)، هذا الكركتر أحبه كثيراً؛ كونه يحمل كافة تناقضات الحياة ويقدم دائماً حلولاً تشريعية لكافة المشاكل ويمتلك نزعة إنسانية ويميل دائماً إلى الخير .
- من أكثر ممثلة شكلت معها ثنائي جميل بوجهة نظرك؟
ليس هناك ممثلة معينة، لدي تجارب مع معظم الممثلات السوريات والعربيات في كافة المسلسلات ولم أشكل ثنائي مع احدهن، مع كامل الاحترام لهن جميعاً، وهذه المهنة تحديداً نلتقي بها مع الجميع وفي نهاية المطاف نغادر إلى منازلنا.
- اختلفنا أو اتفقنا على أندريه سكاف، لا نستطيع إنكار محبة الجمهور له في معظم الأعمال التي قدمها، كيف حققت هذه المعادلة بنجاح؟
بحسب علماء التلفزيون: إن الكاميرا إذا أحبت شخص ينعكس ذلك على الجمهور ويتم ترجمة ذلك على أرض الواقع، وأنا تحديداً برغم من تقديمي لبعض الأدوار الشريرة إلا أن الجمهور بفضل الله تعالى يكن لي المحبة الكبيرة.
والمشاهد يحترم ما أقدمه لأني أحترم عملي كثيراً، وهذه المسألة متبادلة لأن الممثل عندما يحب عمله سينعكس ذلك على الكاميرا والمشاهد سيكتشف ذلك على الفور، وتكون النتائج راقية للغاية، وأنا للأمانة وأقدر وأحترم المشاهد كثيراً.
- قدمت في الكوميديا العديد من المسلسلات كان منها: (لو جارت الأيام، ببساطة، كونتاك، بقعة الضوء، الطواريد، عيلة 5 نجوم، يوميات مدير العام)، والعديد من الأعمال:
أ- بحكم خبرتك الكبيرة في هذا الكرير، ماذا ينقص الكوميديا السورية اليوم ؟
الكوميديا توازِ التراجيديا بذات الامكانيات، الدراما الكوميديا بحاجة لمخرج يتعاطى جرعات عالية من الكوميديا، وممثلين يمتلكون أدوات كبيرة في الكوميديا، ونستقطب مواهب شابة لديهم امكانيات هائلة في الكوميديا بحجم هذه المهمة الصعبة جداً، كون هناك شعرة ما بين الكوميديا والسخافة، والكوميديا تحديداً بحاجة لأشخاص يعيرونها الجدية والإخلاص.
والكوميديا مهمه صعبة للغاية وللأسف يتم رصد ميزانيات قليلة لإنجاز مسلسلات تدرج تحتها.
- هل أنت راضٍ عن الأجزاء الأخيرة لسلسلة بقعة الضوء؟
مسلسل بقعة الضوء حاز على محبة الناس ونال مشاهدة عالية، سنوات طويلة ونحن نؤدي أدوارنا بهذا العمل، واعتقد إن بقعة الضوء مستمر دائماَ كونه يحمل مواضيع جديدة في لوحات فنية قصيرة.
وبقعة الضوء تحديداً هو عبارة عن أفلام سينمائية قصيرة تسلط الضوء على بعض المواضيع الاجتماعية والإنسانية والثقافية.
- لديك تجارب مميزة في الأعمال الأردنية ماذا تخبرنا عن تجربتك في تلك الأعمال؟
سعادتي لا توصف عندما أكون متواجداً في الأردن، لدي صديق في الأردن اسمه (عماد الشاعر) درسنا سوياً كان صديق بكل ما تحمله الكلمة، وعملت في الأردن كممثل عبر أربعة مسلسلات منها: مسلسل (مدينة النانرج) ومسلسل شو هل الحكي (نقطة تحت السطر)، وللأمانة اكتسبت معرفة أناس رائعين جداً في الأردن.
أذكر موقف طريف حدث معي في الأردن، كنت جالساً ومر من جانبي موكب زفاف وشاهدني أحد الأشخاص حينها، وترجل من مركبته والتقط صورة تذكارية معي، وبعدها توقف الموكب كاملاً والتقطتُ الصور مع العريس والعروس.
- لماذا اقتصرت مشاركات أندرية سكاف في الأدوار الثانية فقط؛ على الرغم من أدواته الفنية الكبيرة؟
اعتبر ذلك انتصارًا كوني أقدم أدوارًا ثانية وليست بطولة وتمكنت من تحقيق النتيجة التي اتمتع بها اليوم، وهذه المسألة أنا لا علاقة لي بها، إنما متعلقة بالشركات الإنتاجية والمخرجين، ربما يكون لديهم مقاييس معينة لا تناسبني.
وأنا لدي بطولات قدمتها وافتخر بها، ولكن بالمحصلة لا تعني لي بطولة العمل بقدر ما يهمني أن أكون بطلاً في أدواري.
- كان لك مشاركات كوميدية لم تكن بالمستوى المطلوب، ما سبب ذلك؟
عندما أقدم دوراً ما، أعمل كامل جهدي أن يخرج بصورة لائقة ترضي الجمهور، وما تبقى يعد توفيقاً من الله عز وجل، ولكن أحياناً تحدث إشكاليات خارج عن إرادة الشخص متعلقة بظروف العمل ككل.
- هل هناك أعمال قام بتقديمها أندريه سكاف كانت لأسباب مادية؟
جميع المسلسلات التي قدمتها كانت لأسباب مادية، إذن لماذا أعمل من الأصل!، لطالما هذه المهنة الوحيدة التي أعتاش من خلالها وكل ما اقدمه يدرج تحت مصطلح العمل.
وأنا خضت هذا الكرير عن طريق الجانب الأكاديمي عبر المعهد العالي للفنون المسرحية تحديداً، وتتلمذت على أيدٍ آمنة ممثلة بكبار الأساتذة الأكاديميين، ومن طبيعي بعد كل هذا الجهد أن أعمل بمهنتي كممثل .
- أنت من الممثلين الذين يفضلون التواجد في أكثر من عمل درامي خلال الموسم الواحد كيف استطعت تنسيق ذلك؟
أنا أعشق التمثيل وأحب المشاركة في جميع الأعمال على الرغم من الجهد الكبير الذي أبذله حول ذلك، لكن تقديم الشخصيات في الأعمال الدرامية بالنسبة لي متعة وشغف، لا أنكر المشقة التي ترافقني لتحقيق هذه المعادلة ونحن نتواجد على الشاشة من أجل محبة الجمهور.
- ولكن الممثلين الذي يتمتعون بمواصفاتك العالية يحبذون دائماً التواجد بعمل او عملين على الأكثر ؟
في وجهة نظري هذه "زعبرة" بصراحة، لأن الممثل الذي يفضل المشاركة في عملين على الأكثر عادة تكن مشاركته عبر أعمال درامية ضخمة ويكون مستفيداً من تلك المشاركات بالدرجة الأولى، وهذه لا علاقة بمواصفات النجم او الممثل الكبير هذه قناعات وللجميع حرية الأختيار.
- مسلسل (الفصول الأربعة) من الأعمال التي قدمتها وتركت أثراً لن ينسى في قلوب المشاهدين، ماذا تخبرنا عن هذا المسلسل؟
مسلسل الفصول الأربعة كان من إخراج حاتم علي وضم كبار النجوم، في تلك الفترة ونال العمل ردود أفعال إيجابية وترك أثراً كبيراً في قلوب الناس، ولغاية اليوم أجد ردود أفعال إيجابية حوله.
- كونك عايشت الدراما السورية في فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، كيف تقيم الدراما خلال تلك المراحل؟
لا استطيع تقديم النقد في مرحلة بداياتي الفنية كون خبرتي كانت حديثة ولم يكن لدي الوعي الكافي آنذاك، أريد الحديث عن الدراما السورية التي تميزت في فترة التسعينيات وكان لدينا الحظ الكبير لتأدية أدوار في مسلسلات هامة، منها:(مسلسل نهاية رجل شجاع ومسلسل هجرة القلوب إلى القلوب ومسلسل عيلة 5 نجوم ومسلسل يوميات مدير عام).
وما اختلف على الدراما اليوم، اعتقد جودة الصورة من خلال استخدام تقنيات عالية الجودة في الكاميرات، ولكن روح الدراما السورية مازالت حاضرة بقوة، لطالما عنصر التشويق موجود وتناول المواضيع الحساسة والنقد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والدراما ككل ناقدة اجتماعية انسانية فلسفية ذات مواضيع غنية تلامس مشاعر الناس لذلك نالت على محبة الجمهور.
- ما رأيك في أعمال البيئة الشامية التي تقدم اليوم؟
البيئة الشامية ادهشتنا كثيراً أول ما تم إنتاجها، كان هناك تجارب هامة ومميزة منها: أيام شامية و ليالي الصالحية وباب الحارة بأجزائها الأولى.
ولكن كثرة هذه الأعمال بأجزائها ينعكس سلباً وانا بصراحة لم أعد اتابعها بتاتاً، وسبب انحدارها كان بسبب تطفل العامل التجاري عليها.
أ- لماذا شاركت بها لطالما هذه وجهة نظرك في مسلسلات البيئة الشامية؟
هذا هو المطروح في السوق اليوم وأن كان الموسم الدرامي الواحد يضم سبعة أعمال شامية وثلاثة معاصر سأكون مضطراً للمشاركة، وبنهاية الأمر أنا ممثل.
- صف ما يلي :
*يوميات مدير عام: مسلسل في قلب والذاكرة، عمل راقي قدم نقد اجتماعي يتناول مسائل الفساد لدى الموظف الحكومي بطريقة كوميدية بحته من تأليف الأستاذ زياد الريس وبطولة الفنان أيمن زيدان، وبوجهة نظري هذا المسلسل كان من أفضل الأعمال التي قدمت.
* نهاية رجل شجاع: يعد هذا المسلسل نقطة انعطاف في الدراما السورية بدأت من عدم وجود دراما إلى الحضور بشكل قوي وملفت، حقق هذا العمل نجاحاً كبيراً وكنت محظوظاً للمشاركة به.
* شخصية بهلول : كان محطة انعطاف لي كممثل سوري متعارف عليه بتقديم الكوميديا فقط، هذا العمل قدمته بصورة عميقة من خلال الشخصية والمواضيع التي طرحت، كانت شخصية شعبية باللغة العربية الفصيحة بأداءٍ عفوي بعيداً عن التكلف، وانا أشكر ربي لأنه منحني تقديم هذه الشخصية الإنسانية .
- هل الفنان أندريه سكاف مازال متعلقاً بالكتاب كما اعتدنا عليه؟
اتمنى لو استطيع قراءة الكتب بشكل يومي، ولكن بسبب ضيق الوقت وارتباطي بالعمل، وعدا أن الشخص في بعض الأحيان يكون مزاجه غير مهيئ لذلك، ولكن الكتب المسموعة على (youtube) سهلت علي ذلك، والقراءة بشكل عام عملية ضرورية لكل فنان في شتى المجالات وهي بالأصل غذاء للروح وتوسعة للآفاق .
- ماذا عن التوافق الكبير بينك وبين النجم أيمن رضا؟
بكل صدق وأمانة أيمن رضا ممثل استثنائي ويعد من أهم النجوم الكوميديين في سوريا الذين قدموا العديد من الاعمال الكوميدية ونحن نعمل بذات الروح، والتشابه بيننا يكمن بكثرة تقديمنا للأعمال الكوميدية وقلة تقديمنا للتراجيديا.
وأيمن رضا هو طاقة إبداعية وإيجابية وجميلة، وفنان مثقف وينتقي كلماته وموهبته الفنية متعددة وان كان هناك توافقاً سأكون بقمة السعادة.
- كلمة أخيرة لوكالة سرايا الإخبارية؟
أشكر وكالة سرايا التي أتاحت لي فرصة اللقاء مع جمهوري في الأردن، وأتمنى أن أبقى عند حسن ظنهم دائماً وأقدم أعمال تنال إعجابهم.