بقلم :
هوجم فيلم حين ميسرة كثيرا بعد أن اتهموه بأنه فيلم سحاقي أو يتعرض لهذه القضية التي قد يتعلمها الجيل الشبابي و يشاهدها كثيرا على الانترنت والأقراص المدمجة الإباحية ، ولكن أظن أن قرار منع الفيلم في بعض دور السينما خاطئ تماماً، لأنه كما سمعت قبل أن شاهده أن هناك مبالغة باتهامه بالإباحية مثل الكثير من الأفلام الأخرى، ومن المؤكد أن معالجته هذه الفنية أقل بألف درجة من أي فلم غربي إباحي أو قد يتعرض لظاهرة مشابهة، وأنا اعتبر أن الكثير من الأفلام المصرية تجرأت في فضح قضايا اجتماعية كان الكتاب الصحافيين أو حتى الأدباء لا يتجرؤون الاعتراف بها سيما ما يتعلق بالأمور الجنسية ،فقد تجنبت عشرات الملاحظات من فتيات كن يرجونني أن اكتب عن التحرش الجنسي بهن من قبل الأساتذة ، وخشيت أن افتح على نفسي حرباً لا تهدأ إن تطرقت لكشف مثل هكذا تحرشات ولم تكن أقل توقعاتي من أن أقع بمشاكل مع آباء أو قضايا من مدرسين ، سيما أن أي فتاة قد تتنكر لما أسرته لي إن وصلت القضية للجامعة ،قد ارتاح ضميري عندما كتب الأستاذ سميح المعايطة عن هذا الموضوع وبكل صراحة ، أما موضع الاستمالة الجنسية بين الفتيات في بعض السكنات فقد تجنبت أيضا أن أشجع زميلة أعدت تقريراً مشابها ، لأني أحب دوماً أن نبتعد عن الحالات الشاذة ، لأن مجتمعنا لا يتقبل الاعتراف ببعض الأخطاء العابرة التي ولدتها أساليب العولمة في مجتمعنا . ونعود لفيلم حين ميسرة ، فنحن دوما يجب أن نبحث عن فائدة الفكرة وليس المظهر الخارجي فكثيرا ما نتهم بعض الأفلام أو نحارب رواية ما دون أن أتعرض هنا لذكر الأسماء بينما يكون الواقع أكثر من المعروض، ومن ثم ننتقل إلى تطبيق القرارات ضمن الإشاعات وليس التقييم الفعلي فانا عرفت أن فيلم حين مسيرة يتعرض للسحاق ،ولكن كيف حكمت بالتأكيد أني لم أشاهده بل حكمت من قراءات عديدة معظمها صحافي وكثيرا ما تنتشر الشائعة وتظهر من وراءها تحريمات ونظريات نقد تحتكم إلى شائعة وليس إلى خبر يقيني . في مرات كثيرا وأنا شاهد أفلاما مصرية تتعرض للنقد الأخلاقي أو الاجتماعي كنت أجد فيها فائدة عظيمة لأنها تقدم تجارب ونتائج مجانية للمشاهد سيما المراهقين والمراهقات فمثلا فيلم الحب في طابا عرض صورة حقيقية لمصير الممارسات الجنسية المحرمة والنتيجة لم تكن متعة مجانية بل إصابة بالإيدز ، ومع ذلك ركز النقد في الفيلم على المناظر المثيرة للممثلات اللواتي مثلن دور السائحات الإسرائيليات ، ونسينا العبرة التي تركها الفيلم ، وكثيرا من الأفلام العربية كانت تعرض لقطات مغرية ولكنها في المقابل تعرض نهايات مؤسفة لراقصات لفتيات ركضن وراء الشهرة السريعة . للظلمة ورجال العصابات ولكن مانشيتات الصور كانت أيضا لا تركز على عبرة الفيلم إنما أيضا على لقطة تظهر فيها راقصة أو الممثلة وهي ترتدي ثياب النوم ،ولكني أصر أن تلك الأفلام كانت تكشف حتى قبل الأفلام انزياحات أخلاقية حاولنا التهرب منها واعترفنا بها بعد انكشاف النتائج وقد يتحدث البعض بسذاجة أن تلك الأفلام علمتهم ولكننا نقول أن ذلك المقلد حضر الفيلم لنصفه ولم ينتظر النهاية