بقلم :
من أيقظ الكلمات من تحت وسادتي يا فقر سواك، ومن شبّ الشجن في قلمي فراحت مدامعه تسيل على الورق، كأنه متهجد يقيم الليل سالت دموعه على سجادته من خشية الله غيرك يا فقر... يا من وُلدت فينا وعشت معنا، هل لك أن تموت بموتنا وتخلي سبيل من بعدنا يعملون بألق... ويلبسون ليلهم من غير قلق، مع أني أجزم إنك الإرث الباقي فينا والمكتوب علينا في رحلة الحياة من المهد إلى اللحد.
يا فقراء الوطن... يكفيكم إنكم أغنياء من التعفف، أكتب إلبيكم مع إنكم في وجداني أكبر من الكتابة لأن حجم الألم عندكم متسع، فغيرنا يولد وفي فمه ملعقة من ذهب أما نحن فلا ملعقة .. ولا ذهب، هكذا وجدنا أنفسنا في فم الفقر... ينام صاحبنا (الفقر) وتنهضون أنتم تُقيمون أول الليل ميزانية النهار، فبين فاتورة كهرباء مجعدة لم تدفع من شهرين تلحق بها أخرى للمياه عليها بعض الحسابات من الدورة السابقة، يتلوها أجرة شقة تأكل الرطوبة من جدرانها، وتمضي فيك المعاناة وتسري مثلما يسري السم في الدم وأنت تقترب من غول البيت (المطبخ) الذي ما عرف (لا) قط قي إجابته .. وتمتد الطلبات وتحاول جاداً في كبح الرغبات التي لم تولد بعد، وبين الرغبات والطلبات تضيق عليكم العبارة لأن حجم المعاناة متسع، فتعمدون إلى تمزيق الميزانية في النصف الآخر من الليل لأن "القمرة لم تأتي على هوى الساري".
يا فقراء الوطن .. أنصحكم بأمرين اثنين، اولاهما إياكم ومرافقة زوجاتكم الحوامل إلى الأسواق، وثانهما حذاري من صحبة الصغار، فما ضرّ بالشمع إلا صحبته الفتل.
ومن اضطر منكم في ذلك فلا جناح عليه، شريطة أن يمر بالأسواق مسرعاً ومؤدباً.. وبعد سلام عليكم لأن رغيف خبزكم هو المائدة .
0777187668