حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,2 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28899

ثم أغمض عينيك حتى تراني

ثم أغمض عينيك حتى تراني

ثم أغمض عينيك حتى تراني

12-10-2015 10:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
هي جملة من أغنية أو قصيدة "هذه ليلتي" لكنها حكمة وحقيقة وطريقة سليمة للحكم على أي مشهد، فقد كان اعتماد حاسة السمع من أحد أسباب تراجع أمتنا، بحيث أهمل حكم العقل في السياق الذي حدثت فيه الوقائع، لأن لا حاسة أخرى تعمل معها، وفي زمن الانفتاح أصبحت حاسة النظر هي التي تملي علينا الأحكام والمواقف، ولذا أهمل العقل وبقيت الأحكام متسرعة، بل وانفعالية تتبع حاسة واحدة، وقد قال تعالى:" إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا" فالسمع والبصر دون تحكيم الفؤاد ليستا كافيتان أيضا لاتخاذ موقف.

لا علينا، فقد كتب على شعوبنا أن تكون منقوصة الإحساس والحواس ولذا فإنها تتميز بردود الأفعال الانفعالية والآنية، فليس ثمة فرصة لإغماض العينين بعد المشاهدة والسمع كي نخرج بموقف أو حكم سليم، أو على الأقل لنتأنى في مواقفنا.

مات الشهيد مبتسما، مات شابا، مشهد يفرحنا عن بعد، طعن مستوطن بسكين، لا شك هو عمل بطولي نفخر به، أم الشهيد تزغرد، نشعر بالنشوة، ونبقى متسمرين ننتظر سقوط المزيد من الشهداء، ولا نكلف أنفسنا مشقة تساؤل بسيط: وماذا بعد؟ وهل إذا أعلنت اسرائيل عدوانها بحرب همجية ستتمكن السكين من مواجهة الآلة الحربية؟ وهل تنام هانئة أم الشهيد بعد انتهاء مراسم الدفن؟ أم أنها تفقد معنى الحياة بعد رحيله؟

ولماذا الشباب في عمر السادسة عشرة؟ ولماذا نقول والد الشهيد ولا نقول ابن الشهيد؟ هل هي دماء الشباب المتعطشة للشهادة والدفاع عن المقدسات التي تجعلهم لا يهابون الموت؟ أو ليس من حق هؤلاء أن يعيشوا كما عاش أباؤهم؟ أليس من جاوز الاربعين أحق بالشهادة؟ وماذا ستكون النتائج مع مستعمر مدمن على صناعة المجازر؟
وغزة التي ذهب منها آلاف الضحايا تحت همجية قصفهم ماذا ستدفع؟ وما هو الثمن؟ غزة لم تزل مأساتها حاضرة، لم تزل تئن تحت وطأة الفقر والعجز والكثير من المصابين.
عن نفسي كعربية أخشى الفرح، ليس تشاؤما ولكن بفعل رصد الواقع، ولا تبهرني ولا تفرحني صور الشباب الشهداء،لأن الانتقام قد لا يبقي ولا يذر هم يستحقون أن يعيشوا وأن يعيشوا بسلام، لماذا يدفعون الثمن منفردين ولماذا نحارب نحن من وراء الشاشات وفي آخر الليل ننسى القضية وبعد مضي أيام ننشغل بقضية أخرى؟

قد تبدو قراءة غريبة نوعا ما للمشهد، هي ليست كذلك ان اغمضتم عيونكم وتركتم مسافة كافية بينكم وبين المشهد الآني
القدس والمقدسات ليست للفلسطينيين وحدهم ، فلماذا يرحلون بدمائهم وحدهم؟ ولماذا تدفع الام الفلسطينية منفردة فلذات كبدها ثمنا؟
ولماذا يصرخ الاب الذي فجع بوفاة طفلته (إصحي يابا) ومتى سيشفى هذا الأب من فاجعة قتل زوجته وطفلته؟ وماذا فعلنا نحن غير تناقل الفيديو والحزن؟ والحزن لا يفعل شيئا ولا يقلل من حجم المصاب

لست بصدد وضع حلول بديلة، لكن كلمة عقل تقال: الشباب الفلسطيني مصدر فخر غير أن السكين لن تقاوم آلات حربية اعتادت القتل والانتقام
لكم الله يا من فقدتم ابنائكم الذين دافعوا نيابة عن أمة انشغلت بمواقع التواصل الاجتماعي...ولكم جنات الخلد ايها الشهداء وعلينا واجب بأن نغمض اعيننا قليلا كي نحكم العقل
Dr.maysaquraan@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28899
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم