22-03-2016 11:32 AM
سرايا - سرايا - قد لا يكون الكثير من عّشاق الّسياحة العرب فّكروا من قبل بزيارة تلك الجمهوريّة التي تُعتبر إحدى أصغر الّدول في شبه القاّرة الهنديّة٬ ولكّن يبدو أّن الأوروبيّين والأمريكان وجدوا فيها ضالّة سياحيّة يُكّرر أكثرهمُمعاودة زيارتها لاستكمال مغامراته في أجوائها الطبيعيّة٬ وُمشاهدة ما لم يُشاهده من معالمُجغرافيّة وتاريخيّة وإنسانيّة. إذ تُشير الإحصاءات في النيبال إلى أّن معظم زّوارها من الهنود أّولاً٬ ثّم الّصينيّون٬ ثّم الأمريكيّون٬ وأخيًرا البريطانيّون والألمانيّون والفرنسيّون الذين يُفّضلون زيارتها خلال شهور فصل الشتاء لقضاء إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلاديّة في أجوائها الُمعتدلة قياًسا بالأجواء الباردة لديهم.
تمتاز النيبال بما تُقّدمه من خدمات سياحيّة ممتازةُمقارنة ببعض الّدول الُمجاورة لها٬ الأمر الذي يُشعر الّسائح أنه يدفع القليلُ مقابل الكثير. فهناك الفنادق الجيّدة بُمختلف درجاتها وتكاليف الإقامة فيها٬ منها الفنادق الفاخرة التي تُدهش السائح باستقبالها إيّاه مقابل تكاليف بسيطة٬ وأكثرها كانت في الأصل بيوتًا أو مباني سكنيّة أنيقة تّم تحويلها إلى فنادق صالحة للإقامة الّسياحيّة٬ الأمر الذي يُضفي على أجوائها طابًعا بيتيًاُمريًحا٬ كما توجد إلى جانب الفنادق الصغيرة فنادق عالميّة شهيرة كـ ”الحياة ريجنسي“ و غيره. وتوفّر معظم الفنادق والمنتجعات هُناك خدمة الإنترنت في الغرف٬ وبعضها يوفر خدمة الواي فاي في الاتصالات.
وبطاقات الائتمان العالميّة مقبولة فيُمعظم الفنادق والمطاعم والمتاجر الكبيرة٬ وكذلك الشيكات السياحيّة ما لم تزد عن 2000 دولار أمريكي. ويُمكن استبدال العملات القويّة اقتصاديًا (كاليورو والدولار) في الفنادق٬ كما تقبل محلات الصرافة الُمعتمدة هُناك العملات الخليجيّة كالّريال السعودي والدينار الكويتي والدرهم الإماراتي لاستبدالها بالروبيّة النيباليّة٬ علًما بأّن كل 72 روبيّة نيباليّة تُعادل دولاًرا أمريكيًا واحًدا تقريبًا خلال هذه الفترة الاقتصاديّة من حياة الجمهوريّة النيباليّة. ولا ضرورة للقلق بشأن المواصلات في المدن الكبرى ومنها العاصمة ”كاتماندو“؛ إذ تتوفر سيّارات الأجرة التي لا بد من الاتفاق مع سائقيها على قيمة التوصيل قبل الّركوب لعدم وجود عداد أجرة في السيّارة٬ وتتراوح أسعار التوصيل داخل العاصمة بين دولار واحد ودولارين لمسافة تستغرق عشر دقائق تقريبًا. لكن وسائل النقل المخصصة للوسائل الجبليّة قد تتطلّب حجًزا مسبقًا خلال فترة الطقس الجيّد لكثرة عدد السيّاح القادمين إلى النيبال٬ لا سيّما بين فيراير (شباط) و إبريل (نيسان) قبل هطول الأمطار٬ كما يُنصح الّسائح – لا سيّما الُمغاِمر- بحمل أحذيةُ مناسبة للتسلّق أو المشي.
كما يمتاز هذا البلد الوادع بشركات السياحة المتنّوعة التي تقّدم برامج سياحيّة متباينة تُرضيُمختلف الأذواق وتُشبعُحب الُمغامرة مهما بلغ مداه٬ من بينها تسلّق الجبال٬ والطيران بالنفاثة (الهيلوكوبتر) فوق قّمة جبال إفرست٬ والتزلّج على الُمرتفعات الثلجيّة٬ ورحلات القوارب في الأنهار٬ ورحلات الّسفاري للحيوانات الوحشيّة في الغابات التي تُعتبر بيئتها الطبيعيّة٬ وممارسة لعبة البولو على ظهور الفيلة التي يمتطيها السائح بدلاً عن الخيول٬ وركوب الخيل عند الطلب٬ وزيارة حدائق الطيور٬ وزيارة القرى التقليديّة للاطلاع على الثقافة الإنسانيّة الحيّة٬ والاستمتاع بالمناظر الجميلة في المناطق الخضراء والكثبان الثلجيّة٬ هذا إلى جانب السياحة الثقافيّة والتاريخيّة والأثريّة للُمهتّمين بها٬ وتنظيم رحلات شهر عسل خاّصة للمتزّوجين الُجدد. كّل هذا بتكاليف ملائمة قد لا تتعدى الـ 400 دولار لدى شركات سياحيّة نيباليّة تشتهر بجودتها وذيوع صيتها.
ومن الجدير بالذكر أّن شهادات بعض السيّاح العرب تؤكد ما يتحلى به الشعب النيبالي من طيبة ومرح وُحب لُمساعدة الضيوف القادمين إلى هذا البلد بطريقة بعيدة عنُمخططات استغلال السيّاح كما يحدث في بلاد أخرى كثيرة٬ رغم الأوضاع الاقتصاديّة والتنمويّة المتدنيّة للنيبال والشعب النيبالي. مع الإشارة إلى أّن اللغة ”النيباليّة“ هي لغة الجمهوريّة الّرسميّة في بلٍد يضم حوالي 40 لُغة٬ و 93 لهجة.