حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,27 أغسطس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29972

التجربة الأردنية في التعليم " مقال عام 2030م "

التجربة الأردنية في التعليم " مقال عام 2030م "

التجربة الأردنية في التعليم " مقال عام 2030م "

26-11-2016 04:28 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح العمري

بعد أن حقق الطلبة الأردنيون مراكز متقدمة في الاختبارات الدولية وأصبح الأردن ضمن أفضل خمس دول في العالم في التعليم، كان لا بد من دراسة وتحليل التجربة الأردنية التي أصبحت هاجس العديد من الدول في العالم، فهذا البلد الصغير في مساحته القليل في موارده الطبيعية، أبهر العالم من خلال ما يملكه من مورد بشري مؤهل ذو كفاءة عالية وإصرار على التقدم والنجاح استطاع خلال فترة قصيرة التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية وصناعة الفارق الإيجابي في تعليم أبناءه ليشكل في تجربته أنموذجاً للتميز والنجاح.


أثبت الأردنيون أن النجاح لا يتطلب أموالاً وموارداً كثيرة، ولكنه يتطلب انتماءاً وحباً للعمل حرصاً على النهوض بوطنهم، فكان ما وصلوا إليه نتيجة حتمية لجهد متواصل أساسه الانتماء لوطنهم وحرصهم على مستقبل أبنائهم في ظل عالم متغير لا يقبل بالضعفاء والمنهزمين، فأصبحوا بهمتهم منافسين أقوياء من خلال ما امتلكوه من معرفة ومهارة ارتكزتا على منظومة أخلاقية قيميه متأصلة في مجتمعهم ووعي جمعي بأهمية التعليم في بناء الفكر الإنساني والحضارة المعرفية.


وقد كانت الانطلاقة من خلال رؤية ملكية واضحة شكلت الإطار العام لنظام التعليم مترافقة مع دعم ملكي متواصل، فقد حددت الرؤية نقاط الضعف ونقاط القوة مدى توفر الفرص المستقبلية التي يجب استثمارها للنهوض بالتعليم في المملكة.


وفي عرض لأهم ملامح التجربة الأردنية النموذج في التميز، يمكن تحديد النقاط الآتية:
- إعادة اكتشاف البعد الإنساني في كل منهاج من دون أن يمس ذلك قيمته العلمية، من خلال التركيز على الإنسان وخدمته والاطلاع على فكر الآخر بعيداً عن كل فوقيه وتعظيم العقل والعلم سعياً للتوسع في نطاق المعرفة الإنسانية.


- التقويم المستمر للصفوف الأربعة الأولى من خلال معلم ذو كفاءة يستمر مع طلبته خلال مدة دراستهم لهذه الصفوف، وعدم التركيز على الاختبارات بهدف الاختيار بل اعتماد النتائج في مدى تحقيق الطلبة لمعايير التعلم المطلوبة في هذه الصفوف والعمل على تعزيز ثقة الطلبة بقدراتهم وأنفسهم، بحيث لا يسمح بالتمييز بينهم، إضافة إلى زيادة التركيز على الطلبة الذين يواجهون مشكلة في التعلم من خلال برامج تعليمية معدة خصيصاً لذلك، مما يترتب على ذلك عدم وجود قلق دراسي للطلبة في الأردن وردم الفجوة التي تخلق التباين بين الطلبة بزيادة مهارات الطلبة جميعهم.


- الصفوف الستة الأولى هي الأهم في عمر الطالب في التعليم الأردني، إذ إنها فترة بناء منظومة أخلاقية متوازنة إضافة إلى المعرفة والمهارات البسيطة، وتركز هذه الفترة على تلبية الحاجات الرئيسة خاصة اللعب والاستمتاع في ذلك.


- برنامج دراسي متزن يراعي حاجات الطلبة والمجتمع ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة.
- عدم وجود واجبات منزلية لطلبة الصفوف الستة الأولى، ويطلب من الأهل عدم التدخل في عملية التعليم.
- برامج تدريبية ذات جودة ونوعية عالية يخضع لها المعلم قبل الخدمة وفي أثناء الخدمة، مع وجود نظام حوافز يرتبط بمدى اهتمام المعلم بتحسين مهاراته وكفاءته، مما يجعلهم باستمرار يسعون لتعزيز قدراتهم وتوظيف أفضل الاستراتيجيات وأحدث التطبيقات داخل الغرفة الصفية.
- تهدف الاختبارات والامتحانات خلال فترة التعليم إلى تحسين آلية التعليم وتقوية مسيرتها فقط وليس الحكم على قدرات الطلبة وعلاماتهم والنجاح والرسوب، ويكون التركيز في عملية التقييم على المهارات المتخصصة من خلال وصف دقيق لمستوى الطلبة في مهارات محددة، ولا يتم مقارنة طالب بآخر وطالب ممتاز وآخر جيد أو ضعيف، وإنما يتم تقييم كل طالب بشكل فردي عن طريق وصف كتابي يكتبه المعلم عنه.


- هناك ضوابط عامة تفرضها وزارة التربية والتعليم على المدارس، أما التفاصيل والأساليب فاللمعلم والمدرسة حرية اختيار المناسب منها وفق حاجات الطلبة والبيئة التعلمية.
- اختيار المدرسين يعتمد على الكفاءة العالية والحماس الشديد والشغف الملحوظ بالمهنة والرغبة في مساعدة الآخر.
- التركيز بشكل أساسي على العمق في المحتوى التعلمي بدلاً من زيادة المضمون والتعامل معه بسطحيه.
- عدم فصل الطلبة وفقاً لمستواهم التعليمي، والاعتماد على تصعيد المستوى التعلمي للأطفال المتأخرين دراسياً من خلال مساعدة المعلمين لهم وإعطائهم اهتماماً أكبر بكل صبر ودعهم لتخطي الصعوبات واللحاق بزملائهم.
- الارتباط الوثيق بين الطالب والمعلم، فالمدرس يمكن مع طلابه فترة طويلة تصل إلى ست سنوات دراسية، يؤدي إلى توطيد علاقته بهم ويدرك بشكل أكبر المستويات المختلفة لطلابه.
الأهم في هذا المجال، أن تجربة التعليم في الأردن وضعت لتلبية احتياجات بلادهم وثقافة شعب له خصوصية، وأفضل ما يمكن تعلمه من هذه التجربة أن الإبداع والتفوق يبدأ من داخل الدولة ومن الرغبة الصادقة في استغلال الطاقة الكامنة في كل طفل وتسخير قدرات الدولة من أجل ذلك.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29972
برأيك.. هل تشن إيران الضربة الانتقامية على (إسرائيل) حال فشل التوصل لهدنة بغزة بين حماس و "تل أبيب"؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم