حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,8 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 32210

كلمة اللواء توفيق الحلالمة قائد قوات الدرك السابق في الذكرى الاربعين لأستشهاد "سائد المعايطة"

كلمة اللواء توفيق الحلالمة قائد قوات الدرك السابق في الذكرى الاربعين لأستشهاد "سائد المعايطة"

كلمة اللواء توفيق الحلالمة قائد قوات الدرك السابق في الذكرى الاربعين لأستشهاد "سائد المعايطة"

11-02-2017 12:08 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تنشر سرايا النص الكامل لكلمة اللواء المتقاعد توفيق باشا الحلالمة قائد قوات الدرك السابق ، اثناء  مهرجان الوفاء والكرامة والافتخار بالذكرى الاربعين لأستشهاد شهيد الكرك والوطن العقيد الركن سائد محمود المعايطة ' أسد القلعة '.

وذلك تخليدا لمعاني الرجولة والاقدام والتضحية في سبيل الدفاع عن ثرى الأردن الطاهر وتعبيرا رمزيا عن وقوف أبناء الوطن كافة خلف حماة الوطن وسياجه أحفاد شهداء الكرامة وباب الواد واللطرون ومن قبلها شهداء هبة العزة والحريّة هية الكرك والتي كانت عنوانا مفصليا في تاريخ الأردن.

و فيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله حمدا كثيرا كما أمر ، والصلاة واالسلام على خير الخلق والبشر ، وعلى اله ومن سار على نهجه واقتفى الاثر ، وعلى الذين ارتضوا من بعده – صلى الله عليه وسلم – طريق الشهادة والظفر .. ، وبعد :

تتغنى الأمم بأمجادها ، وتنشد أجملها كي تبعث العزم من جديد في النفوس ولكي تؤكد على قسم الولاء والانتماء الذي أقسمناه على أنفسنا بأن نبقى الأوفياء للوطن وقيادته الهاشمية المظفرة , فحين ينثر المجد ممتزجا بعطر الشهادة فمن الواجب ان نقف وتلك الأمجاد تمسح الجراح ولا بد ان تعانق كلماتنا ومشاعرنا ارواح الشهداء.ولنقرأعليها فاتحة الكتاب.

ودعونا معا نتذكر ونستذكر مناقب الشهيد سائد عليه رحمة الله تعالى . ففي هذه اللحظات ، نعيش في بحر متلاطم الامواج تتدافع على شواطىء افكارنا تجتاحنا الهواجس والافكار ، ولا نعرف من أين نبدأ حين يكون الحديث عن الشهيد في محضر شهادته بين أحبّته .
إنّ كثيرا من الأحداث الجسام تعجز الألسنة عن النطق فيها ، وتذهب بالكلمات وتحيلها إلى حشرجات في الصوت ، ويصعب على المرء فيها التعبير عن مكنون خاطره . فكيف اذا كان الحديث في حضرة شهيدنا البطل الذي عرفته عن قرب ، ولمست فيه الكبرياء والشموخ ، والهمة العالية والاقدام منقطع النظير ، وادركت وأنا استحضر صورته في ذهني الان أن شهيدنا واحد من الذين انبتتهم هذه الارض الطيبة ليكون فداء لوطنه وأهله . فلقد كان همّه وهدفه الاساس أن ينعم وطنه وأهله بالأمن والأمان وهذا ديدنه على الدوام ..
وأن وطننا سيبقى بخير ما دام يقف أمثال الشهيد سائد على حدوده وعلى ثراه .. ولن يستطيع المارقون والخارجون عن القانون والارهابيون مهما بلغت صلافتهم أن ينالوا من أمنه ، لأن سائدا ومن سار على نهجه فرسان لم ولن يترجلوا وهم الذين يذكرهم الله – عز وجل – في قرآنه "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم.

فالعهد عندك يا سائد أن العمر مكتوب ، والموت ما منه مهروب ، وهو ملاقٍ كُلّ واحد ، ولكن الشهادة هي العنوان الذي سيبقى في وجدان الوطن وأهله . نعم .. فكم مرة قَصدْت عملك وأنت في إجازة تقول : وداعاً أهلي ، فأنا ذاهب لتلبية نداء الواجب ، تذهب سريعاً دون تردد، لأن صفات المروءة والشجاعة والرجولة والهمة العالية هي الصفات التي كُنت تعيشها واقعاً ، لا خيالاً ، ولا كلمات على لسان .

ايها الشهيد البطل إنك سِفْر التاريخ الذي سطّرْت على صفحاته انصع صور الرجولة والوفاء لثرى الاردن الطهور ، فكنت المثل وستبقى القدوة ، وستظل قلعة الكرك الشمّاء تَصْدح صباح مساء ( عشت يا سائد ) وعاش اهلوك الذين على الإيثار والتضحية ربّوك . وسيبقى قنديلك مضاءً ، ومنارتك عالية شامخة ، يهتدي إليها وبها كل ضالّ لينْشُدَ من سجل البطولة عنوانا ، ومن الشهامة والتضحية مثالا . ولتكون ايها المغوار قصيدةً للوطن تتغنى بها الأجيال ، مزينة بأكاليل العز والفخار . فسلام على روحك الطاهرة التي فاضت إلى ربها راضية مرضية وسلام على ارواح شهداء الوطن الابرار الذين ما فتئوا يدعون في صلاواتهم لينالوا الشهادة على ثرى الوطن العزيز .
إنهم الرجال الرجال الذين لا تنحني هامتهم إلا لله عزوجل ، ولا يثنيهم فراغ جيوبهم عن تقديم أعز ما يملكون – ارواحهم ودماءهم – رخيصة في سبيل الوطن وأمنه ، فقلوبهم مملوءة بحب الوطن والولاء والانتماء إليه ، ولقيادته الهاشمية المظفرة . إنهم النسور التي حلّقَتْ ، وما ارتضت إلا سفوح الراسيات منازلا فعاشوا في القمم ، ولم يرضوا أن يعيشوا بين الحفر .

إنه الاردن الأشم مرفوع الراية دائما ، وطن الكرامة والكبرياء ، وطن المحبة والشهداء سياجه رجال سواعدهم قوية وقلوبهم تمتلءُ بالتضحيات ، وشعارهم عاش الوطن حراً مُهاب الجانب .. وطن معطر ثراه بمسك الشهادة ، فمنذ نشأته الاولى ، وحين اقام الهاشميون الابرار اساساته مزجوا لبنات بنائه بنجيع الشهداء . فعلى اسوار القدس كانت دماء الملك المؤسس الطاهرة تسيل لُتُروَّي وتمتزج ببركة تلك الارض المقدسة ، وليؤكدَ رحمه الله بأن قدر الاردن الغالي أن تكون التضحية عنوانا لقيامه ونهضته والمحافظة عليه . وهكذا هي المدرسة العسكرية الهاشمية خَرّجت الابطال الصناديد والفرسان الاشاوس الذين ورثوا مبادئ الثورة العربية الكبرى وضحوا ليحفظوا الارض والعِرْض ، لا تأخذهم في الحق لومة لائم ، وكانوا على مدى الزمان المثل والأنموذج في الشجاعة والتضحية والفداء .

إنها صفات الشجعان البواسل التي نراها على وجوه ابناء الوطن ، الذين ما هانوا ولا استكانوا في الدفاع عن ثراه الطاهر ، وواجهوا خوارج العصر خفافيش الليل الذين حاولوا أن يحيكوا بمكرهم للوطن وأهله ، فتبّت أياديهم وخاب صنيعهم وخسروا . وليعلم اولاء النفر الضّال بأن الوطن وأمنه خط أحمر وسيبقى العَصيّ على كل المحاولات اليائسة للنيل من جانبه ، ما دامت عيون الاشاوس مفتوحة تحرس في سبيله ما نامت ولا استكانت ، ولا فَتُرَتْ للرجال عزيمة .. فسين اسمك ( يا سائد ) سوف تبقى السيف المشرع في وجه المارقين الخارجين على القانون وألِفُه ستبقى قامةً يهتدي بها وإليها امثالك ، ليقولوا وكما هو العهد دائما نحن هنا ، يد على الزناد ، وعيون تحرس يُجانبُها السُهاد وهمزة اسمك قاطعةٌ لكل شك بأن الابطال أمثالك موجودون يُضحون في سبيل الأمة والوطن وأما دال اسمك فدربٌ رَسَمْت معالمها لمن ضلّ الطريق ليمشي على هدىً وبصيرة . ولنتأكد دائماً بأن الولاء والانتماء للوطن أن نعطي له أكثر مما نأخذ منه ، وهذا ما ينطبق على شهدائنا فقد اعطوا للوطن ارواحهم ودمائهم الزكية .. أبشر أيها الوطن الأغر ، فقلوب ابنائك من نقاء الطُهْر قد جُبِلَتْ بها المكارم وإذا اردتهم فهم رجال عزّتهم وعزمهم يوم الكريهة ، وأنت يا وطنَ ابي الحسين ستبقى الملاذ الآمن حين تشتد الكُرب لتطيب لنا الحياة وعلى ثراك سيبقى الإخاء والوفاء .

أختم فاقول : في سمائك يا وطن الكرامة والكبرياء حلّقت ارواح الشهداء في العلياء دفاعاً ودفعاً للعوادي ، وعلى أرضك استبسل الاشاوس ، ومن هوائك تَنَسّم الابطال عَبَقَ الحرية ، فلكل شهدائنا نطأطئ الرؤوس عرفاناً بالجميل ونحمل لهم في ثنايا قلوبنا أجمل عبارات الشكر و التقدير . لأن اولاء المنافحين عن الحق والعدل حملوا راية الوطن خفاقة عالية وبقيت وما زالت عالية وستبقى .. إيمانا ووفاء لقسمهم الذي اقسموه صادقين ، فأوفوا .. وليس ثمة اصدق من دمائهم الزكية التي روَّتْ الثرى ، وسالت في سبيل ذلك ، جراحهم نزفت وارواحهم وهي تفيض إلى بارئها تنشد عاش الوطن ، عاش الوطن .

نعم .. عشت يا وطني حراً عزيزاً ودعاؤنا دائماً رحم الله شهداءنا وافاض عليهم من شآبيب رحمته واسكنهم فسيح جناته ، وحفظ الله الاردن الغالي أمنا مطمئنا في ظل قيادة جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللواء الركن المتقاعد
المدير العام الأسبق لقوات الدرك
توفيق يوسف الحلالمة








طباعة
  • المشاهدات: 32210
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-02-2017 12:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم