09-02-2011 02:28 PM
كنت باستمرار أنعم النظر في باقات الورود الحمراء ، المزينة لمكتب الرئيس اللبناني السابق إميل لحود ، وكنت أقول في نفسي يا لروعة السيدة اندريه لحود ، فلقد أهدت الورود لزوجها بكل هذه الكثافة القانية ! ويا لروعة الرئيس الذي زين مكتبه بباقتها على الملأ وباعتزاز ! ويحق للرئيس كحاكم ورجل أول أن يضع في قصره الجمهوري ما يشاء من ورود ومن ألوان للورود وخاصة في عيد الحب الرابع عشر من شباط ! وهو ليس الرجل الأوحد العربي الذي يهمس في أذن الورد الأحمر كلمة كل عام وحبيبتي بخير يا وردتي ! وحلال زلال عليه ترصيع المكتب بهذه الباقة الحمراء القانية !
لكن الأيام تتالت وأنا لما أزل أرى الباقة تزدهر ولا أحد يرفعها من يسار الرئيس حتى أنه تم توارثها حية للرئيس الحالي في لبنان ، ووصلت بي التأملات لحد أن أسوغ وأحلل لون الورد الأحمر بأنه أحد ألوان الراية اللبنانية ويحق للرئيس تزيين مكتبه بالشكل الأحمر الذي يراه مناسباً ، ولم أبحث عن اللون الأبيض أو الأزرق في المكان ، وقلت علي أن أستريح من هذه التحليلات الترفية المؤدية إلى الانشغال بهواجسي وقلمي عن هموم الأمة العربية الأكبر وأن أنصرف إلى هم استرجاع فلسطين من البحر إلى النهر وبالعكس وعلى عجل قبل أن يفوت الأوان ! أما الورود وألوانها فتلك من سقط الفكر يا امرأة !
وأعترف أنني لم أنس الموضوع بل ظل يراودني للاستفسار عنه ، وخاصة أنني عندما شاهدت الباقة أول مرة كانت يوم عيد يسمونه بيوم الحب ، وتولدت عندي فكرة التركيز بالباقة بعد أشهر عندما رايتها في نفس المكان على يسار الرئيس وكنت أراقب موعد ذبولها وإزالتها من المكان الرسمي ولكن ذلك لم يحدث .ولكن ما حدث هو أن تفتقت الحمرة القانية على طريق السانت جورج في بيروت ومن أوردة رفيق الحريري . وكنت كأنني أرصد موعد موتها وإلقائها في حاوية القصر الرئاسي بإهمال كل الورود المستوردة أو المهداة بحجة الحب والتقدير والتبجيل ، والمكافأة !
ولكن الغريب أن تلك الباقة اتضحت لي أكثر وعرفت أنها ليست باقة ، وإنما هي شتلة مزروعة ، ولفتت انتباهي وقد ترعرعت وأضحت شتلتين ، وأيضا على يسار الرئيس كلما التقى ضيوفه الكبار والدبلوماسيين ! وبما أنني كنت التقي الصديقين الحبيبين السفير اللبناني الراحل الشيخ أديب علم الدين وحرمه الغالية مها علم الدين في الكثير من المناسبات الطيبة وكانا دائماً في دولاب التعزيز المنطقي والتحليل والإجابة على الهواجس حتى خلال هذه الأيام العصيبة التي كان يرقد بها الشيخ أديب علم الدين في فراش الوداع !!! وكنت اشعر بذلك جلياً حين كانا لا يحتملان الرفث في الكلام من الزائرين ، وتصبغهما صيغة الفكر والجد دائماً فخفت والحق يقال أن انحدر في نظرهما العالي وأتحدث في موضوع ترفي ليس له علاقة بورق المرحلة الملتهبة ، فقلت يا بنت أنت في واد من التفكير الغريب والموضوع لا يعدو كونه هاجس لوني ! وإذا اخترقت المكتب الرئاسي للبنان بهواجسي المتعلقة بالورد، فيا لهول ندمي حالما أتمنطق بفهلوة النقد والانتقاد للورد الأحمر !
وجاءت الأيام وحضرت كوندليزا رايس لزيارة بيت الشيخ الشهيد رفيق الحريري ، وحينما خرجت مودعة السيدة نازك الحريري وأبناءه السعداء بالزيارة ، استدارت السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ، وراسمة الخارطة الحمراء في الوطن اللبناني والوطن العربي كله ! وقطفت وردة حمراء من الحديقة وراحت تشمشم الوردة وكأن لسان حالها يطمئن زارعي الورود الحمراء ، بأن المهمة على أكمل وجه تحمر حتى الدماء ، وكأنها أيضاً ترسل شيفرة علنية على رؤوس الأشهاد والإعلام الدولي لعصابة الوردة الحمراء التي تمتلك شهادات عشرين مليون دولار لقتل رؤساء وزارات وتفجير الإستاد المصري وتفجير الكلية الشرطية في القاهرة يوم تخريج الضباط المرشحين ، وقد اعترف المجرم أمام محكمة القاهرة قبل عام ونصف من اغتيال رفيق الحريري بأنه تلقى خمسة مليون دولار من عاملين في السفارة الإسرائيلية في القاهرة وطلبوا منه القدوم إلى تل أبيب لاستلام البرنامج الإرهابي ، واعترف بأن اسم العصابة الإرهابية هذه عصابة الوردة الحمراء !!
فهل يوجد في العالم ومحاكمه الدولية من يحقق بسر الوردة الحمراء وسر اغتيال الحريري في نفس يوم الوردة الحمراء ؟؟؟ وما هو سر مخترة كوندليزا رايس في حديقة بيت الحريري واقتطافها وردة ولثمها أما أجهزة الإعلام العالمية ؟؟ وما هو سر براءة إسرائيل وأمريكا من دماء الورود الحمراء المهشهشة في ليل الفالنتين اللبناني الأسود ؟؟ دون التخفيف من كثافة الهرمون المغذي لتلك الورود؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-02-2011 02:28 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |