19-11-2018 08:36 AM
سرايا - يعد التراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني والموروث الثقافي الفلسطيني أحد دعائم الهوية الفلسطينية ومرآة صادقة له؛ حيث يمثل الجذور الضاربة للشعب الفلسطيني في التاريخ التي تعود بأصالتها وأصولها إلى الحضارة الكنعانية الأولى على الأرض الفلسطينية قبل آلاف السنين، لتدل على أصالة هذا الشعب وقدرته على الصمود في وجه المتغيرات والنكبات. وتلعب الفرق الفنية دورًا حضاريًا عبر عروضها التي تقدمها كلغة تواصل مع الثقافات الإنسانية الأخرى، تبرز من خلالها ملامح وفنون الشعب الفلسطيني لتشكل صخرة تقف في وجه الاحتلال، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة؛ لمحو تاريخ شعب عمر هذه الأرض، واستمرت أجياله تعيش عليها، تتأثر وتؤثر بها؛ لإحلال ثقافته وتصوير الشعب العربي الفلسطيني كشعب غريب. ومن الفرق الفنية الفلسطينية التي تضطلع بهذا الدور:
فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية
نظرًا لما للتراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني والموروث الثقافي من أهمية في المحافظة على الشخصية والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني؛ تأسست "فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية" عام 2011، التي تضم أكثر من أربعين عضواً مشاركاً من كلا الجنسين، ما بين راقص و مطرب و موسيقي، لتقدم أعمالا فنية فلكلورية ومعاصرة، تساهم في إحداث التغيير في الإنسان والمجتمع، من خلال ممارسة فنية جمالية تمثل جزءاً من التراث الشعبي الفلسطيني، ولتعكس التنوع الثقافي والاجتماعي لدى أبناء الشعب الفلسطيني
وتعمل فرقة جامعة الاستقلال على إحياء الفنون الشعبية والتراث الثقافي غير المادي، و توليه أهمية خاصة؛ لكي يعكس العديد من مظاهر الحياة والجوانب الاقتصادية والثقافية والفكرية للمجتمع الفلسطيني وليعبر عن حياة الفلسطيني وعاداته وتقاليده في الأفراح والأتراح.
و تسعى الفرقة إلى تطوير الفنون الشعبية وإبرازه على المستوى المحلي والعالمي، من خلال المشاركة في المهرجانات، وإقامة الندوات والمحاضرات في مجال الأدب والفنون والتراث الثقافي الشعبي.
تضم فرقة جامعة الاستقلال فنانون يؤدون لوحات فنية شعبية فلكلورية إبداعية تلامس البساطة والتقاليد المتوارثة التي تمس الحياة من حولهم بكامل عواطفهم وانفعالاتهم.
وتلعب الفتيات دورًا مهمًا في مختلف نشاطات فرقة جامعة الاستقلال فهي تؤدي اجمل الرقصات الشعبية الفلكلورية إلى جانب الرجال، في حالة تعبيرية وعاطفية خاصة، ترتبط بالقيم والعادات الفلسطينية الموروثة.
اللوحات التي تقدمها الفرقة
1. الفلاح و الأرض:
تجسد الفرقة العلاقة الوطيدة ما بين الفلاح وأرضه من خلال " الدبكة" التي يقوم أفراد الفرقة بأدائها على خشبة المسرح، يؤديها الشباب والفتيات حيث تشتبك الأيدي كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالارض؛ دلالة على العنفوان والرجولة؛ أما الأغاني فتعبر عن عمق الانتماء للأرض، وفيها الفخر والحماسة.
2. لوحة العرس الفلسطيني
يستوحي فيه الراقصون اللوحة الفلكلورية من العرس الفلسطيني الشعبي.
3. لوحة الدلعونا و الزريف و الجفرا و الكرادية و الطيارة و الدحية:
وتعتبر هذه الرقصات هى فولكلورية تمارس في الأعراس الفلسطينية، وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة لا تقل عن عشر دبيكة وعازف اليرغول أو الشبابه والطبل.
أهداف الفرقة:
1. الحفاظ على الموروث الثقافي وإحياؤه من خلال تقديم أعمال فنية.
2. التمسك بالعادات و التقاليد و القيم الفلسطينية
3. نقل التراث الشعبي الفلسطيني من جيل إلى جيل .
4. التبادل الثقافي و الفلكلوري بين المجتمع الفلسطيني و المجتمعات العربية و الدولية .
5. استغلال الطاقات البشرية للشباب الفلسطيني، وصقل مواهبهم و تعريفهم بتراث شعبهم .
فرقة الفنون الشعبية
فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية فرقة غنائية راقصة تستلهم التراث الفني الإنساني عموماً والتراث الشعبي العربي-الفلسطيني خصوصاً، لبناء أعمال فنية فلكلورية ومعاصرة تعبر عن مشاعر وأحاسيس مبدعيها وتساهم في إحداث التغيير في الإنسان والمجتمع من خلال ممارسة فنية جمالية.
تأسست فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عام 1979 بجهود نخبة من الفنانين والفنانات المتحمسين والواعدين.
منذ ذلك الحين، توجت "الفنون" كرائدة للرقص الشعبي الفلسطيني، حاصدة في مسيرتها العديد من الجوائز الأولى وشهادات التقدير المميزة من مهرجانات محلية ودولية. لقد حققت "الفنون" بين الفلسطينيين في الوطن كما في الشتات، شعبية لم يسبق لها مثيل؛ حيث تحولت أغاني ورقصات الفرقة لأنغام يشدوها الفلسطينيون أو يرقصونها في مختلف أماكن تواجدهم.
منذ ولادتها، حرصت الفنون على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، من خلال مزيج من الرقص المستوحى من الفلكلور والرقص المستحدث الخاص بالفرقة؛ فجاءت أعمال الفرقة معبرة عن روح التراث الشعبي وعن ثقافتنا الحاضرة.
يحوي سجلّ الفرقة أنماط الرقص التراثي (الدبكة) بالإضافة إلى أشكال متنوعة من الرقص، تعكس في تصميمها رؤية الفرقة الخاصة للرقص الفلسطيني المعاصر.
أنجزت الفرقة ثمانية أعمال فنية في تاريخها الحافل، وهي: "لوحات فلكلورية"، "وادي التفاح"، "مشعل"، "أفراح فلسطينية"، "مرج بن عامر"، "طله ورا طله"، "زغاريد"، و"حيفا بيروت، وما بعد..."، بالإضافة إلى بعض الرقصات التجريبية التي تسبق كل عمل فني جديد لتحديد مساره.
لعبت الفنون الدور الأبرز بين المؤسسات الثقافية في إحياء التراث الموسيقي والرقص للشعب العربي الفلسطيني. وقد كان هذا الإنجاز، ولا يزال، مصدر فخر للفرقة؛ إذ أنها من خلال هذا الدور شاركت في التصدي للمحاولات الممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشخصية الثقافية الفلسطينية ولمصادرة رموز الهوية الفلسطينية.
منذ البداية، سعت الفرقة في أعمالها إلى غرس روح التراث والفن الفلسطيني في قلوب الناشئة، فشكلت فرقة "براعم" للفتية والفتيات؛ لرفد الفرقة الأم براقصين/ات جدد ولضمان استمرار المسيرة.
فرقة الفنون جسم فني مستقل، غير ربحي، يعتمد بالأساس على جهود متطوعيه ومتطوعاته الذين يبلغ عددهم ما يقارب الخمسين بين راقص ومغن وإداري من كلا الجنسين. وتعتبر الرؤية والفلسفة والأهداف التي تقوم عليها الفرقة هي عناصر الجذب الرئيسية لعضوية الفرقة؛ ما يعزز الشعور بالانتماء لدى الأعضاء، فيرفع منسوب عطائهم وإبداعهم. أعطت هذه العناصر مجتمعه بالإضافة إلى التزام الفرقة الراسخ بتقديم فن فلسطيني مميز أصيل وجميل، الفنون موقعها الحالي المتقدم.
يحفل تاريخ الفرقة بأكثر من ألف عرض منذ 1979 في مدن وقرى ومخيمات فلسطين. وأبرز عروضها كان في مهرجان فلسطين الدولي من 1992 حتى 1999؛ أما في العالم فقد شاركت الفنون في التالي:
جولة الولايات المتحدة الأولى (15 مدينة)، 1986
جولة الولايات المتحدة الثانية (20 مدينة)، 1991
جولة بريطانيا وفرنسا (جوقة الغناء)، 1992
مهرجان جرش الدولي، الأردن، 1994
مهرجان "من أجلك يا قدس"، الإمارات العربية المتحدة، 1995
مهرجان ريتفيك الدولي للفلكلور، السويد، 1996
مهرجان بابل الدولي، العراق، 1996
إكسبو 98، البرتغال 1998
جولة الولايات المتحدة الثالثة (5 مدن)، 1998
جولة فرنسا ( خمسة مهرجانات فلكلورية)، 1999
دار الأوبرا – القاهرة، 1999
جولة لبنان - (خمسة عروض)، 2000
إكسبو 2000، هانوفر، ألمانيا
الإمارات العربية المتحدة (ثلاثة مدن)، 2001
دار الأوبرا- مسرح الجمهورية-القاهرة، 2003
مهرجان الرباط، مسرح محمد الخامس، المغرب، 2004
فاليتا، مالطا، 2004
إيطاليا،(اودبنة، بولونيا)، 2005
مهرجان بصرى الدولي، سوريا، 2005
مهرجان الموسيقى العربية،البحرين،2005
جولة الولايات المتحدة، (3 مدن)، 2005
جولة الولايات المتحدة، (4 مدن)، 2006
لندن، بريطانيا، 2007
سانت بولتن ، النمسا 2007
فينا، النمسا 2007
برلين، المانيا 2008
فلاردينجن، هولندا 2008
سوريا، دمشق 2008
مهرجان القرين الخامس عشر، الكويت 2008
ربيع الثقافة البحريني، البحرين 2009
افتتاح مهرجان حكايا، عمان2009
مصر،القاهرة والاسكندرية 2009
لعبت فرقة الفنون الدور المحوري في تأسيس "مركز الفن الشعبي"، وهو مؤسسة تهدف لرفع الوعي الثقافي والفني في المجتمع، وإتاحة الفرص للمشاركة في النشاطات الفنية وفي أشكال التعبير الفني المبدع.
حازت فرقة الفنون على جائزة فلسطين للتراث الشعبي لعام 97 عن عملها " زغاريد".
تؤمن فرقة الفنون بضرورة بناء جسور ثقافية مع العالم، لتعزيز الحوار الحضاري؛ لتبادل الخبرات والأفكار والتقنية الفنية، ولتمثيل الفن الفلسطيني في الخارج، رغم محاولات العزل والحصار.
أهم العروض التي قدمتها الفرقة:
1. المناظر الفولكلورية (1982): حيث جمعت المادة الفولكلورية المقدمة في هذا العرض من أربع قرى فلسطينية، كما قدمت العديد من الأغاني والرقصات الفولكلورية الفلسطينية. وحصل هذا العرض على الجائزة الأولى في مهرجان الرقص الشعبي والذي انعقد في جامعة بيرزيت عام 1982.
2. وادي التفاح (1984): من خلال عرض وادي التفاح استطاعت الفرقة إحداث تغييرات وتحسينات على الرقص الشعبي الفلسطيني؛ حيث كانت أحياناً تقتبس من الرقص الشعبي الفلسطيني، وتارة تبني عليها، كما أضافت على ذلك النموذج الراقص. وتأثرت الفرقة في هذه المرحلة بالخبرات العربية والدولية في الرقص.
وتعد وادي التفاح الخبرة الأولى للفنون؛ إذ استطاعت من خلالها الربط بين القصة والرقص والغناء الشعبي. حيث تبدأ القصة بالوداع للأرض من خلال البحث عن السعادة في الخارج، وتنتهي بالعودة للأرض وهي تحضنها؛ في محاولة للحصول على السعادة المفقودة.
وقد تضمن هذا العمل مشهدًا للعرس التقليدي ومشهدًا آخر للحصاد؛ كما تطرق بصورة غير مباشرة للحياة الفلسطينية تحت الاحتلال.
إن "وادي التفاح" يعدّ عملاً فنياً رائداً، تجنب الصدام السياسي المباشر والذي كان نموذجاً في ذلك الوقت. واعتمدت الأغاني والرقصات التي قدمت في هذا العرض على نغمات ومواضيع فولكلورية. وحصل عرض وادي التفاح على الجائزة الأولى في مهرجان ليالي بيرزيت عام 1984.
3. مشعل (1986): يعد "مشعل" عرضاً أكثر تعقيداً من الأعمال السابقة، اشتهر بالسيناريو الدرامي والأحداث المنطقية وقوة الرمزية. وهي قصة تتحدث من خلال الموسيقى والرقص الشعبي، عن شاب ريفي إسمه "مشعل"، هرب من التجنيد خلال الحرب العالمية الأولى، وعند انتهاء الحرب يكتشف مشعل أن المنتصرين البريطانيين الذين وعدوا منح شعبه الاستقلال، قد نكثوا وعدهم فيقسم على حربهم، وباع مجوهرات زوجه واشترى بثمنها حصاناً وبندقية وسيفاً؛ حتى يستطيع مقاومة الاحتلال ويشارك في الأعمال الفدائية وفي الإضراب العام الطويل ضد الحكم البريطاني، ويظهر خلال العرض بين الفينة والأخرى عائداً إلى قريته ممتطياً حصانه حاملاً بندقيته وسيفه.
وقد احتوى هذا الإنتاج على عناصر فنية جديدة تتمثل في القصة المغناة المصاحبة للأداء التعبيري الراقص.
4. أفراح فلسطينية (1987): في صيف 1987، دعا "مؤتمر القدس الدولي العام للفولكلور الفلسطيني"، فرقة الفنون الشعبية لافتتاح هذا المؤتمر ببرنامج جديد، وقدمت الفرقة برنامجاً مميزاً مستمداً من أغان متنوعة من وادي التفاح ومشعل، واستطاعت إدخال بعض التغييرات على عروضها من خلال إدخال أنغام سريعة ديناميكية، كما صاحبها أيضاً نشاط الراقصين والراقصات وحيويتهم. وأحدث هذا النجاح فكراً جديداً متغيراً نحو الأفضل، وأثر تأثيراً كبيراً على التخطيط الفني للفرقة، كما أحدث رؤى أكثر إلماماً وشمولية في عمل الفرقة.
5. مرج بن عامر (1989): يعد هذا العمل نقطة تحول في خبرة الفنون الفنية، التي استطاعت من خلالها أن تظهر الشكل الجميل للرقص الشعبي الفلسطيني، مع الاهتمام بالأزياء الشعبية الفلسطينية ذات الألوان الزاهية والمناسبة للرقص الفولكلوري، كما أنها بدأت تتأثر برقص الباليه المعاصر؛ ما جعل الفنون تؤسس لقواعد جديدة ومستويات رفيعة للرقص الشعبي الفلسطيني.
وتتحدث قصة مرج بن عامر عن نضال قرية فلسطينية ضد الأسياد الإقطاعيين الذين يتعاونون مع المحتلين ويقدمون لهم أراضٍ خصبة تسمى "مرج بن عامر"، مقابل مساعدتهم على خطف إمرأة ريفية جميلة تدعى "خضرة". وقد كان كنعان، حبيب خضرة، يمثل الإرادة القوية والتصميم في حرب غير عادلة؛ متأثراً بحبه الغامر لخضرة، ويقاتل سيد الإقطاعيين، ويسترد حبيبته، وتحتفل القرية كلها بهذا النصر وهذا الزواج لهذين الحبيبين، وتقسم القرية على الاستمرار في النضال حتى تحرير مرج بن عامر، ويرزق الحبيبان بولد وعندما يكبر يلتقط حجراً ليبدأ النضال ليكمل المشوار.
6. زغاريد (1997): بدأت الفنون عام 1997 في إنتاج عمل فني جديد بعنوان "زغاريد"، الذي يعد من أهم الأعمال الفولكلورية المستوحاة. وهدفت الفنون من هذا العرض إلى العمل على تحرير الأعمال الفولكلورية من التكرار والرتابة، وقررت أن تقدم فولكلوراً شعبياً يعتمد على إنتاج مؤثر يتلائم مع أذواق الشباب والكبار والنساء والرجال، وحتى الأطفال. وقد احتل العرس الفلسطيني الحيز الأكبر من هذا العمل فلكل قرية أو مدينة فلسطينية إرثها الخاص. وقد عبر هذا العرض عن الأعراس الفلسطينية الخاصة بـمدن: عكا، صفد، القدس، رام الله، النقب، واختيرت فقرات من هذه المدن وأعادت الفنون توزيعها، وكانت الحصيلة عملًا فنيًا جمع بين الأصالة والحداثة؛ والتقاليد ذات الجذور، مع رقص أكثر حداثة وتآلفاً.
يحفل تاريخ الفرقة بأكثر من ألف عرض منذ 1979 في مدن وقرى ومخيمات فلسطين. أبرز عروض الفرقة كان في مهرجان فلسطين الدولي من 1992 حتى 1999.
فرقة العاشقين
إن فرقة العاشقين التي تجاوزت التنظيمات، واستوعبت الكلمة والنص الوطني العابر للحدود، استطاعت أن تترك بصمة لا تزول بسهولة من الذاكرة العربية عامة، إلى الدرجة التي أصبحت فيها الفرقة من رموز الثورة الفلسطينية مثل: الكوفية، وصورة ياسر عرفات، وعلم فلسطين.
قامت فرقة العاشقين بملء فراغ ساد الساحة الفنية الفلسطينية والعربية، من خلال دمج الفنون والثقافة الوطنية الفلسطينية العروبية، التي ارتبطت بحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، بالفلكلور والأغنية والدبكة منذ العام 1977.
وحصل ذلك بتفاعل المبدعين الكبار، وهم: الملحن حسين نازك، والفنان حسين منذر، والشاعر أحمد دحبور، والأستاذ أحمد الجمل، والاستاذ محمد سعد ذياب (أبو أيمن)؛ ودعم الأستاذ عبد الله الحوراني؛ فحققت الفرقة بذلك تميزا وجمالا وإبداعا جعل منها ومن تراثها جزءا لا يتجزأ من مخزون الذاكرة الفلسطينية والعربية، وتعبيرا عن الصوت الحر الذي أثبت حقيقة أن الثورة الفلسطينية المعاصرة لم تكن بندقية ثائر فقط، وإنما غصن زيتون أيضًا -كما قال القائد الخالد ياسر عرفات- ذات بعد ثقافي شكل استثناء تاريخيًا لهوية شعب لاجيء، و معينا للتعبئة الكفاحية والنضالية.
البدايات:
في صيف 1977، والمكان في دمشق، كان المرحوم "فواز الساجر"، المخرج السوري يبحث عن أغنيات محددة لمسرحيـة الشاعـر سميـح القاسم “المؤسسـة الوطنيـة للجنـون”، وكان على الأغاني أن تلائم المعالجة الدرامية للعمل الذي وافق فواز أن يخرجه لصالح “دائرة الثقافة والإعلام” في منظمة التحرير الفلسطينية.
وطلب حينها فواز من الشاعر الكبير أحمد دحبور، أن يكتب له الكلمات؛ فكتبها عن طيب خاطر، وكتب أغنية لا علاقة مباشرة لها بالنص كمقدمة للمسرحية، وكان مطلعها "والله لزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر، وأروي هالأرض بدمي لتنوّر فيها وتكبر"، وحققت الأغنية التي لحنها الملحن حسين نازك شهرة واسعة.
تم اختيار اسم "العاشقين" في مكتب الأستاذ عبد الله الحوراني (المدير العام للدائرة الإعلامية الثقافية الفلسطينية)؛ حيث قام (أبو منيف) بتهنئة كل من نازك ودحبور على نجاح “اللوز الأخضر” أنهى كلامه باقتراح قائلا: لماذا لا نشكل فرقة فنية؟ وكأنه كان يضع الكلام في فم حسين نازك الذي أعلن: أرحب بالفكرة، وأقترح أن يكون اسم الفرقة "أغاني العاشقين".
وكلف السيد عبد الله الحوراني حينها كل من نائبه (أحمد الجمل)، وأحمد دحبور، وحسين نازك لإنشاء الفرقة.
استعان الملحن حسين نازك بصديقه الذي كان زميله في الجيش العربي الأردني "محمد سعد ذياب" (أبوأيمن) حيث تعلما في الجيش أصول الموسيقى ودراستها أكاديمياً.
في تلك الفترة، كانت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، تعدّ لإنتاج أول مسلسل تلفزيوني فلسطيني. وهو بعنوان “بأم عيني”، وكان على حسين نازك أن يضع له الموسيقى التصويرية، فوجدها مناسبة هو ومحمد سعد ذياب (أبو أيمن) للبحث عن شبان وفتيات فلسطينيين مؤهلين ليكونوا نواة فرقة "أغاني العاشقين".
تم اختيار عدد من النصوص لشعراء الأرض المحتلة ( شعراء المقاومة)، وهم: محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد. وأصبحت هذه الأغاني مفتاحاً يشد الجمهور إلى مسلسل “بأم عيني”، إضافة إلى كلمات أحمد حبور، وكلمات أبو الصادق صلاح الحسيني، والمرحوم الشاعر "يوسف الحسون".
وبعد النجاح الكبير لمسلسل "بأم عيني" وأغانيه بأداء العاشقين، ثم غنائية سرحان والماسورة من كلمات الشاعر توفيق زياد؛ اقترح أبو منيف، عبد الله الحوراني، إضافة فرقة دبكة لتكمل التعبير بصرياً وإيقاعياً إلى جانب الغناء؛ وعندها اقترح الشاعر أحمد دحبور أن يصبح اسم الفرقة “فرقة العاشقين” لأنها تشمل الرقص التعبيري، إضافة إلى الغناء.
الصعود نحو الشهرة:
عام 1980 كتب أحمد دحبور السيناريو لمسلسل (عز الدين القسام)، وقام حسين نازك بوضع الموسيقى التصويرية؛ فكانت تلك فرصة لفرقة العاشقين، ولحسين منذر تحديداً (وهو من لا يستطيع أحد سواه تقديم شخصية الشاعر الفلسطيني نوح إبراهيم -أحد تلاميذ القسام-، بصوته الجبلي القوي، وطلته المهيبة)، وأكمل العمل الدرامي (أبو الصادق) بتأليف كلمات الأغاني للمسلسل الذي أخرجه هيثم حقي.
أصبح للعاشقين سمعة كبيرة. وبدأت تتدفق عليهم الدعوات إلى البلدان العربية والاشتراكية في البداية، ثم إلى اليونان وأمريكا وكندا وبريطانيا، وحصدوا الجائزة في إحدى دورات مهرجان “نانت” الفرنسي للفن الشعبي.
في العام 1982 والعدوان مستمر على الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية من قبل الجيش الصهيوني، انشغل العاشقون في ورشة عمل شملتهم كفرقة مع الثلاثي: أحمد دحبور، وأحمد الجمل، وحسين نازك مع أبو أيمن؛ لإعداد شريط جديد كان من أشهر أغانية المدوية "اشهد يا عالم علينا وعا بيروت، اشهد للحرب الشعبية".
العاشقين في المرحلة الرمادية:
وقع الانشقاق في سورية عام 1983، ونكل المنشقون بهذه الفرقة الشابة؛ لأنها على صلة وثيقة بجيش التحرير الفلسطيني، ولما كان شباب العاشقين في سن الخدمة العسكرية؛ فقد كان التجنيد سيفاً مسلطاً على رؤوس بعضهم، ليس معنى هذا أنهم كانوا متنكرين لخدمة العلم، ولكن الجندية الكيدية كانت تعني حرمانهم من السفر وتلبية الدعوات المتلاحقة إلى بلدان العالم، فضلاً عن أن من حق الرئيس المباشر أن يمنعهم من الاتصال بـ “جماعة عرفات”. و منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبع لها دائرة الإعلام والثقافة “عرفاتية” حسب المقاييس جميعاً.
ازداد الطين بلة بابتعاد حسين نازك عن الفرقة؛ فكان على محمد سعد ذياب أن يتدبر أمره مع هذه الفرقة المهددة ليكتب لها ويلحن مع آخرين مغناة "ظريف الطول".
صمدت فرقة العاشقين للمحنة وحققت، في مهرجان بصرى الدولي، نجاحاً شعبياً أذهل سورية؛ ما أفقد المنشقين صوابهم؛ فراحوا يؤلفون فرقة موازية باسم العاشقين، ويمنعون الفرقة الحقيقية من استخدام اسمها.
كان أحمد دحبور يكتب لها النصوص ويمليها على أبي أيمن بالهاتف من تونس، مع بعض الألحان التي أقترحها، وكانا يلتقيان خفية أحياناً في قطر أوالشارقة، أو حتى موسكو. كان الغطاء هو دعوة رسمية تأتي إلى الفرقة من هذه البلدان، وكان الاستمرار أشبه بالمعجزة.
من أهم ما أنتجوه خلال هذه الفترة، قصيدة “الأرض” للشاعر الكبير محمود درويش؛ حيث وظف فيها أبو أيمن كل ما يحفظه من ألحان شعبية فلسطينية فلقيت قبولاً طيباً من الجمهور.
وحين انطلقت الانتفاضة (1987-1993)، استمر العمل، واختاروا قصائد من وحيها لشعراء معروفين، مثل: سليمان العيسى، وميخائيل عيد، وحسين حمزة، وكتب لهم الشاعر أحمد دحبور أشياء أخرى؛ فيما حققت قصيدة سميح القاسم “تقدموا” نجاحاً كبيراً على أيديهم.
وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات يعتبر الفرقة تجسيدا للوحدة الوطنية ومنبرا ثقافيا وفنيا عبر منظمة التحرير الفلسطينية وتمثل الشعب الفلسطيني بتراثه، ومخلدة رسالته للعالم.
وتعد حفلة الكويت للعام 1983 ، وحفلة عدن للعام 1983 من أبرز الحفلات تلك الفترة ، وفي عدن تم إحياء الحفل بحضور الأخ الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية ، وتواصلت حفلاتهم حتى العام 1994 ثم توقفت عن العمل لتدخل في فترة من الكمون.
أحيت فرقة العاشقين المتجددة عديد الحفلات في دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان والأردن ومصر وتركيا والتي كان تتويجها في الوطن بدعم كامل واحتضان وحضور السيد الرئيس محمود عباس في 11/11/2010 يوم الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات.
شعراء كبار وأغاني العاشقين:
اختير للفرقة طوال مسيرتها عدد من النصوص لشعراء فلسطينيين مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وأحمد دحبور وأبو الصادق صلاح الحسيني، ويوسف الحسون ونصوص لسليمان العيسى وميخائيل عيد وحسين حمزة.
يعد الفنان الكبير حسين المنذر (ابو علي) قائد الفرقة ومطربها الرئيسي، وتضم الفرقة مجموعة من الأصوات الجميلة وعدد من العازفين الموهوبين وفرقة دبكة ورقص تعبيري.
ومن أشهر أغانيهم: الاغنية الوطنية المشهورة تلك التي غنوها لثورة البراق التي مطلعها: (من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وهي من قصيدة للشاعر الفلسطيني: نوح ابراهيم كتبت بمناسبة إعدام ثلاثة مجاهدين هم: محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير) وأغنية (هبت النار) وأغنية (يا شعبي يا عود الند) وأغنية (اشهد يا عالم علينا وعا بيروت) و(جفرا) و(ظريف الطول) و(جمّع الأسرى)، وسرحان والماسورة وأغاني وأشرطة أخرى عديدة وشهيرة.
فرقة الأصايل
تأسست عام 1990 في بلدة دير الأسد في الجليل الفلسطيني الأعلى المحتل منذ عام 1948، على يد المدرب "يحيى أبو جمعة"، وقد ضمت بعض الشباب من قرية دير الأسد. ان هذا الولادة الناجحة استطاعت التطور بعد ذلك ولم تقتصر فقط على الشباب انما احتوت من شباب وفتيات القرية.
وجدت أمامها تحديات كبيرة، تطلبت جهودا استثنائية لتحقيق مشروعها، لذلك ذهبت الفرقة للاهتمام بالزي الشعبي، والتركيز على تقديم الدبكات الشعبية الفلسطينية والاهتمام بأغاني التراث.
لقد كانت هذه انطلاقة ناجحة بالنسبة للفرقة ونموذجاً لمشروع فني رائع قد أثبت نجاحه على مر السنين، ذلك من خلال مشاركتها في مسابقات عالمية في العديد من الدول ونذكر منها : أمريكا، المكسيك، اسبانيا، فرنسا، هنغاريا وفلسطين بالاضافة الى العديد من المسابقات المحلية.
لقد حازت فرقة الأصايل وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية 95/96/97 على المرتبة الأولى محلياً وعلى المرتبة الثانية من بين 50 دولة في مهرجان "جاكا" - إسبانيا سنة 1997.
من أبرز الباقات الفنية التي قدمتها فرقة الأصايل في الآونة الأخيرة: عرضها الكبير تحت عنوان "الأرض، التراث والعرس الفلسطيني" وذلك على مسرح ثقافات العالم في برلين- ألمانيا، وقد نال ذلك إعجاب الجماهير العربية هناك. والتي شملت على عدة فقرات وعروض متنوعة منها : الإيقاع، العزف على الربابة واليرغول، فقرات زجلية، غناء منفرد ومواويل بالاضافة الى تقديم عروض لجميع أنواع الدبكات الفلسطينية الأصلية مثل: الشعراوية، الفرادية الشمالية، الرملية والمغربية.
هذه النواة الفنية المتألقة والتي برزت بإبداعاتها ونجاحاتها المتكررة استطاعت أن تتخطى جميع الصعاب بما فيها النواحي المادية وانجاح الفرقة على جميع الأصعدة.
فرقة الأصايل لا تقتصر اليوم على أبناء القرية فقط، انما تشمل أعضاءً من المنطقة كلها ومن جميع أبناء الطوائف، وذلك تطبيقاً لقاعدة التآخي والمحبة بين أفراد المجتمع.
وما يميز فرقة الاصايل الاهتمام بأغاني التراث وتركيز على ارتداء الزي الشعبي، وتقديم كل أنواع الدبكة الفلسطينية من الطيارة والشعراوية والشمالية والرملية وغيرها، إضافة إلى أغاني ظريف الطول والميجنا والعتابا والدلعونا وحضرا وغيرها مما يزخر به التراث الشعبي الفلسطيني.
أن اختيار اسم (الاصايل) للفرقة، لم يكن اختيارا عشوائيا، بل جاء بعد دراسة مطولة ومفاضلة بين عدد من الأسماء، فهي تعبر عن الفلسطينيات "الاصايل" اللواتي احتفظن بأزيائهن ونقلنها إلى أبنائهن حتى يستمر الوطن حيا في نفوسهم، وتهتم الفرقة بتقديم كل أنواع الدبكة الفلسطينية من الطيارة والشعراوية والشمالية والرملية وغيرها، إضافة إلى أغاني ظريف الطول والميجنا والعتابا والدلعونا وحضرا وغيرها مما يزخر به التراث الشعبي الفلسطيني.
وعن انجازات الفرقة الخاصة يقول الفنان يحي أبو جمعة لقد شاركنا في كل المهرجانات القطرية التي أتيحت في بلادنا، وقدمنا عروضنا للأهل في الضفة والقطاع، وشاركنا في مهرجانات كثيرة أقيمت في إسبانيا والمكسيك والولايات المتحدة والأردن وغيرها من دول العالم، وحصدنا جوائز مهمة جراء هذه المشاركات التي أسهمت في التعريف على جوانب التراث الشعبي الفلسطيني.
واضاف مدرب الفرقة الفنية (أبو جمعة) قائلاً: لقد قدمنا لوحة فنية راقصة بعنوان "الارض والانسان".
"العرس الفلسطيني" كما قدمنا اوبريت من تأليف الشاعر سميح القاسم، واعددنا رقصة جميلة اسميناها "كرمنا الاخضر" عن مدينة القدس، بما نمثله من مرجعية روحية وتاريخية وسياسية للشعب الفلسطيني، ورقصة اخرى تتحدث عن مجزرة قانا التي ارتكبها الصهاينة في جنوب لبنان.
وعن سر اهتمام الفرقة بالدبكة الفلسطينية يقول ابو جمعة أن ذلك ناتج عن خصوصية الوضع الذي نعيشه في فلسطين عام 1948، فالدبكة هي صورة من صور التراث الشعبي، فيها تشتبك الايدي كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الارجل بالارض كدليل على عمق الانتماء.
إن فرقة الاصايل فرقة تحمل هويتها ورسالتها، كما يقول مدربها، لذلك تحظى بدعم وتشجيع الاهل في فلسطين، لانها واحدة من حراس الوعي وحاضنة للتراث المهدد بالسرقة والذوبان.
المهرجانات التي شاركت بها الفرقة:
مهرجان البيرة الاول عام 96 .
مهرجان رام الله للثقافة والفنون عام 96/97/2000
مهرجان ليالي غزة 96 .
مهرجان مرج ابن عامر 98 .
مهرجان العقبة الثاني للفنون الشعبية 98.
مهرجان اليونان للفلكلور الشعبي 99.
مهرجان سخنين للفلكلور 99.
مهرجان اكسال الثقافي.
مهرجان الرملة للفلكلور الشعبي 2000
مهرجان بئر السبع 2000.
مهرجان قلقيلية 98/2000.
مهرجان صفا للتراث 97.
احتفال تخريج مشرفي أنشطة وبرامج الطفل الفلسطيني/2006.
احتفال نقابة المحامين في يوم المحامي الفلسطيني/رام الله /2006.
احتفال مجموعة الاتصالات الفلسطينية بتكريم طلبتها المتفوقين في امتحان الثانوية العامة، حيث تم تكريم الفرقة في هذا الاحتفال بجعلها الفرقة الممثلة للمجموعة الفلسطينية للاتصالات في كافة المحافل المحلية والخارجية لها/2006.
جامعة القدس المفتوحة ( حفل تخريج)/2006.
المشاركة في يوم الرقص العالمي / رام الله سرية رام الله الأولى 2007.
مشاركة في مهرجان دعم المنتجات الشعبية الفلسطينية / الطيبة رام الله /2007.
احتفالات الاتحاد العام للمرأة لدعم الطالب المحتاج / رام الله قصر الثقافة /2007.