23-02-2020 02:58 PM
سرايا - موسى العجارمة - إعلامية أردنية طرحت نفسها على الشاشة بالبساطة والعفوية والتلقائية، استطاعت أن تغرد خارج السرب في البرامج السياسية الحوارية، مما مكنها من تحقيق معادلة صعبة يشهد بها القاصي والداني، وشكلت نموذجاً استثنائياً يقتدى به.
الإعلامية رهف صوالحة تتحدث لـ"سرايا" عن رحلتها في مجال الإعلام وتروي تفاصيل لأول مرة عن برنامجها نوستالجيا الذي اعتبرته مشروعها الإعلامي، وعلاقتها مع زميلتها ناديا الزعبي التي شكلت معها ثنائي منذ أكثر من عشرة سنوات، عبر المقابلة التالية:
- نوستالجيا مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلى الماضي، اختلفنا او اتفقنا على رهف صوالحة إلا أنها تظهر اليوم على الشاشة بصورة راقية في البرامج السياسية الحوارية :
أ- كيف جاءت فكرة البرنامج ؟
الفكرة نالت وقتاً كبيراً حتى تم بلورتها على أرض الواقع، كانت رغبتي حينها أن أعرض الجانب السياسي والإنساني من حياة كل ضيف، وتسليط الضوء على جانب من شخصيتهم يتعلق بتفاصيل حياتهم الشخصية لم يتم الحديث عنه مسبقاً، بأسلوب إنساني بعيد عن الابتذال.
وبمساعدة إدارة قناة (عمان tv) المتمثلة بالزملاء طارق محلم و قيس إلياس، توصلنا لفكرة عرض شريط حياة الضيوف، وكانت بداية نوستالجيا أبسط بكثير ما هو عليه اليوم؛ كون طبيعة الاسئلة بالسابق كانت مبنية على مبدأ الاسئلة السريعة، وكان الفورمات الأول بسيطاً وعندما اتضحت صورة البرنامج بدأتُ التواصل مع أسماءًا معروفة بالنسبة لي، كنت متحمسة جداً للأمانة.
كانت أول حلقة مع الدكتور جواد العناني عندما نشاهد هذه الحلقة ونقارنها بالبرنامج اليوم سنجد حجم التطور الهائل، كونه بعدما تم الخوض أكثر بعملية الإعداد والتصوير أصبحنا ننظر للبرنامج بطريقة أكثر عمقاً.
وحتى علمية اختيار الأسئلة دائماً تكون مبنية على السيرة الذاتية لكل ضيف وحتى المكان الذي يختاره الضيف اضاف محنى آخر للبرنامج، والجميل أيضاً أن كل حلقة بالبرنامج كانت مختلفة عن الأخرى.
ب - سعيدة بما حققه البرنامج على أرض الواقع؟
أنا مؤمنة بمقولة: "لكل مجتهد نصيب". ولدي إيماناً مطلقاً بالموهبة والاجتهاد، والموهبة لوحدها لا تكفي، ونوستالجيا تحديداً وضعت كافة حواسي وطاقتي به، وهو ليس برنامج بالنسبة لي إنما مشروع العمر وكان حلماً وتحقق، وانا أشعر بالرضى الكبير حيال هذا المشروع ، وسعادتي الغامرة تكمن دائماً أثناء إعداد وتصوير حلقاته.
أريد التنويه إن الصورة الأولية لبرنامج نوستالجيا التي يعتقدها المشاهد عادة هي: تسليط الضوء على الجانب الإنساني من حياة السياسيين، ولكن البرنامج قام أيضاً بتوثيق لحظات تاريخية هامة للأردن لم يتم الحديث عنها من قبل.
والبرنامج بشكل عام كان مفعماً بالمشاعر والإنسانية، وانا أحبذ النظر للجانب المشرق والإيجابي بحياة الإنسان وهذا ما حاولت إظهاره على الشاشة.
ج - بحسب البعض:" إن نوستالجيا شكل هوية رهف صوالحة الإعلامية بالكامل"؟
بكل صدق وموضوعية نعم، ما بعد هذا البرنامج وجدت نقاط قوة موجودة لدي لم أكن أعلم بها، وهذا البرنامج شكل صورة إعلامية لرهف صوالحة، وأنا فخورة بكل ما قدمته قبل نوستالجيا ولكن هذا البرنامج وجدت نفسي به، وهذه النوعية من البرامج تستهويني كثيراً بما تحمله من إيقاع مميز، لذلك نوستالجيا شكل هويتي الإعلامية دون أدنى شك.
د- كيف تمكنتِ من توظيف الجانب الإنساني في برنامجك لدرجة ان بعض المسؤولين الذين كانوا الأقل شعبية في الشارع الأردني، ظهروا على الشاشة بصورة محببة لأول مرة ؟
اعتقد أن الصدق لعب دوراً هاماً بالبرنامج، كوني كنت حريصة على إظهار الجانب الإنساني عبر الحلقات بعيداً عن "السكوبات" والخبطات الإعلامية، وكنت في نوستالجيا حافظة لدرسي وأعطي الضيوف شعور الراحة وهذه ملكة من الله عز وجل.
هـ- كيف كان يتم انتقاء الضيوف وماهي الصعوبات التي مررتِ بها ؟
كانت الصعوبة بالبداية مرحلة إقناع الضيف بالمشاركة في البرنامج، كون السياسي الأردني عادة يكون لديه تخوفاً بالحديث عن حياته الشخصية، والصعوبة كانت في الموسم الأول عندما كنت أصور ما قبل البث، حيث إنه لم يكن هناك أي تصور للبرنامج من قبل الضيوف، وعندما يجد الضيف الجدية والإلتزام بالبرنامج كان يوافق على الفور، ورسالة البرنامج المبنية على الانسانية والإيجابية ساهمت بشكل كبير، وبعدها عرض البرنامج وأصبحت عملية انتقاء الضيوف أسهل من قبل، ودائماً عندما انتقي اي ضيف انظر لتاريخه كوننا نريد الحديث عن عمان القديمة والحنين إلى الماضي.
بالمناسبة في المواسم القادمة سيكون هناك تفاوتاً بين أعمار الضيوف اكثر من الأجزاء الحالية.
*عبدالله النسور تعامل معي بمنتهى الإنسانية
و- ماذا كانت ردة فعلك عندما قال لكِ رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور في إحدى الحلقات :"انا سرحان فيكِ"؟
رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور كان تعامله معي أثناء الحلقة بمستوى عالٍ من الإنسانية والحرفية والأبوة وبعيداً عن المبالغة كان يعاملني بمثابة حفيدته، وللأمانة تعليقه لم يزعجني بتاتاً؛ كونه كان من مطلق إنساني بحت، ونحن في الأردن للأسف نتغنى بعفوية السياسيين في لبنان ولكن نرفض عفوية السياسي الأردني، وللأمانة دولته كان حاضراً ذهنياً أثناء اللقاء وهو يتحلى بمهارات عديدة وما قاله كان بمثابة دعابة لا أكثر، وكانت إجاباته خلال اللقاء بذكاء كبير يقتدى به.
*سأفضل الأسرة عن العمل
- هل ينتاب رهف صوالحة شعور الإعتزال ببعض الأحيان، ولو خيرتِ بين أسرتك وعملك من ستختارين؟
لا أبداً مازالتُ في أوج عطائي ولكن بالنسبة لي العائلة هي الاولوية؛ لطالما تربيت في أكناف عائلة مليئة بالحب والحنان بالتالي من حق الاطفال ان يأخذوا حقهم وليس هناك أمور اهم من العائلة بالنسبة لي، ولو شعرت بيوم من الأيام أن عملي جعلني مقصرة بواجباتي تجاه أسرتي بالتأكيد سأختار الأسرة والإنسان الناجح هو من يستطيع إدارة وقته، وانا اليوم اقوم بنفسي باعمال المنزل واذهب إلى عملي واستطعت إدارة الوقت بشكل المطلوب.
وفي المستقبل أن رزقني الله بأطفال سأستطيع التنسيق بينهم وبين العمل ولكن أذا حدث ظرفاً استثنائياً سأقوم باختيار الأسرة عن العمل دون شك.
- من يشرف على إطلالات رهف صوالحة على الشاشة؟
انا ليس لدي الاهتمام الكبير حول هذا الأمر، انا بطبعي لا اسير بخط واحد وانا اثق بذوقي كثيراً، وهناك اشخاص اتعامل معهم احياناً، ولكن احبذ عادة اختيار ملابسي بنفسي وحتى فستان عرسي اخترته بيوم واحد وبناءًا على ذوقي، وبالتأكيد ارغب ان يكون لدي اشخاص يساعدوني بانتقاء ملابسي ولكن بالوقت الحالي لا يوجد أحد يساعدني بذلك، انا من اقوم باختيار ملابسي، وانا بصراحة لا يهمني الشكل بقدر ما يهمني المضمون لأني أنا إعلامية ولستوا عارضة.
- ماذا تخبرينا عن زوجك ؟
بشار يحب عملي كثيراً لولا جهوده لم اتمكن من إنجاز برنامج نوستالجيا، هو إنسان مثقف ومتزن واكثر هدوءاً مني، وإنسان ذكي كثيراً لديه اطلاع كبير على كافة المواضيع، وبشار يعمل مهندس ولا يحب الاضواء وهو عملة نادرة ويتمتع باخلاق عالية ورجل بافعاله، ونحن نكمل بعضنا البعض.
- من قدوتك في عالم الإعلام؟
عالمياً أوبرا وينفري، وعربياً منة الشاذلي بأسلوبها السهل الممتنع، وعمرو أديب بغض النظر عن مواقفه السياسية ولكن لديه كريزما قوية يتمتع بها وهو ليس بحاجة لجرافيك او استديو كون موهبته طاغية عليه.
- صفي ما يلي :
- صح صح: حبيبي ورفيقي الدائم.
- حلوة يا دنيا: تجربة رائعة وغنية جداً.
- فؤاد الكرشة: زميل رائع ومحترف.
- بعيداً عن الإعلام رهف صوالحة إلى من مشتاقة اليوم؟
مشتاقة لأوقات كانت بها الحياة ابسط من اليوم، عندما كنت صغيرة وأفكاري كانت أبسط، كون الحياة اليوم تزداد صعوبة عن قبل.
- اخبرينا عن جديدك؟
بصدد التحضير للموسم الثالث من نوستالجيا من المتوقع عرضه في نهاية شهر شباط وسنطرح فكرة جديدة للجزء الرابع من نوستالجيا، والمشاهد سيتابع أموراً مختلفة بعد شهر رمضان المبارك وبعد الاعياد تحديداً، ومن الممكن ان يكون هناك برنامجاً آخراً في شهر رمضان القادم.
- كلمة اخيرة لوكالة سرايا الإخبارية؟
انا أحب سرايا كثيراً وأقدر رصدكم لبرنامج نوستالجيا ولديكم مصداقية عالية ودائماً عندما نقول أسم سرايا نشير الى الثقة والمصداقية لدى القارئ الأردني، ونحن نفتخر بسرايا وكافة كوادرها من إداريين وصحفيين ومحررين ، وسعيدة اليوم لزيارتي الأولى لكم.